نجحت الهيئة العامة للبيئة، بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، في زراعة أعداد كبيرة من أشجار المانجروف على شواطئ منطقة غضي، ضمن سعيها الدؤوب لزراعة آلاف الشتلات من هذه الأشجار، في أماكن مختلفة من الكويت، بينها محمية الجهراء وجزيرة بوبيان.
وتأتي هذه الشتلات التي تم جلبها من سلطنة عمان، بمثابة إعادة المانجروف لحضنه القديم في منطقة غضي، وفقاً للشواهد التاريخية التي تؤكد أن تلك الأشجار كانت موجودة في تلك المنطقة حتى فترة الأربعينات من القرن الماضي. وقال مدير الهيئة الشيخ عبدالله الأحمد «نسعى لزيادة إثراء هذه المنطقة بأشجار المانجروف التي تساهم بشكل أساسي في المحافظة على التنوع الإحيائي، ومواجهة التغيرات المناخية، وخفض الكربون وتقليل نحر الشواطئ»، لافتاً إلى أن«هذه النباتات الساحلية كانت مستوطنة سابقاً في هذه المنطقة، واليوم نعيد إحياءها بزرع شتلات، وعند نجاح هذه التجربة سيتم زيادة أعداد الشتلات المزروعة».
وأضاف «قمنا بزراعتها في السابق في محمية الجهراء، ولاقت نجاحاً باهراً، واليوم نزرعها في بر غضي، وسنقوم بزراعتها في الأيام المقبلة في جزيرة بوبيان بعد أن جلبناها من سلطنة عمان إلى مختبرات الهيئة العامة للبيئة والأعداد التي تمت زراعتها تتجاوز الآلاف».
بدوره، قال ممثل معهد الكويت للأبحاث العلمية ورئيس مشروع إدارة الرمال الزاحفة والسيول الفجائية وتآكل الشواطئ في منطقة غضي الدكتور علي الدوسري، إن «هذا المشروع يمثل تعاوناً مثمراً بين معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة، بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بهدف حماية بعض المنشآت في منطقة غضي، والتي يزمع المعهد إقامتها في المستقبل القريب».
وتابع «تقع منطقة غضي في الامتداد الساحلي شمال جون الكويت وتبلغ مساحة المنطقة المحاطة بالسور 653.530 متراً مربعاً، وهي منطقة شديدة الحساسية من الناحية البيئية وتمتاز بحياة فطرية عامرة»، لافتاً إلى أنه «حسب الشواهد التاريخية فإن أشجار المانجروف كانت موجودة حتى أوائل الأربعينات في منطقتي غضي والمغاسل، وينوي المعهد وضع دراسة باستخدام عينة عمودية على طول شواطئ غضي، من أجل إثبات أن هذا النبات فطري وسيتم إخضاع العينات لتحاليل النظائر المشعة للتأكد من وجوده في هذه الفترات التاريخية».
وفي تصريح صحافي، قالت مديرة معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتورة سميرة السيد عمر، إن هذا المشروع يأتي بتعاون مثمر بين معهد الكويت للأبحاث والهيئة العامة للبيئة، وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والذي قد يستغرق نحو أربع سنوات من الدراسة. وأضافت أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تقييم المخاطر والتحكم فيها داخل المنطقة، عبر وضع وتطبيق تصاميم فنية تطبق للمرة الأولى في المنطقة المحيطة للمنطقة المخصصة. وأشارت إلى إقامة وسائل للتحكم باستخدام النباتات الفطرية، مثل الغردق وأشجار القرم «المنجروف» وذلك لحماية المنشآت المزمع إقامتها. وأوضحت أن المنشآت التي يتم إقامتها في المنطقة قد تتعرض لكثير من الأخطار، كترسبات وتراكمات الرمال بفعل الرياح ما يستوجب حمايتها وفق نظام لا يخل بالتوازن البيئي والحياة الفطرية.
وذكرت أن تلك الأخطار تأتي لوقوعها في مسار نشط للرمال والنحت المائي وقت موسم السيول، لوجودها في نهاية وادٍ رئيسي منحدر من جال الزور إضافة لنحت الأمواج من الجهة المواجهة لجون الكويت 1200 متر طولي.