غيّرت الجائحة الكثير في حياة الأفراد ولم يقتصر التغيير على النشاط والممارسات الاجتماعية فحسب بل شمل أيضا السلوكيات والحالات النفسية التي تأثرت بدورها بسبب الحجر والعزلة التي فرضها كوفيد-19.
وتظهر دراسة كندية أن النساء عانين أكثر من الرجال من الحجر الذي أثّر على نوعية ساعات النوم لديهن وعلى مزاجهن خلال الشهور الأولى من الجائحة.
استقصت الباحثة في جامعة كالغاري في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي فيرونيكا غويداني إجابات 573 شخصا من سكان ألبرتا، 112 رجلا و459 إمرأة يبلغ متوسط أعمارهم نحو 26 عاما، وشملت الدراسة الفترة الممتدة من 23 آذار/مارس إلى 7 حزيران/يونيو الماضي.
لاحظت الباحثة الكندية أن هناك اختلافا كبيرا بين الجنسين. وتعاني النساء من الأرق وقلّة النوم أكثر من الرجال كما تظهر عليهن أعراض القلق والاكتئاب.
وأكدّ 66% من المشاركين في الدراسة بأن نوعية النوم لديهم لم تكن جيدة كما أشار 39% منهم إلى أنهم عانوا من ارتفاع في أعراض الأرق والاكتئاب.
تقول الباحثة في جامعة كالغاري بأنها تابعت تطور التغييرات خلال أيام الحجر ولاحظت أن الأمور تغيّرت بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء ولكن المرأة التي شملتها هذه الدراسة تأثرت في شكل أكبر وغيّرت العزلة الكثير في حياتها.
وزيرة الصحّة الكنديّة باتي هايدو أكّدت أنّ الحكومة تقدّم الدعم للذين يعانون من مشاكل الصحّة النفسيّة بسبب جائحة فيروس كورونا/Justin Tang/CP
لاحظنا تقول الباحثة الكندية أن مستوى الاكتئاب والقلق لدى المرأة ازداد سوءا خلال فترة الحجر.
وترّد فيرونيكا غويداني أسباب ذلك إلى كون ألقيت المزيد من الأحمال على أكتاف عدد كبير من النساء اللواتي كان عليهن متابعة الاهتمامات المنزلية والعمل في الوقت ذاته مع عبء بقاء الأولاد في المنزل والدراسة عن بعد.
نتائج الدراسة لم تترجم على أرض الواقع
لا تتطابق نتائج هذه الدراسة مع الواقع كما تقول رئيسة مركز كالغاري للاستشارات والمديرة التنفيذية روبي بابينز-فاغنر. وتشير هذه الأخيرة إلى أن عدد المكالمات من النساء المحتاجات للمساعدة لم يعرف ازديادا خلال الفترة التي تناولتها الباحثة الجامعية في دراستها.
تضيف روبي بابينز-فاجنر: تُظهر بياناتنا أن مستوى الضيق لم يكن أعلى عند النساء من تاريخ 16 آذار/مارس حتى نهاية شهر أيار/مايو. لا يوجد لدينا فرق خلال هذه الفترة مقارنة بالعام الماضي مع العلم ان العينة لدينا كبيرة جدا.
وقد استقبل مركز الاستشارات، كما تقول رئيسته، بين شهري مارس ومايو الماضيين نحو 7341 من الزبائن في حين أن هذه النسبة كانت للفترة ذاتها من العام الماضي 7276 زبونا.
إن أسباب محنة الأشخاص الذين التجأوا إلى مركزنا هي ذاتها تماما كما في العام الماضي، وهو ما لا يجعلها بالضرورة ناتجة عن كوفيد-19.
مع ذلك ، تعرب روبي بابينز-فاغنر عن اعتقادها بأنه من المحتمل أن المستجيبين للدراسة لم يطلبوا المساعدة من أخصائيي الصحة العقلية في الوقت الذي تم فيه إجراء الدراسة.
شاهد أيضاً
في أي عمر ينبغي أن تعطي طفلك هاتفه الأول؟
على مدى العقدين الماضيين، جعلت الثورة التكنولوجية الوصول إلى الإنترنت أمرا سهلا للغاية. وأدى تطوره …