ساعات ثقيلة عاشها سوق السياحة والسفر في عطلة نهاية الأسبوع، إثر قرار تقليص عدد الركاب القادمين إلى الكويت عبر رحلات النقل الجوي، إلى 1000 راكب فقط يومياً اعتباراً من اليوم الأحد، الأمر الذي أربك حسابات المسافرين وشركات السياحة والسفر ومشغلي الطيران، في آن معاً.
ووفقاً لمصادر ومعنيين بقطاعات الطيران والسياحة والسفر في الكويت، فإن عدد الركاب المتوقع تضررهم جراء القرار يصل إلى 21 ألف راكب، كان متوقعاً وصولهم إلى الكويت خلال الأيام المقبلة، وهو الأمر الذي قابله الركاب بتقديم موعد حجوزاتهم، إلى ما قبل دخول القرار حيز النفاذ صباح اليوم.
وعلى إثر ذلك شهد يوم الجمعة طلباً عالياً على حجوزات تذاكر الطيران على رحلات يومي الجمعة والسبت، دفعت لارتفاع متسارع في أسعار التذاكرعلى بعض الرحلات، تجاوزت فيها الزيادة مستوى 300 في المئة، إذ تجاوز سعر بعض منها 500 دينار للقادمين من وجهات قريبة، بينما نفدت المقاعد المتاحة خلال هذين اليومين بالكامل خلال دقائق معدودة.
وكشفت مصادر مطلعة في قطاع الطيران، عن كواليس تقليص الحد الأقصى لعدد الركاب القادمين إلى الكويت، إلى ألف راكب يومياً بدلاً من 5 آلاف التي أقرت في إطار المرحلة الأولى من عودة التشغيل التدريجي للمطار، وذكرت أن القرار جاء بديلاً لإجراءات أكثر تشدداً، بعد اكتشاف أول حالتين مصابتين بـ «كوفيد 20» قادمتين من الخارج.
وأشارت المصادر إلى أن «الإدارة العامة للطيران المدني، رأت ضرورة التعلم من تداعيات القرارات السابقة، في ما يتعلّق بعمل المطار، لاسيما أن رحلات المغادرة لن تشكل أي تهديد للحالة الصحية في الكويت، وهو ما لا يستدعي إيقافها، ما جعل الأمر واضحاً حول إمكانية التعاطي مع المستجدات، وصولاً إلى اتخاذ قرار بتقليص عدد الركاب القادمين إلى الكويت إلى ألف راكب».
وعن دواعي تقليص عدد الركاب بنسبة 80 في المئة، قبل أيام من انطلاق المرحلة الثانية من التشغيل التدريجي للمطار ورفع عدد الركاب القادمين إلى الكويت، رجحت المصادر بأن الأمر يأتي في مواجهة انتشار فيروس «كورونا» المتحور.
وبيّنت أن السلطات الصحية بدأت التحسب من «كوفيد 20» عبر إجراءات أكثر تشدداً تمثلت في فحص كل القادمين إلى الكويت حال الوصول، ومن ثم صدر قرار مجلس الوزراء بتحميل تكلفة إجراء فحصي «PCR» على تذاكر سفر الركاب القادمين إلى الكويت، مع بدء الاستعدادات للتطبيق عبر القطاع الخاص حيث لم ينته من الاستعداد.
وقالت المصادر إن اكتشاف أول إصابتين بفيروس كورونا المتحور «دق جرس الإنذار» لدى السلطات الصحية، قبل الاستعداد التام لإجراء الفحوصات بنسبة 100 في المئة لكل القادمين عبر المطار.
وحول تعامل مشغلي الطيران مع الرحلات التي تم حجزها بالفعل، وتتجاوز حصتها السوقية الجديدة من الركاب، أكدت المصادر أن الشركات بدأت بالفعل في إعادة جدولة رحلاتها وفقاً للمعطيات الجديدة، مبينة أن الالتزام سيكون بالحد الأقصى لعدد الركاب المتاح، وليس بعدد 35 راكباً على كل رحلة. وفصلت الشركات ذلك الأمر بأنه إذا كانت الشركة تشغل 3 رحلات يومياً إلى مطار الكويت، فإنها ستقلص رحلاتها إلى واحدة فقط تقل على متنها عدد الركاب المسموح لها بهم، مع إلغاء الرحلتين الأخريين، أو ترحيل موعدهما وفقاً لحالة كل رحلة على حدة، لافتة إلى أن إلزام الشركات بتشغيل عدد الرحلات نفسه، وبالعدد المحدود جداً من الركاب لن يصبح ذا جدوى تشغيلية، وستثقل كاهل الشركات بصورة أكبر تزيد من معاناتها إثر تداعيات انتشار فيروس كورونا.