يمثّل التسويق الزراعي مشكلة كبرى للمزارعين المحليين، الذين يدعون لأن تتوحّد جهود القائمين على إدارة شبرة الخضار والثمار في الصليبية، وإدارة شبرة منافستها في العارضية، كي تتوحد أسعار بيع المنتجات الزراعية المحلية، فتباع بأسعار مربحة للمنتجين ومناسبة للمستهلكين.
ويرى المزارع صلاح فلاح ابن حيا العازمي، مثل معظم مزارعي الكويت، التسويق الزراعي مشكلة كبرى بالنسبة لهم، ويقول في هذا السياق: «أتمنّى كمزارع منتج ومنذ سنوات طوال في كل من منطقة العبدلي الزراعية في أقصى شمال الكويت وفي منطقة الوفرة في أقصى جنوبها، أن تتوحّد جهود القائمين على إدارة شبرة الخضار والثمار في الصليبية والعارضية، لتتوحد أسعار بيع منتجاتنا الزراعية، فتباع بأسعار مربحة للمنتجين ومناسبة للمستهلكين جميعاً».
وفصّل العازمي، وهو عضو مجلس إدارة في اتحاد المزارعين، دعوته تلك بقوله «لو تعامل المزارعون مع جهة تسويقية واحدة ومتوحّدة، لحققوا الأرباح المأمولة من عملهم الزراعي المضني في شمال الكويت وجنوبها».
وأشاد بالخبرة الطويلة لاتحاد المزارعين في مجال تسويق المنتج المحلي منذ بداية السبعينيات في الشويخ، وحتى الآن في العارضية.
وقال «أدعو المزارعين المنتجين للالتفاف أكثر حول اتحادهم العريق، وطرح منتجاتهم في أسواقه، آملاً أن تتطور هذه الأسواق سنوياً، بما يحقق الصالح العام بوجه عام وصالح المزارعين المنتجين بوجه خاص، فنحن المزارعين لا نشكو من مشاكل الزراعة والإنتاج، بقدر ما نشكو من صعوبة تسويق محاصيلنا وخضارنا، أو بلفظِ أدق بقدر ما نشكو من تراجع أرباحنا».
وأضاف «ها نحن نتحدث عن مشكلة التسويق كما تحدّث آباؤنا، وأخشى أن يتحدث عنها أبناؤنا، من دون حل جذري. وأقصد أن مشكلة تسويق المنتج المحلي تربكنا وتوقع بنا خسائر في كل موسم تقريباً، والمستفيد الأكبر منها كما أرى هم الشريطية (البائعون) وليس المزارعون ولا حتى المستهلكون، فإلى متى وأين؟».
ورصد العازمي ظاهرة جديدة في مجال الزراعة بالكويت، تتمثّل في شراء العديد من مزارعي الوفرة قسائم في العبدلي، والعكس أيضاً للاستفادة من مزايا كل منطقة زراعية.
ويفضل الزراعة المحمية على الزراعة الحقلية التي يرى أنها مخاطرة، وخصوصاً زراعة الطماطم، وقال، خلال تجوالنا في بعض مزارعه، إنه «نتيجة عن تجربة سنوات طوال في الزراعة بالكويت بأن الزراعة الحقلية المكشوفة، ولا سيما زراعة الطماطم مغامرة محفوفة بالمخاطر، ففي معظم المواسم، تتلف كميات كبيرة من الطماطم الحقلية (المكشوفة) بفعل الأمطار أو الصقيع أو الغبار، أو الآفات والحشرات والأمراض.
وفي هذا الموسم يُوجد سبب ثانٍ، وهو قلة العمال الزراعيين وسبب ثالث هو رداءة الأسعار، وعليه فأنا أنصح – وأفعل ما أنصح به في كل قسائمي الزراعية في العبدلي والوفرة- بزراعة الطماطم داخل الشبرات والبيوت والمحميات الزراعية المكيفة»، مبيناً أن «زراعة الطماطم المحمية أفضل من الحقلية كماً وكيفاً.
ومع أن كلفة أو تكلفة زراعة الطماطم الحقلية أقل، لكنها محفوفة بالمخاطر… إنها مغامرة».
ولكون المزارع ابن حيا يحوز مزارع عدة في الوفرة ومثلها في العبدلي، سألناه عن السبب، فأفاد أن «لدينا نحن المزارعين المنتجين الكبار رغبة في أن تكون لنا مزرعة على الأقل في كل من الوفرة والعبدلي، رغم التباعد بينهما، فالوفرة في أقصى جنوب البلاد والعبدلي في أقصى شمالها، والسبب أننا نريد أن نستفيد من مزايا كل منطقة ليكون إنتاجنا مستمراً ومتنوعاً. فالعبدلي ذات مزارع شاسعة (كبيرة المساحة) متباعدة، تجود بالبروكلي وبالزهرة والملفوف والقرع والبصل والبطاطا والطماطم والذرة والباذنجان، بالإضافة إلى النخيل والأعلاف والشعير.
أما الوفرة فمعظم مزارعها صغيرة المساحة عامرة بالمجمعات والبيوت والشبرات المزروعة بالخيار والفلفل الحلو والفاصوليا والفراولة والورقيات الخضراء والبامية».
وأضاف أن «العبدلي ذات هواء صافٍ منعش، خالية من الذباب الأسود تقريباً وأهدأ، وصلتها المياه المعالجة منذ سنوات طوال، وهذه مزية كبرى.
أما الوفرة فهي ذات مزارع متقاربة وصغيرة، وحياة صاخبة. وقربها من منطقة الشاليهات ومدينة صباح الأحمد يحوّلها إلى مدينة زراعية، ولم تصلها المياه المعالجة».