أعلن رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية لإيواء النازحين السوريين وذلك بعد أيام قليلة من افتتاح مشروع تنموي نوعي متكامل الخدمات لرعاية الأيتام في جمهورية باكستان بدعم أهل الخير من الكويت.
وقال المعتوق في كلمة القاها بمناسبة افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية انه في 22 أبريل الماضي افتتحت الهيئة الخيرية المرحلة الأولى من مدينة صباح الاحمد وقوامها 426 بيتا بينها 300 بيت بتبرع كريم من سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه وكان هذا التبرع فاتحة خير وبركة على هذا المشروع.
وأضاف «اننا اليوم نفتتح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية وعدد بيوتها 500 بيت وستتوالي بإذن الله بقية المراحل التي تضم 874 بيتا خلال الفترة المقبلة وبذلك يصل عدد بيوت المدينة إلى 1800 بيت» مبينا ان المدينة تضم مسجدين ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم وثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصفا طبيا وبئرا ارتوازية وسوقا تجارية ومخبزا آليا.
وأفاد ان تدشين هذه المرافق يأتي في اطار توجه الهيئة الاستراتيجي التنموي الذي يركز على بناء الانسان والمشاريع ذات الأثر طويل الأمد اذ تتيح هذه المدينة السكنية 1000 فرصة عمل لأهل المخيمات ما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي فضلا عن إدخال أسلوب حديث ومتطور في عالم البناء إلى الداخل السوري وتشييد سكن عمره الافتراضي 10 سنوات عوضا عن المخيمات العشوائية التي لا تصمد أمام تقلبات المناخ.
وذكر انه مع تفاقم معاناة النازحين السوريين في منطقة الشمال السوري اتجهت الهيئة الخيرية إلى إنشاء البيوت الاقتصادية للحد من معاناتهم المعيشية ومشكلاتهم الاجتماعية وعذابات التشرد وتأمين بيوت من الطابوق والاسمنت تضمن للعائلات المهجرة حياة كريمة وآمنة فدشنت 600 بيت في أغسطس 2019 لإيواء الأسر المهجرة والأشد حاجة من ريف حماة وكانت تجربة ناجحة ومشجعة اذ يتألف البيت الواحد من غرفتين وحمام وفسحة سماوية بتكلفة 333 دينارا.
وأبن المعتوق في كلمته سمو الامير الراحل قائلا «اننا برحيل سمو الشيخ صباح الأحمد فقدنا قائدا إنسانيا فذا وأحد رعاة قيم الخير والسلام والديبلوماسية والحوار والتعايش اذ كرس حياته لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء وسطر بحروف من نور مسيرة تاريخية حافلة بالانجازات الرائدة».
واضاف «انه بقيادته الحكيمة وسياسته المتزنة جعل الكويت مركزا للعمل الإنساني وأنموذجا فريدا للعطاء الإنساني وشهدت مسيرته المباركة أعمالا جليلة ومبادرات إنسانية عظيمة ستظل بإذن الله خالدة في ذاكرة التاريخ ونبراسا مضيئا للأجيال ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته وعظيم مغفرته وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى وينزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا».
وتقدم المعتوق بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى سمو الشيخ نواف الأحمد وسمو الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة توليهما مقاليد الحكم في البلاد مؤكدا «الثقة التامة بحرص هذين القائدين الكبيرين على مواصلة مسيرة الخير والإنسانية التي أرساها سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه».
وذكر ان سمو الأمير الراحل وجه الهيئة الخيرية لتنظيم 4 مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية للغاية نفسها والتي بلغ حصادها مليار و300 مليون دولار كما تبرع سموه رحمه الله بإنشاء قرية للاجئين السوريين في مخيم الزعتري بقيمة 5 ملايين دولار وهذا غيض من فيض عطائه.
وأضاف ان «مؤسسات الكويت الخيرية ما زالت تتحمل مسؤولياتها الانسانية إزاء الأزمة السورية التي دخلت عامها العاشر في ظل ما شهدته من حركة نزوح ولجوء مخيفة تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية اذ شكل تحدي الإيواء حاجة أساسية في حياة النازحين وضرورة ملحة لحفظ كرامتهم وصون خصوصياتهم».
من جانبه قال الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح ممثلا عن الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح في كلمة له بهذه المناسبة ان سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه شهدت له المحافل والحكومات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة اذ كان قائدا إنسانيا فريدا حيث شهد العمل الخيري في عهده تطورا نوعيا وانتشارا واسعا واتسمت تجربة الكويت الإنسانية بالتفرد والريادة.
وذكر ان هذه البلاد الطيبة استضافت العديد من المؤتمرات الدولية للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني في سورية والعراق والسودان وقدمت المساعدات السخية لضحايا الكوارث والنزاعات في اليمن والصومال وباكستان وغيرها حتى أصبحت في ظل قيادته الإنسانية الرشيدة واحدة من أهم الدول المانحة في العالم.
وأضاف ان حكومة الكويت ومؤسساتها الخيرية المانحة رسخت منذ عقود روح التضامن الدولي مع الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة عبر اطلاق العديد من المبادرات الإنسانية التنموية والإغاثية المتنوعة كاشفة وجهها الإنساني المشرق.
وقال «وبهذا الدور الإنساني الرائد لسموه طيب الله ثراه ارتفع قدر دولة الكويت بين حكومات العالم وشعوبه وبادرت منظمة الأمم المتحدة إلى تتويج سموه قائدا للعمل الإنساني تقديرا لدوره الإنساني الكبير وتسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا وقد جاء هذا الحدث التاريخي ليقدم شهادة أممية على إنسانية دولة الكويت وانحياز أميرها الراحل إلى الفقراء والمستضعفين».
وثمن الشيخ صباح ناصر الصباح «الجهود الإنسانية المقدرة التي تضطلع بها المؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية الرسمية والأهلية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة ومساعدتها على تجاوز أزمتها الإنسانية وخاصة الشعب السوري الذي يتعرض إلى أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث».