ترأس وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، اليوم الأربعاء، وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ (154) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع.
وألقى الناصر كلمة في الاجتماع قال فيها «أود في هذه المناسبة التقدم بجزيل الشكر والامتنان للأخوة الأشقاء على ما لمسناه من مشاعر صادقة تجاه سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، سائلين المولى عز وجل أن يعجل بشفائه وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ليعود إلى أرض الوطن قريبا لمواصلة قيادته الحكيمة لمسيرة البناء والتقدم».
ظروف استثنائية
وأضاف ان هذا الاجتماع يأتي في ظل استمرار الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة تفشي فايروس (كوفيد – 19) والتي لم تسلم من آثارها أي دولة من دول العالم وأصبحت تمثل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار الدول وبات معها التعاون والتنسيق بين الدول العربية ودول العالم أمرا ضروريا وملحا لمواجهة تداعياتها والحد من آثارها.
وأشار الى ان الكويت شاركت ضمن الجهود الدولية في حشد الموارد والطاقات لمواجهة هذا الوباء وتداعياته وعملت إلى جانب المجتمع الدولي لمواجهة خطر هذا الفيروس والتخفيف من أعبائه حيث وجه حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتقديم مساهمة بقيمة 100 مليون دولار أميركي خصص جزء منها لدعم الدول العربية في مواجهة هذه الجائحة بالإضافة إلى دعم منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم للتسريع في اكتشاف لقاح لهذا الفايروس.
دعم فلسطين
وشدد على موقف الكويت المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة مجددا الدعوة للمجتمع الدولي إلى النظر بجدية واهتمام نحو خيار العرب للسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي ممثلا في مبادرة السلام العربية من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ينهي الصراع العربي – الإسرائيلي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني بدءا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة ووصولا لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبالأخص القرارات (242) و(338) و(2334) وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف «وفي هذا الصدد فقد تابعنا باهتمام ما تطرق اليه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني مؤكدين على استمرار دعم الكويت للوكالة في تقديمها لمساعداتها البناءة في دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عنه».
سورية واليمن
وتابع «أما فيما يتعلق بالأزمة السورية ودخولها العام العاشر وما شهدته من مآسي إنسانية غير مسبوقة عانى منها الشعب السوري وما زال وتحول سورية الى ساحة نزاع تتبارز فيها الأطراف الخارجية على حساب الشعب السوري مؤكدين هنا على موقفنا الثابت بأن لا حلا عسكريا للأزمة السورية وأن الحل الوحيد من خلال التسوية السياسية وفقا للقرار 2245 وبيان جنيف لعام 2012.
وقال الناصر ان استمرار الأزمة في اليمن لا زال يهدد الأمن في العالم العربي حيث أن استقرار اليمن من استقرار الدول العربية مجددا التأكيد أن الحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي المبني على المرجعيات الأساسية الثلاث المعتمدة والمتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبالأخص القرار 2216 والالتزام باتفاق ستوكهولم.
واكد في هذا الصدد دعم كافة الجهود التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لاستئناف المشاورات والحوار السياسي والتوصل لتسوية تنهي الازمة بين الفرقاء وتلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق داعيا كافة الأطراف إلى الموافقة على المقترحات التي تم التوصل إليها.
جهود سعودية
ورحب في الوقت ذاته بجهود المملكة العربية السعودية لإعادة تفعيل اتفاق الرياض مجددا إدانة الكويت واستنكارها لكافة الاعتداءات والهجمات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية الشقيقة.
واكد الناصر على وقوف الكويت مع المملكة العربية السعودية في كافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.
المفاوضات في ليبيا
على صعيد متصل قال الشيخ أحمد الناصر إن الكويت يؤلمها ما تشهده ليبيا الشقيقة مضيفا، وعليه فإننا ندعو ونناشد الأطراف المعنية لتغليب المصلحة الوطنية ونبذ العنف والاحتكام إلى الحوار السلمي كسبيل لحل الأزمة القائمة كما تؤكد دولة الكويت دعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحقن دماء اشقائنا في ليبيا ووقف الاقتتال وإرساء السلام والاستقرار في ليبيا الشقيقة.
ودعا الى أهمية الالتزام بمخرجات المؤتمرات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وبالأخص قرار 2310 مرحبا بالإعلان الصادر عن رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية في عموم الأراضي الليبية.
كما رحب في الوقت ذاته بالمبادرة التي أطلقها رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الرئيس عبدالفتاح السيسي الداعية لوقف اطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي شامل، معربا عن بالغ الارتياح للتوافق الذي تم في المفاوضات الجارية حاليا بين الاخوة الليبيين برعاية المملكة المغربية الشقيقة، «آملين أن تسهم في تحقيق ما نصبوا إليه جميعا من أمن واستقرار وسيادة ليبيا الشقيقة».
اتفاق السلام
كما رحب باتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بين حكومة جمهورية السودان والجبهة الثورية حول دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجهود ووساطة مقدرة من جمهورية جنوب السودان.
وأكد الناصر في ختام كلمته على مساندة ودعم الكويت للسودان الشقيق في المرحلة الانتقالية القادمة، معربا عن امله في ان يتلقى السودان مساندة عربية ودولية تعزز مسيرة السلام والامن في جميع ربوعها حتى تتحقق التنمية التي يتطلع اليها أبناء الشعب السوداني الشقيق.