إذا كان من جانب إيجابي لأزمة جائحة كورونا، فإنه يتمثّل في التفات الكويتيين إلى إنتاجهم الزراعي المحلي، وتقربهم من المزارع الكويتية، وهو ما جعل المنتج الكويتي يطرح نفسه بقوة، وينبئ بمستقبل واحد للمناطق الزراعية في البلاد.
ولكن ذلك لم يبدد ما يعانيه المزارع الكويتي من مشاكل وعقبات، يرجون من الجهات المعنية تذليلها لفتح المجال أمام المنتج الكويتي ليثبت جدارته وأنه البديل للمستورد.
فقد دعا عسكر فالح العسكر إلى انطلاق الحراج اليومي لكل منتج زراعي محلي من سعر تكلفته وليس من الصفر.
وقال العسكر، الذي يشغل منصب مختار النقرة، إنه دعا «كما دعا غيرنا من المزارعين في الوفرة والعبدلي إلى وضع آلية جديدة لتسويق المنتج المحلي بأسعار مربحة للمزارع، وأرى أن هذا لن يتأتى إلّا بتحديد سعر أدنى لكل منتج زراعي تنتجه مزارعنا، والمفروض أن الجهات المعنية تعرف بالتمام تكلفة إنتاج كل كيلو غرام من كل محصول» مرحباً باقتراح لأحد زائري مزرعته، بإنشاء شركة مساهمة من المزارعين الكويتيين أنفسهم، لتتولى أمر التسويق، على أن تكون بمجلس إدارة مستقل وتملك المنافذ التسويقية الوجيهة الخاصة بتسويق المنتج المحلي وحساب الدعم عليه.
وأضاف «نحن مستعدون لتسويق منتجاتنا بمعرفتنا في الزمان والمكان المناسبين لنا وللمستهلكين، لكن الجهات المعنية تمنعنا، كما تمنعنا من التصدير بحجة أن إنتاجنا مدعوم، فإذا زاد على حاجة الاستهلاك المحلي أين أذهب به؟ وهيئة الزراعة والمزارعون يعملون بلا خطة تحدد المساحة المزروعة من كل مزرعة من هذا الصنف أو ذاك.
والأهم أنني كمزارع لا أستطيع أن أبيع في أي مكان غير المكان الذي حددته هيئة الزراعة لحساب الدعم الحكومي على الإنتاج (المبيع)».
وحيَّا عسكر العسكر خطوات العديد من مزارعي العبدلي وكذلك الوفرة الخاصة بعرض منتجاتهم الفريدة والمتميزة، عبر بسطات أمام مزارعهم وخلف سوق جمعية العبدلي في القشعانية، رغم أنهم لا يتقاضون الدعم على مبيعاتهم.
بدوره، تحدث عضو جمعية العبدلي الزراعية السابق والمستشار القانوني في جهاز حماية المنافسة، المزارع نواف فالح العسكر عن معاناة المزارعين، متمنياً أن «ترخّص الجهات المعنية للمزارع الراغب في تسويق منتجاته عبر مزرعته مباشرة لروّاد العبدلي أوالوفرة المتزايدين شتاء وربيعاً، بحيث يرخصون له المكان الذي يبيع فيه داخل حدود مزرعته، كي يعمل بأمان واطمئنان وينشئ مركزاً تسويقياً مرموقاً مزوداً بمرافق عامة لزبائنه الكرام».
وأشاد بكل مزارع أنشأ مركزاً تسويقياً ضمن حدود مزرعته لتسويق منتجاته الكويتية الطازجة والنضرة، بأسعار متهاودة لسكان العبدلي وروّادها أيام نهاية الأسبوع وأيام العطلات وما أكثرها الآن، موضحاً أن «العبدلي صارت الآن مدينة زراعية، وعلى الجهات المعنية حكومية كانت أو أهلية أن تزيد الخدمات الحيوية فيها وتطوّرها، لتتناسب مع مفهوم المدينة الواسعة وليس المنطقة الزراعية الصغيرة.
فالشخص يحتاج الآن إلى ساعات لقطع العبدلي شمالاً وجنوباً أو شرقاً وغرباً.
من كثرة المزارع فيها. والعديد من مزارع العبدلي النائية صارت مبانيها تضاهي مباني المناطق السَّكنية، لأن الكويتيين الآن يعتبرون المزارع المشتى المفضل لهم مقابل الشاليهات التي يعتبرونها مصيفهم المفضل».
وتابع «ربّ ضارة نافعة، فأزمة تفشي فيروس كورونا وآثارها، والإجراءات الحكومية المتخذة للحدّ من تفشي هذا الفيروس الخطير في الأماكن المغلقة، قرَّبتنا نحن المزارعين من مزارعنا، فصار الكثير منا يعيش هو وعائلته في المزرعة، المكشوفة الفسيحة الرَّحبة، ويتابع مزروعاته بنفسه، وكما يقولون (الرجل الذي يحضر ولادة بقرته تلد عجلين)».
الحد من المستورد لدعم المحلي
دعا نواف العسكر الدولة إلى أن «تلتفت أكثر إلى الزراعة وإلى أهمية الإنتاج الزراعي الوطني وأهمية دعمه وتشجيعه للبقاء والمنافسة، في ظل ما كشفته أزمة كورونا، وما قام به المزارع الكويتي خلالها ومازال، وأقصد منافسة المستورد المماثل له، ونحن لا نقول بمنع المستورد ولكن بالحدِّ منه وقت ذروة إنتاجنا. وظني أن هذا دور مورّدي الخضار أولاً وأخيراً.. فلماذا يستوردون الخضار والثمار… طالما هي متوافرة من مزارعنا… نضرة… وبأسعار متهاودة؟!
بسطات مظللة في جمعية العبدلي
أشاد عسكر العسكر بأداء مجلس إدارة جمعية العبدلي الحالي، وقال«الإخوة في المجلس يقومون بدورهم، بيد أنني أدعوهم لبذل مزيد من الجهد، وذلك بفتح مزيد من أفرع الجمعية، وإجراء التجارب الحقلية (الميدانية) في كل أيام السنة، للتأكد من سلامة المواد والمستلزمات الزراعية، قبل عرضها على المزارعين ولا سيما البذور، مع ضرورة بيعها بأسعار تعاونية، ومساعدة كل المزارعين المنتجين على عرض منتجاتهم، خلف سوقها المركزي في القشعانية عبر بسطات مظللة وآمنة».