أكد وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح أن تصريحه في ختام جلسة مجلس الأمة التي ناقشت قضية «كورونا» والذي قال فيه إن «الجائحة لن تنتهي وستبقى معنا إلى يوم القيامة»، المقصود به أن «الفيروس مستمر ولن ينتهي شأنه شأن الفيروسات الأخرى التي نعرفها من فترات طويلة، ولم تختفِ، بل يتم التعايش معها من خلال اللقاحات والعلاجات».
وشدّد، في تصريح صحفي على أن «التصريح هدفه تسليط الضوء على حقيقة الوضع، وليس ترويع الناس، أو تأويل التصريح في غير محله».
وكان الوزير قد سلّط الضوء على الفيروس وتعامل وزارة الصحة معه، خلال الجلسة، فقال إن «الوضع الوبائي في انتشار سريع وهناك زيادة في عدد الاصابات، والأسِرة في العناية المركزة، ما يتطلب أخذ إجراءات وقائية، وكل الإجراءات التي قمنا بها في السابق كانت إجراءات صحيحة والمسؤولية مضاعفة. وقد قمنا بإجراءات كثيرة بدأت منذ 27 يناير من عام 2020، بوقف سمات الدخول للبلاد، أي من عام كامل وقمنا بإغلاق المنافذ والدوائر الحكومية والمدارس، ووضع منصات وفرضنا الحجر الجزئي والكلي وعزل المناطق الموبوءة. والموجة الثانية لاتزال قائمة، وكان الاستقرار منذ يونيو الماضي في الخليج، وزادت الاصابات منذ يناير».
وأضاف «كنا ننتقل من مرحلة لأخرى بحذر، ولم ندخل المرحلة الخامسة التي فيها نشاط الصالونات والأندية الصحية، وتم نقل النشاطين للمرحلة الرابعة لأسباب اقتصادية واجتماعية، وكانت نسبة إشغال العناية المركزة قليلة، ثم ارتفعت الآن الى 133 حالة، وان لم تتخذ إجراءات فسيزيد عدد المصابين وقد نضطر الى اتخاذ إجراءات أشد». وبيّن أن «حملة التطعيم أعد لها منذ 7 أشهر، وأعدت لجان لاختيار الطعوم، واختيرت الطعوم التي اعتمدت، وقد سجل لأخذ الطعوم 454522 من المواطنين والوافدين، تلقى منهم 137 ألفاً التطعيم، من بينهم 119 ألفاً من المواطنين، فيما تلقى الجرعة الثانية 38 ألفاً».
وذكر أن وزارة الصحة استحدثت فكرة شهادة «pcr» لدخول الكويت، ثم اقتبسها منها كل الدول وأخذت تطلب الشهادة. وعن الشهادات المزوّرة، قال «طلبنا شهادات مدتها 72 ساعة، لأن اصدارها يتطلّب 8 ساعات لتخرج النتيجة، والفحص يحتاج 24 ساعةـ ومع الازدحام قد يأخذ يومين. لكن لما يأتي بشهادة سلبية وبعد 3 ايام تصبح نتيجته ايجابية، فهل يعني انه تزوير؟ فكل مَنْ يصل إلى المطار يتم فحصه». وعن الحجر المؤسسي، بين أن «هناك سلالات جديدة، واذا دخلت سوف تنتشر وسنضطر للإغلاق والحظر الكلي وغيرها من الاجراءات». وذكر ان الاجهزة التي تعمل فحص pcr اكثر دقة، ولكن منظمة الصحة العالمية بيّنت عدم استخدام هذه الفحوصات في المطار لأن الاجهزة لا تظهر إلّا لمَنْ يعاني من اعراض.
وحول حجز الحاصلين على الطعوم، قال ان الطعوم نسبة فاعليتها تصل معه إلى 90 في المئة، يعني ان 10 في المئة ممكن أن يصابوا، وقد ينقل عدوى جديدة او سلالة جديدة. واضاف، «القول إن بعض الجنسيات تنقل العدوى غير صحيح، بالارقام 60 في المئة من المصابين مواطنون و40 في المئة منهم غير مواطنين، وجزء كبير منهم يعملون في المنازل لدى المواطنين، والعدوى في المواطنين بشكل كبير من خلال التجمعات وعدم الالتزام بالاشتراطات، واكثر مَنْ لديهم اصابات من الأعمار بين 18 و40 سنة وكلهم يرتادون نفس الأنشطة».
المضف: استراتيجية «الصحة» منع وفادة المرض والحد من انتشاره
قالت وكيلة وزارة الصحة المساعدة لشؤون الصحة العامة الدكتورة بثينة المضف، إن جائحة كورونا تدخل عامها الثاني، والعالم كله يُعاني منها ولم يتخلص من تداعياتها، وأن الحل يكون من خلال التطعيم. واضافت في مداخلة لها في الجلسة: «قبل إعلان منظمة الصحة العالمية (عن وباء كورونا) بدأنا في إجراءاتنا، وعقدنا ورشا تدريبية لتدريب الكوادر في المنافذ، ولجنة اللوائح الصحية برئاسة الوزير كانت في حالة انعقاد دائم لاتخاذ خطوات استبقيةة».
وأضافت المضف أن «الاستراتيجية التي اعتمدت قامت على منع وفادة المرض والحد من انتشاره وتقليل الاصابة من خلال منع السفر وغيره، وسعينا إلى حماية كبار السن، لأنهم الأشد تعرضاً للفيروس، وشُكّل فريق استشاري لتقديم الدعم الفني. ومن ضمن التحديات التعامل مع إجلاء المواطنين، حيث تم إجلاء 35 ألف مواطن بمده قصيرة، وقمنا بنحو 400 مسح ميداني، وكان هناك إشراف صحي أثناء الانتخابات البرلمانية».
السعيدان: تدهور الوضع الوبائي يعود إلى عدم تطبيق الاشتراطات
أفاد استشاري الصحة العامة الدكتور محمد صالح السعيدان، من فريق وزارة الصحة، أن «الوزارة قامت بإجراءات عديدة، مثل تقييم المخاطر والأثر الصحي والفئة المتأثرة وفرصة تفشي الأثر. ودورنا كان كيفية مكافحة الوضع الوبائي، وكان لكل مرحلة إجراءاتها. أوقفنا في البدء الرحلات إلى الصين، ثم وسعنا إيقاف الرحلات إلى دول أخرى مع انتشار المرض، وحوّلنا العالقين إلى الحجر المؤسسي بدعم لوجستي كبير».
ورأى السعيدان أن «تدهور الوضع الوبائي في الكويت يعود إلى عدم تطبيق الاشتراطات الصحية وعدم الالتزام بالتباعُد ولبس الكمام وعدم فحص درجات الحرارة بدقة».