30 سنة منذ التحرير: قصة نجاح أميركي – كويتي

أتذكر زيارتي إلى الكويت في العام 1991، بعد وقت قصير من تحرير البلاد من الاحتلال الذي دام ستة أشهر.

مثل معظم الأميركيين، استنزفتني التغطية الإخبارية للغزو على مدار 24 ساعة.

حتى على بعد 6000 ميل بعيداً في واشنطن العاصمة، شاهدت برعب الأحداث المأسوية تعرض على شاشة التلفزيون.

قد تكون المشاهد الأكثر إثارة للجدل، هي مشاهد اشتعال آبار النفط الكويتية، والتي نتج عنها أعمدة سوداء من الدخان تغطي السماء، بحيث لا يمكنك التمييز بين الليل والنهار.

كانت بطولة الشعب الكويتي في ظل الاحتلال مثيرة للإعجاب، وقد أدركنا لاحقاً مدى شجاعتهم وتضحياتهم. لقد تعرفت على المزيد منذ عودتي إلى البلاد العام الماضي.

كان الرئيس جورج بوش واضحاً عندما شنّ عملية عاصفة الصحراء في 17 يناير1991: لم يكن هدف الولايات المتحدة هو احتلال العراق، بل كان الأمر يتعلّق بتحرير الكويت فقط.

شارك ما يقارب من 700000 جندي أميركي في الحرب: لقد ذهب العديد من الأرواح ضحية الكفاح من أجل حرية الكويت، بما في ذلك ما يقارب من 300 جندي أميركي، وأكثر من 900 مواطن كويتي.

أعطتني زيارتي لمتحف شهداء القرين الشهر الماضي لمحة عن القتال.

علمت بشجاعة مجموعة المسيلة من المقاومين الكويتيين، الذين اشتبكوا مع جنود عراقيين حينما أطلقوا عليهم النيران من الدبابات والصواريخ والرشاشات خلال حصار استمر 10 ساعات. انفطر قلبي عند رؤية وجوه هؤلاء الشهداء وتعاطفت كثيراً مع عائلاتهم.

اليوم، قد يكون المتحف مليئاً بثقوب الرصاص المتناثرة ومليئاً بالأضرار، لكن الهيكل لا يزال قائماً بفخر حاملاً ندوب المعركة وغيرها.

بالنسبة لي، إنه يرمز بشكل مثالي إلى روح الشعب الكويتي تحت الاحتلال – شجاعة ويستحيل تدميرها.

في السنوات الثلاثين التي تلت التحرير، عادت الكويت إلى الظهور كدعامة للاستقرار في منطقة يشوبها الصراع. في هذه العقود الثلاثة الماضية، ازدادت العلاقة بين بلدينا قوة.

منذ عام 2003، وفرت الكويت المنصة الرئيسية لعمليات الولايات المتحدة والتحالف في العراق، ولا تزال تلعب دوراً أساسياً في القتال ضد «داعش».

ولكن علاقاتنا هي أكثر بكثير من مجرد مسائل أمنية ودفاعية.

عندما دمر إعصار كاترينا أجزاء من أميركا في عام 2005، تعهدت الكويت بتقديم 500 مليون دولار كمساعدة لجهود الإغاثة الأميركية، وهو أكبر تبرع فردي من نوعه في ذلك الوقت.

وقد أعرب الأميركيون عن تقديرهم لكرم الكويت خلال فترة الأزمة.

في الآونة الأخيرة، بعد اندلاع أزمة الخليج في عام 2017، لجأت الولايات المتحدة بسرعة إلى الأمير الراحل للمساعدة في تسوية النزاع.

أدرك كلا البلدين في وقت مبكر، أن الخلاف أضرّ بمصالحنا المشتركة، ولم يخدم سوى خصومنا في المنطقة.

لولا دور الكويت، فمَنْ يدري ما مصير وحدة مجلس التعاون اليوم؟ توثيق الروابط الإبداعية بين شعبينا، كان محفزاً للفنانين الموسيقيين الأميركيين-الكويتيين، لتسجيل نسخة جميلة من أغنية كويتية تقليدية «كلما زادت المحن».

كما قام النحاتون الأميركيون والكويتيون بتصميم وإنتاج أول تمثال زجاجي على الإطلاق لشجيرة صحراء الكويت، العرفج.

إن عام 2021 هو عام مهم للولايات المتحدة والكويت.

فبالإضافة إلى الذكرى الثلاثين للتحرير، سنحتفل بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين بلدينا.

خلال الحوار الإستراتيجي في واشنطن في نوفمبر الماضي، وصف معالي وزير الخارجية الدكتور أحمد الناصر الصباح العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت بالأفضل: «لدينا قصة جميلة، وسنعمل على استمرارية هذه القصة لأجيال قادمة».

أتفق تماماً مع معالي وزير الخارجية، وبصفتي سفيرةً للولايات المتحدة، سأواصل عملي وعمل أسلافي لتعزيز الروابط بين بلدينا.

دونما أدنى شك أنه في ظل إدارة الرئيس بايدن، ومن خلال القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ستستمر قصتنا في الازدهار لسنوات قادمة.

* السفيرة الأميركية لدى دولة الكويت

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.