«ولدكم مات… عظم الله أجركم»!
… بهذه الكلمات تلقت مواطنة رسالة تبلغها بوفاة فلذة كبدها، وتحت وقع الصدمة والحزن انطلقت إلى المخفر مستنجدة بوزارة الداخلية للبحث عن جثمان ابنها الغائب عن المنزل لأيام… وبعد جهد جهيد لرجال المباحث، عثر عليه مع رفاق السوء حياً في حالة تعاطٍ شديد، واتضح أنه بعث بالرسالة إلى والدته، لرفضها تزويده بالمال!
الواقعة في تفاصيلها بدأت فصولها في منزل مواطنة بعد أن دخلت في مشاجرة مع ابنها المدمن على تعاطي الهيرويين بسبب رفضها إعطاءه نقوداً يشتري بها الممنوعات، ولما احتدم النقاش بينهما خرج من المنزل غاضباً بعد حالة هستيريا انتابته وغاب ليومين متتاليين من دون أن تعرف له مكاناً أو تسمع عنه خبراً.
وفي اليوم الثالث تلقت الأم رسالة من رقم مجهول كتب فيها «ولدكم مات… عظم الله أجركم». في هذه اللحظة جاء في بال الأم أن ابنها تعاطى جرعة زائدة من المخدرات، وفارق الحياة بسببها، فدخلت في صدمة كبيرة وحزن شديد، وتوجهت إلى مخفر المنطقة بقدمين يثقلهما الألم، وطلبت من الأمنيين العثور على جثمان ابنها في أي مكان ما، خشية أن يكون أصحابه تركوه متوفياً نتيجة التعاطي.
هذا ما خطر ببال الأم وأبلغت به الأمنيين، عندها بدأ رجال المباحث التحري وبعد بذل جهد كبير توصلوا إلى مكان أصدقائه في إحدى الشقق ودهموها، ولكن المفاجأة أن الابن الذي أشيع أنه مات وجدوه حياً يرزق، لكن كان في حالة تعاطٍ جالساً بين أصدقاء السوء، وأُلقي القبض عليه معهم.
وقال المصدر الأمني «بعد التحقيق الأولي مع المضبوطين، تبين أن من بعث برسالة الموت إلى الأم هو الابن، من رقم صديق له، بهدف الانتقام منها، حتى يتعمد إيذاءها، لأنها لم تعطه نقوداً ليشتري بها السموم، ولكنه لم يكن يعلم أنه سيقود الأمنيين إلى ضبطه، وأحيل ومن معه إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده».