عاش لخدمة الكويت ورحل عن الدنيا وانتقل إلى جوار ربه مصحوباً بدعوات أهلها… هكذا كانت الحياة الحافلة بالعطاء للشيخ ناصر صباح الأحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق الذي سُطرت حياته بحبر الحب من قبل الكويتيين، فلقبوه بحبيب الشعب وبات اسمه محفوراً في قلوبهم.
وُلد النجل الأكبر لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في 27 أبريل من العام 1948 في قصر الشعب، وانخرط لسنوات طويلة في العمل لصالح الكويت محلياً وخارجياً، ثقافياً وسياسياً، من خلال المناصب التي كُلِّف بها طوال حياته.
تولى الراحل حقيبة وزارة الدفاع في العام 2017، وخلال العقود التي سبقت هذا التاريخ لعب دوراً كبيراً في خدمة الكويت من خلال أماكن مختلفة كانت من بينها سنوات عمله في الديوان الأميري وتأسيسه دار الآثار الإسلامية في العام 1983 والتي تضم تحفاً نادرة من مجوهرات، وزجاج، ومعادن، ونسيج، وخزف، ومخطوطات، وحجر، وخشب، وعاج، وسجاد ومخطوطات قرآنية وعلمية، فضلاً عن أن مكتبة الدار تضم عدداً من الكتب والمراجع النادرة عربية وبلغات عدة، فضلاً عن الدوريات.
خارجياً، كان للشيخ ناصر دور بارز في عدد من الملفات المهمة، من بينها ترؤسه اللجنة العليا المشتركة لمشروع الربط القاري بين الكويت وإيران، والذي تمت مناقشة تفاصيله في العام 2004 بهدف جعل البلدين حلقة وصل للربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.
أما داخلياً، فقد شكل الدفاع عن المال العام هاجساً قوياً لدى الراحل طوال سنوات عمره، فتولى الرئاسة الفخرية لجمعية الدفاع عن المال العام منذ تأسيسها في 10 مارس 1997.
ثقافياً، حصل الشيخ ناصر على وسام رفيع المستوى من رئيس منغوليا وعلى الدكتوراه الفخرية من جامعة منغوليا وعلى أعلى وسام للثقافة من جمهورية بولندا (جلوريا أرتيس)، وكان عضواً فخرياً بمجلس أمناء متحف المتروبوليتان – نيويورك، ورئيس مجلس أمناء مركز عبدالله السالم ومركز جابر الأحمد الثقافيين، وساهم في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ونادي الصيد والفروسية، والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وجمعية الصيادلة الكويتية، وجمعية القانونيين الكويتية.
«رؤية الكويت 2035» كانت من بين الاهتمامات الرئيسة للراحل، فترأس فريق عمل (تفعيل رؤية حضرة صاحب السمو أمير الكويت 2035)، وشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، وكان جل اهتمامه منصباً على تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، وتعزيز العلاقات مع الدول الآسيوية وتطوير الجزر الكويتية.
وسام الاستحقاق نيابة عن سمو الأمير الراحل
في 18 سبتمبر 2020، تسلم الشيخ ناصر صباح الأحمد وسام الاستحقاق الأميركي نيابة عن سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد.
وقال وقتها في أعقاب تسلمه الوسام «تشرفت بتسلم وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى من الرئيس الأميركي نيابة عن حضرة سيدي صاحب السمو أمير البلاد».
وأضاف أن «هذه المبادرة الكريمة تمثل اعترافاً بالدور الكبير والمسيرة الدؤوبة لسمو أمير البلاد في بناء وتعزيز علاقات التعاون الإستراتيجية مع الولايات المتحدة انطلاقاً من علاقات الشراكة والصداقة التي تجمع بلدينا وشعبينا على مدى عقود».
عن الراحل
– ولد الراحل رحمه الله في 27 أبريل 1948 وهو الابن الأكبر للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.
– تلقى الشيخ ناصر صباح الأحمد تعليمه في المدارس الكويتية والأوروبية.
– بدأ حياته العملية في مجال التجارة، حيث كان على رأس كبرى الشركات المحلية والعالمية التي تعمل في جميع أنحاء العالم في مجال الصناعة والاستثمار، وأسس شركة «فتوح القابضة» وشركة «مشاريع الكويت القابضة».
– عُرف عنه اهتمامه بالجانب الثقافي، حيث أسس أهم وأكبر مؤسسة تراثية وهي دار الآثار الإسلامية.
– اختير في 7 ديسمبر من العام 1999 مستشاراً خاصاً لسمو ولي العهد آنذاك الراحل الشيخ سعد العبدالله.
– عُيّن وزيراً لشؤون الديوان الأميري بموجب المرسوم الأميري الصادر بتاريخ 11 فبراير 2006.
– عُين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع في العام 2017، واستمر فيه حتى نوفمبر 2019.
– عُيّن نائباً لرئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية في ديسمبر 2019 بموجب مرسوم رقم 299 لسنة 2019.
الوزير الأكثر ملاحقة لقضايا المال العام
يعتبر الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد الوزير الأكثر تقديماً لدعاوى قضائية متعلقة بالأموال العامة.
وأكد مراراً أن مكافحة الفساد تبدأ بتطهير مؤسسات الدولة من فاسديها، ومن ارتبطت أسماؤهم بالفساد من دون تمييز، وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن التنمية أو العدالة في الدولة ما دام أن هناك فاسدين في مؤسساتها، معتبراً أن أي شيء خلاف ذلك «يكون إفساداً فوق إفساد».
من أبرز الإجراءات التي قام بها: – إنهاء ندب العسكريين في أكتوبر 2018، حيث أنهى ندب عسكريين كان قد تم فرزهم لدى أعضاء مجلس الأمة بالمخالفة للشروط، وكلفوا المال العام نحو 14.6 مليون دينار.
– صفقة طائرات «يوروفايتر» في يناير 2019، حيث شكل لجنة تحقيق في الصفقة البالغة قيمتها 9 مليارات دولار.
– صندوق الجيش نوفمبر 2019، حيث قدم بلاغاً إلى النيابة العامة في شأن شبهة التعدي على أموال صندوق الجيش بقيمة 240 مليون دينار.
– الصندوق الماليزي في فبراير 2020، حيث قدم مستندات إلى رئيس الوزراء عن شبهات غسل أموال في الكويت بقيمة مليار دولار متعلقة بالصندوق الماليزي السيادي.