تعاني سبعة ملايين امرأة في المملكة المتحدة من سلس البول، وغالبا ما يحدث ذلك بسبب ضعف عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة.
وبينما يُنظر إليها على أنها حالة تؤثر على النساء الأكبر سنا فقط، فإن ما يصل إلى 30% من الشابات و40% من النساء في منتصف العمر يعانين من هذه المشاكل أيضا.
وتؤدي الولادة وانقطاع الطمث والسمنة إلى زيادة المخاطر، حيث يمكن للولادة أن تلحق الضرر مباشرة بعضلات قاع الحوض، بينما يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث إلى إضعافها، ويضاعف الوزن الزائد من الضغط على المثانة.
لكن الأبحاث الحديثة تقدم نظرة ثاقبة جديدة عن الحالة. ووجدت النتائج التي نُشرت في مجلة PLoS One أن النساء اللواتي يبلغن من العمر 60 عاما أو أكثر اللائي يجلسن لفترة طويلة قد يتعرضن لخطر متزايد
وقالت جوان بوث، أستاذة تمريض إعادة التأهيل في جامعة غلاسكو كالدونيان، التي قادت الدراسة، لموقع Good Health: “وجدنا أن النساء اللاتي يعانين من سلس البول المستعجل (رغبة مفاجئة في التبول) جلسن لفترات أطول بكثير من النساء المصابات بسلس البول، لذلك هناك ارتباط واضح بالجلوس”.
وأضافت: “بغض النظر عن عمرك أو مدى ثقلك، إذا جلست لمدة أطول من متوسط 18 دقيقة في كل مرة، فمن المرجح أن يكون لديك فرط نشاط المثانة، على الرغم من عدم وضوح السبب. والآن بعد أن علمنا أن هناك رابطا مباشرا، فإن التحرك أكثر وتقليل الوقت الذي يقضيه الجلوس قد يساعد، خاصة مع سلس البول المستعجل”.
وتوافق ميرا روبسون، أخصائية العلاج الطبيعي لقاع الحوض في Lewisham وGreenwich NHS Trust، على أن كون التحرك “له تأثير كبير على مقدار التسريب، بغض النظر عن العمر”.
وقالت: “عضلات قاع الحوض حول المثانة تشبه تلك الموجودة في أماكن أخرى من الجسم: تحتاج إلى استخدامها للحفاظ على عملها بشكل جيد. والتنقل والمشي يساعدك على القيام بذلك”.
وتابعت روبسون، بأن هناك أيضا فوائد مباشرة للنشاط، مثل الحفاظ على الوزن تحت السيطرة، مضيفة: “حاولي أن تكوني نشطة قدر الإمكان، مع مجموعة متنوعة من التمارين الهوائية والمرونة والقوة والتوازن جنبا إلى جنب مع التمارين الأرضية، والتي يجب أن تتم بشكل يومي. يجب إرسال هذه الرسائل إلى جميع النساء، بما في ذلك النساء في دور الرعاية”.
ومع ذلك، تعاني العديد من النساء في صمت، إما بسبب إحراجهن الشديد من طلب المساعدة أو لعدم إدراكهن أن العلاج متاح.
وكشفت الأبحاث الحديثة التي أجرتها شركة بوتس أن 83% من الأشخاص الذين يعانون من سلس البول يلتزمون الصمت. وثلاثة أرباعهم محرجون من هذه الحالة، ويقول أكثر من نصفهم إنها أثرت على ثقتهم بأنفسهم.
ولتشخيص مشاكل سلس البول، ستُسأل النساء مجموعة من الأسئلة حول أسلوب حياتهن، وقد يحتجن إلى فحص داخلي لاختبار قوة عضلات قاع الحوض.
ويمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، عن طريق تقليل الضغط على المثانة، بينما يمكن أن تقوي تمارين قاع الحوض العضلات، وقد تتضمن الضغط على العضلات لمدة عشر ثوانٍ ثم الراحة، ثم الضغط لمدة أربع ثوان حوالي عشر مرات متتالية.
وتقول روبسون: “حتى إذا لم تكن هناك أعراض، فيجب على النساء ممارسة هذه التمارين ثلاث مرات يوميا، ومدى الحياة، لمنع حدوث سلس البول في المستقبل. وإذا كانت لديهن أعراض، فيجب ممارسة التمارين ست مرات في اليوم”.
وتقول البروفيسورة بوث إنه يمكن مساعدة أو علاج ثلاثة أرباع النساء من خلال هذه الأساليب وغيرها من التقنيات البسيطة، مثل تدريب المثانة، وهو علاج سلوكي لتجنب حالات الطوارئ والتسربات.