أصبحت بلدة جميلة في صقلية هي الأحدث في الاتجاه المتزايد في إيطاليا ببيع منازلها المهجورة بالمزاد مقابل 1 يورو لكل منها بهدف عكس اتجاه هجرة السكان.
وستبيع شركة Picturesque Sali بعض ممتلكاتها المتداعية مقابل أجر زهيد في محاولة لإعادة الناس إلى المدينة، حيث أنها شهدت تقلص عدد سكانها بشكل كبير على مدار الخمسين عاما الماضية، بعد فرار ما لا يقل عن 4000 من السكان عقب زلزال وقع عام 1968 في وادي بيليس في صقلية.
وقال رئيس بلدية المدينة دومينيكو فينوتي لشبكة “سي إن إن”: “جميع المباني تابعة لمجلس المدينة، ما يسرع البيع ويقلل من الروتين. وقبل إطلاق المخطط، كان علينا أولا تحسين الأجزاء القديمة من بلدة سالمي حيث توجد المنازل، وتحسين البنى التحتية والخدمات، من الطرق إلى شبكات الكهرباء وأنابيب الصرف الصحي. والآن المدينة جاهزة للخطوة التالية”.
وليست ساليمي بأي حال من الأحوال أول مدينة في جنوب إيطاليا تجرِّب مشروع منزل بقيمة 1 يورو، حيث قامت بلدة سينكوفروندي في كالابريا بنفس الشيء في يوليو الماضي، وجربت موسوميلي وبيفونا، وكلاهما في صقلية، الخطة ذاتها، العام الماضي.
لكن مسؤولي سالمي كانوا من بين أول من اقترح فكرة بيع المنازل دون مقابل.
وقال فينوتي إن المشروع لا يمكن أن يتم التوقيع عليه في الوقت المحدد بسبب المشكلات البيروقراطية والحاجة إلى منح بعض العقارات تجديدا أولا.
وكانت هناك حاجة إلى أعمال الصيانة في المناطق المتهدمة المحفوفة بالمخاطر في المدينة، كما أدت جائحة كورونا إلى تأخير المشروع.
لكن فينوتي أصر على أن الوقت الحالي مناسب للمضي قدما في المشروع، على الرغم من مخاوف بعض السكان بشأن انتشار المرض.
وستُعرض المنازل للبيع في المزاد بسعر يبدأ من يورو واحد (0.91 جنيه إسترليني) للمنزل الواحد وستباع لمن يدفع أعلى سعر، بالطريقة نفسها التي قامت بها بلدة سامبوكا الصقلية العام الماضي.
وتقع البلدة في الوسط التاريخي للمدينة المحاطة بأسوار المدينة القديمة وتعود إلى القرن السابع عشر.
وتحتوي جميع المنازل على عدة طوابق وجدران سميكة، في حين أن بعضها يحتوي على شرفات بانورامية وتعد تلك الموجودة في شارع Belvedere، المطلة على الوادي الأخضر، الأكثر جاذبية.
وتوجد في ساحة البلدة الرئيسية كنيسة منهارة، وما زالت أطلالها الحجرية قائمة بعد زلزال عام 1968 الذي أودى بحياة 231 شخصا في المنطقة.
والمنازل مصنوعة من الحجر الرملي الصلب المصفر-الوردي المستخرج من الكهوف القريبة.
وكانت العائلات الريفية في العصور الوسطى تنام في الطوابق العليا من المباني، بينما تعيش حيواناتهم في الطوابق السفلية.
وتقع المدينة على ارتفاع 450 مترا فوق مستوى سطح البحر، ما يعني أنها أبرد من معظم مناطق صقلية خلال الصيف الحار في الجزيرة.
ولا يُطلب من المشترين المحتملين زيارة سالمي قبل تقديم العرض، وفقا للسيد فينوتي، لكن يتعين عليهم إرسال خطة إعادة تصميم مفصلة لإثبات التزامهم بالمشروع.