وسط تضارب في التصريحات والأخبار، عاشت الكويت أمس يوماً عصيباً، لاسيما للمواطنين الذين علقوا في الخارج بسبب قرار إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية، سواء من علقوا على الحدود البرية مع السعودية حيث تكدّست مئات السيارات على الجانب الآخر من الحدود، أو في مطارات الدول الأخرى، فيما تم استثناء 3 رحلات جوية فقط، تقلّ مواطنين من دبي والدوحة وبيروت.
وفي السياق، نفى وزير الصحة الدكتور باسل الصباح، مساء أمس، صحة ما نسب إليه، بشأن الموافقة على فتح المنافذ الجوية والبرية أمس فقط «لدخول العالقين في الخارج»، مؤكداً أن ذلك عار من الصحة تماماً.
وقال الوزير لوكالة «كونا» إنه لم يصرح إطلاقاً حول هذا الموضوع، مشدداً على احتفاظ الوزارة بحقها القانوني في مساءلة ومقاضاة كل من يقف وراء هذا التصريح غير الصحيح المنسوب إليه.
من جانبه، قال مدير الإدارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان في تصريح لـ«الراي» إن مطار الكويت الدولي مغلق بتعليمات من السلطات الصحية، ولكن تم السماح باستثناء 3 رحلات لمواطنين عالقين في الدوحة وبيروت ودبي.
وأوضح أن أولى الرحلات وصلت من دبي مساء الثلاثاء، بينما ستصل طائرة الدوحة مساء اليوم، أما طائرة بيروت فلم تتم جدولتها حتى الآن.
وأشار الفوزان إلى أنه «غير صحيح ما يتم تداوله عن فتح المطار، فالأمر يقتصر فقط على الرحلات الثلاث المذكورة لمواطنين عالقين، وتعليق الرحلات وإغلاق المطار مستمر حتى إبلاغنا من قبل مجلس الوزراء والسلطات الصحية لاستئناف الرحلات الجوية».
في سياق متصل، كشفت مصادر أمنية لـ «الراي» ان المنافذ البرية أغلقت عند الساعة الحادية عشرة من ليل أول من امس، ولا تزال مغلقة ولا يُسمح بمرور أي مسافر بناء على تعليمات السلطات الصحية.
وأشارت إلى أن هناك المئات من المسافرين وأفراد الأسر الكويتية القادمين من المملكة العربية السعودية، عالقون على الجانب الآخر من منفذي السالمي والنويصيب بعد قرار إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية لمدة 11 يوماً.
وقالت المصادر إن «أي قرار بالسماح بدخول المواطنين لم يصل للمنافذ البرية، وإن ادارة المنافذ سمحت فقط بدخول حالات تم استثناؤها بسبب بعض ظروفها الطارئة، وعدا ذلك مازال الكثيرون يجهلون مصيرهم بين المنفذين السعودي والكويتي».
وفي السياق نفسه، ناشدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، كل المصريين الراغبين في العودة إلى عملهم في الكويت أو أي دولة أخرى، تأجيل سفرهم حتى تتضح الصورة بشكل كامل بشأن تعليق حركة الطيران وفتح المجال الجوي، وأن يكون السفر في حال الضرورة القصوى حتى تتضح الرؤية كاملة بشأن حركة الطيران خلال الفترة المقبلة في ظل انتشار الموجة الثانية لجائحة كورونا.
وذكرت وزارة الهجرة، في بيان، أن الوزيرة تتابع سير العمل بغرفة عمليات وزارة الهجرة، وموقف المصريين العالقين بالخارج عقب تعليق الطيران في عدد من الدول، من بينها الكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، في إطار الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بحضور مساعد وزيرة الهجرة لشؤون الجاليات مازن فهمي.
وأكدت مكرم أن أزمة العالقين المصريين بالخارج ظهرت مرة أخرى عقب تعليق الطيران بعدد من الدول، خصوصاً تعليق الطيران بالكويت نظراً لسفر عدد من المصريين العاملين بها، وإقامتهم بالإمارات وسلطنة عمان وتركيا كـ «ترانزيت» خلال رحلة عودتهم إلى الكويت.
وخلال متابعتها العمل بغرفة العمليات، قالت إنه تم البدء في التواصل والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وغرفة الشركات السياحية، وكذا التنسيق مع الجهات المعنية، لتقديم كل أشكال الدعم للمواطنين المصريين العالقين، والتواصل مع رموز الجالية المصرية بالإمارات وسلطنة عمان لدعم ومساعدة المصريين العالقين في إطار مبادرة «خلينا سند لبعض».
من جانبه، أوضح فهمي، خلال استعراضه لعدد العالقين الذين تواصلوا مع غرفة العمليات عبر الوسائل المختلفة أو قاموا بالتسجيل باستمارة العالقين التي أعدتها وزارة الهجرة، أن عدد من قام بالتسجيل وصل إلى 1150 من المصريين العالقين في طريقهم للكويت، بدولة الإمارات والسعودية وسلطنة عمان وتركيا، وشملت رغباتهم سواء باستكمال الرحلة والبقاء في الدولة العالقين بها حتى يتم فتح الطيران للكويت، أو رغبتهم في العودة إلى مصر، أما بخصوص المصريين العالقين بالمملكة العربية السعودية فهم عالقون لانتهاء فترة زيارتهم.