تسلمت الكويت من الحكومة العراقية، أمس، 21 رفاتاً لأسرى يعتقد أنها لمفقودين كويتيين، لفحصها من قبل إدارة الأدلة الجنائية، والتحقق من الحمض النووي DNA.
وقالت مصادر عراقية إن «عمليات البحث عن رفات الأسرى والمفقودين متواصلة في مناطق بر السماوة والأنبار، وحالياً تقوم فرق مشتركة بعمليات البحث في المناطق البرية»، لافتاً إلى أن النظام السابق وضع أغلب المقابر الجماعية سواء لعراقيين أو بقية الجنسيات من الكويتيين، في بر البادية بعيداً عن الأعين.
وأبلغت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الكويتية أن الرفات تم نقلها من قبل إدارة الأدلة الجنائية لوزارة الداخلية، لفحصها ومطابقة «البصمة الوراثية» (DNA)، للتأكد من هوياتهم ومطابقتها كذلك مع قاعدة بيانات الأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الأخرى، موضحة أن النتائج ستأخذ شهرين على أقل تقدير لإعلانها.
وأشارت المصادر إلى أن هناك عدداً من الأسرى والمفقودين، لم يتم العثور على رفاتهم حتى الآن، بالرغم من استمرار البحث والتنقيب والحفر، بالتعاون مع مسؤولي وزارة الدفاع العراقية، بالتنسيق مع السفارة الكويتية في العراق، ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، ومكتب الأمم المتحدة لمساعدة العراق، لافتة إلى أن قرابة 200 من المفقودين حصل ذووهم على أحكام قضائية بثبوت استشهادهم، وتحولت ملفاتهم إلى مكتب الشهيد، لمتابعة أحوال زوجاتهم وأبنائهم تكريماً لدمائهم التي بذلت في سبيل تحرير وطنهم الكويت.
من جانبه، أكد مكتب تكريم الشهداء أن دوره يأتي بعد ثبوت هوياتهم واعتمادهم شهداء، حيث يتم نقل ملفاتهم إلى المكتب لمتابعة أحوال ذويهم وتقديم مختلف أنواع الرعايات لهم تكريماً وعرفاناً لدماء آبائهم وأبنائهم الشهداء.
وجرت مراسم تسليم الرفات قرب مطار بغداد الدولي، بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع العراقية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، ومكتب الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
وقال القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الكويت لدى العراق محمد الوقيان، إن تسليم الرفات جاء في إطار مواصلة الجهود المبذولة بملف الأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الأخرى.
وأوضح أن العملية تمت عبر اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية الدوليتين، اللتين تترأسهما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعضوية كل من الكويت والعراق والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فضلاً عن (يونامي) بصفة مراقب.
وأضاف أنه يعتقد وفقاً للمؤشرات الأولية، أن الرفات تعود لأسرى ومفقودين كويتيين، عثر عليهم في بادية السماوة جنوبي العراق.
وتابع «سيتم إجراء عمليات الفحص الجيني والاستعراف لهذه الرفات في دولة الكويت، عبر الإدارة العامة للأدلة الجنائية لمطابقة النتائج مع قاعدة بيانات الأسرى والمفقودين ورعايا الدول الأخرى».
وتقدم الوقيان بالشكر للحكومة العراقية والفريق الفني العراقي، ممثلاً بوزارة الدفاع العراقية على الجهود المبذولة في هذه القضية الإنسانية، معرباً عن تقديره لبعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق (يونامي) لما قامت به من أمور لوجيستية وتنسيقية لنقل الرفات.
من جانبه، أعلن رئيس لجنة شؤون الأسرى والمفقودين في وزارة الخارجية ربيع العدساني، على هامش عملية التسلم، إنه «سيتم التحقق من هوية الرفات، من خلال عملية الاستعراف على أيدي المختصين بالإدارة العامة للأدلة الجنائية الكويتية».
وأوضح أن الاستعراف على الرفات يعتبر عملية معقدة وتحتاج إلى دقة ووقت لاستخلاص الحمض النووي من الرفات، ومن ثم العمل على مطابقته مع قاعدة بيانات الأسرى والمفقودين، للتحقق من النتائج وتحديد هوية الرفات قبل أن يتم الإعلان عنها.
وأكد أن جهود متابعة عمليات البحث والتحقق من المعلومات، سوف تستمر من خلال أعمال اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية، إلى أن يتم إغلاق آخر ملف في هذه القضية الإنسانية.
وجرى التوقيع على اتفاقية نقل ومحضر تسليم الرفات بحضور ممثل الكويت العدساني، وممثل العراق رئيس الوفد العراقي اللواء حازم قاسم.
شاهد أيضاً
«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها
أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …