تم اكتشاف مقبرة إسلامية كبيرة تحتوي على أكثر من 4،500 جثة في شمال شرق إسبانيا، حيث قام علماء آثار بتنقيب أكثر من 400 قبر في الموقع الذي تبلغ مساحته 5 فدان (20 ألف متر مربع تقريباً).
واكتُشفت المقابر في منطقة دفن تعود إلى القرن الثامن في بلدة تاوست بالقرب من سرقسطة في أراغون، وفقاً لما ذكرته عالمة الآثار التي تقوم حالياً بالتنقيب في المنطقة مع شركة “Paleoymás” للآثار، إيفا جيمينيز، لـCNN.
وبحلول عام 711، غزت القوات العربية شبه الجزيرة الأيبيرية، وظلت هناك للقرون السبعة التالية حنى عام 1492، عندما سيطرت الممالك المسيحية السيطرة على المنطقة مجدداً.
ويُعد الوجود الإسلامي في تاوست أمراً “عرضياً وحتى غير موجود” من قبل المصادر التقليدية المكتوبة، وفقاً لما ذكره باحثون من “جامعة إقليم باسك”.
ولكن، لطالما شكت الرابطة الثقافية في المنطقة كونها موطناً لمستوطنة إسلامية كبيرة بسبب الأدلة المعمارية، والبقايا البشرية التي تم العثور عليها في البلدة، وفقاً لما ذكرته مديرة المرصد الأنثروبولوجي لمقبرة تاوست الإسلامية مع رابطة “El Patiaz” الثقافية، ميريام بينا باردوس، لـCNN.
ومن عام 711 إلى عام 1492، تغيرت الحدود بين الشمال المسيحي والجنوب الإسلامي باستمرار مع تغير السلطة السيادية، وفقاً لباحثين من الجامعة.
وقالت بينا باردوس إن عملية الحفر الأولى في الموقع في عام 2010 كشفت عن مقبرة كبيرة مساحتها 20،000 متر مربع تقريباً، وموزعة عبر مستويين على الأقل.
وأشارت بينا باردوس إلى أنه تم اكتشاف حوالي 44 هيكلاً عظمياً خلال عمليات التنقيب الأصغر في الأعوام التي تبعت الحفر الأولي ، وفي هذا العام، تم العثور على أكثر من 400 جثة بعد أن أمرت السلطات المحلية بحفر واسع في المنطقة.
وأكدت بينا باردوس: “من النادر القيام بالتنقيب والعثور على 400 قبر. وإنه مدهش”.
وأضافت بينا باردوس أن جميع الهياكل العظمية دُفنت وفقاً للعادات الإسلامية، إذ أنها تواجه الجنوب الشرقي باتجاه مكة، حسب ما ذكرته.
ويعتقد الخبراء أن هذا الاكتشاف سيتحدى الافتراضات السابقة عن المستوطنات الإسلامية في المنطقة.
وقالت جيمينيز: “يمكننا رؤية أن الثقافة الإسلامية والوجود الإسلامي في المنطقة أكثر أهمية مما كنا نعتقده”، ثم أضافت أن المقابر تُظهر أن “الأشخاص عاشوا هنا لقرون”.