تعمل وزارة الصحة، بشكل حثيث وضمن خطة منهجية، لضمان حصة الكويت من لقاحات فيروس «سارس كوف -2» (SARS-CoV-2) فور اعتماد أي منها من منظمة الصحة العالمية، عبر إنجاز بعض التعاقدات المبكرة والعمل على تعاقدات أخرى، لا سيما في ظل السباق المحموم المتوقع بين الدول للحصول على اللقاحات فور اعتمادها.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» أنه تم الاتفاق مع منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «غافي» (Gavi)، «لتوريد مليون و700 ألف جرعة من اللقاح إلى الكويت فور إنتاجه، وهي كمية تكفي نحو 800 ألف شخص، بواقع جرعتين لكل شخص».
وأوضحت أن «قيمة التعاقد مع (غافي) تبلغ 18 مليون دولار في المرحلة الأولى، وأنه تم أخذ كل الموافقات من الجهات المعنية على هذا التعاقد».
ولفتت إلى أنه «يوجد لدى (غافي) على الأقل 18 نوعاً من اللقاحات التي تعمل الشركات حول العالم على تطويرها، من بينها لقاح (مودرنا) الذي يُحقّق نتائج إيجابية ومتقدمة، وبمجرد جهوزية أي لقاح واعتماده، فستحصل الكويت على 1.7 مليون جرعة منه، علماً أن اللقاح الواحد يُقدّر سعره بـ10.55 دولار ويمكن أن يرتفع أو ينخفض قليلاً بحسب الشركة المُصنّعة».
وأكدت المصادر أن «الكويت لم تتعاقد رسمياً حتى الآن مع غير هذه المنظمة»، إلا أنها تتواصل مع شركات أخرى تُصنّع لقاحات وهي غير منضوية ضمن تحالف «غافي»، مثل شركة الأدوية الأميركية العملاقة «فايزر» التي تعمل مع شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية «بيونتيك» لتقديم لقاحهما المحتمل والمسمى BNT162 بحلول نهاية نوفمبر الجاري.
وكشفت أنه بالنسبة لهذا اللقاح «إذا حصلت الكويت عليه في العام الحالي فإن سعر الجرعة يصل إلى 30 دولاراً، فيما ينخفض إلى 24 دولاراً إذا تم الحصول عليه في 2021، علماً أن كل شخص يحتاج إلى جرعتين».
وأوضحت أن «التعاقد في شأن لقاح (فايزر) سيكون على كمية إجمالية تبلغ مليون جرعة (150 ألفاً في 2020 إذا تم اعتماد اللقاح قبل نهاية العام، و850 ألفاً في 2021)»، علماً أن أهمية هذا اللقاح تكمن بأنه الوحيد الذي يمكن أن يعطى لأشخاص حتى عمر الـ85 عاماً.
وإضافة إلى «فايزر»، هناك لقاح «أكسفورد» الذي يحقق نتائج متقدمة أيضاً ويُتوقع اعتماده قريباً، وهو يُعطى للأشخاص من عمر بين 12 و18 عاماً إلى عمر 70 عاماً، في حين أن الأطفال والحوامل ليس لهم لقاح حتى الآن بشكل عام.
وقالت المصادر إنه «لم يتم بعد التعاقد مع الشركة المنتجة للقاح (أكسفورد)، لكن وزارة الصحة أخذت موافقة الفتوى والتشريع والجهاز المركزي للمناقصات، وتعمل للحصول على موافقة ديوان المحاسبة»، مشيرة إلى أن هذا التعاقد «يشمل الحصول على 3 ملايين جرعة، سعر الواحدة منها 9 دولارات».
ولفتت إلى أن «سعر اللقاح من (غافي) أرخص من بعض الشركات الأخرى، لأنها تحالف بين جهات وشراكة صحية عالمية بين القطاعين العام والخاص، ومرتبطة بمنظمة الصحة العالمية»، علماً أن شركة «فايزر» لديها 5 وكلاء في الكويت، لكن اللقاح ليس له وكيل.
وقالت المصادر إن «الكويت لا تعلم من سينجح أولاً، لذلك تسعى إلى ضمان حصتها من خلال التعاقدات المبكرة، وإذا حصلنا على أكثر من لقاح (خير وبركة)»، مبينة أن التركيز هو على الشركات التي دخلت لقاحاتها تجارب المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأخيرة قبل ترخيص اللقاح من الجهات الرقابية العالمية.