أقيمت، أمس الأحد، احتفالية «كويت السلام..بقلوب عربية» تحت شعار «ذكرى الوعي»، وذلك تحت رعاية وحضور وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر وينظمها معهد المراة للتنمية والسلام بمناسبة الأعياد الوطنية الذكرى الـ 60 لاستقلال الكويت ومرور 30 عاما على تحرير الوطن من الغزو العراقي الغاشم.
وشارك في هذه الاحتفالية التي أقيمت عبر تقنية المرئي والمسموع رئيس حكومة المملكة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، ورئيس وزراء الجمهورية اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، ونائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، وعدد من كبار الشخصيات العربية السياسية والإعلامية والفكرية وممثلي البعثات التمثيلية المعتمدة لدى البلاد.
وألقى الناصر كلمة بهذه المناسبة التالي جاء فيها: «أعرب عن خالص الامتنان والتقدير لهذه الدعوة الكريمة لرعاية هذه الاحتفالية بمناسبة الأعياد الوطنية الذكرى الـ 60 على استقلال دولة الكويت ومرور 30 عاما على تحرير الوطن من الغزو العراقي الغاشم تحت شعار (كويت السلام… بقلوب عربية) مرحبا في هذا المقام بضيوف الكويت الأعزاء المشاركين معنا اليوم».
وأضاف «لا يفوتني أن أشيد بهذا المقام بالجهود المقدرة لكل من معهد المرأة للتنمية والسلام وكلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في إعداد وإنتاج الفيلم الوطني (كويت السلام) والذي يعزز الروح الوطنية ويؤكد على الترابط والتناغم بين نسيج المجتمع الواحد».
وقال الناصر «حرصت الكويت منذ نشأتها على نشر وتكريس ثقافة السلام والحوار والاعتدال فباتت أولوية في مرتكزات السياسة الخارجية تنطلق من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعادات وتقاليد جبل عليها أهل الكويت فقد كرس دستور دولة الكويت في العام 1962 في ديباجته مبادئ وثقافة السلام فدولة الكويت تفخر بكونها بلد الصداقة والسلام وملتقى لمختلف الأديان والحضارات».
وأكد «شكلت هذه المبادئ والأسس ركيزة هامة لسياسة الكويت الخارجية في تعاطيها مع المجتمع الدولي، فأضحى دعم جهود الوساطة والمساعي المبذولة لحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية وتعزيز مفهوم الديبلوماسية الوقائية من ثوابت الديبلوماسية الكويتية».
وقال وزير الخارجية «إن شعار الإحتفالية اليوم بذكرى الوعي بعنوان (كويت السلام… بقلوب عربية) لهو دلالة على أهميه تضافر الجهود لتحقيق مزيد من التآزر عبر الوعي الحريص على مكتسبات الأمتين العربية والإسلامية فالكويت تؤمن إيمانا مطلقا بمبادئ السلام ومعانيه وأهمية تطبيقه بشكل فاعل على أرض الواقع عبر الوسائل السلمية التي حث عليها أولا ديننا الحنيف وأكدته كافة المواثيق والأعراف الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة فهذا الإيمان الراسخ بتلك الأسس دفع سياستنا الحكيمة وفق إرشادات وتوجيهات سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد إلى تدعيم بل دفع كافة الجهود السلمية لحلحلة الأزمات التي يمر بها عالمنا العربي عبر الحوار الفاعل والمفاوضات البناءة حقنا للدماء ودعما للتقدم والرخاء».
واضاف «ولا يفوتني هنا أن استذكر البصمة الراسخة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في تبني الجهود الدولية لرأب أي خلاف يبرز على الساحة الخليجية أو العربية، فتلك المدرسة الديبلوماسية العريقة كان لها أبلغ الأثر في إبراز جهود الكويت في تدعيم سبل السلام والرخاء التي أثمرت أخيراً بتحقيق المصالحة الخليجية ورأب الصدع في البيت الخليجي الواحد وتماسك لحمته وإعادة مسيرة التضامن العربي».
وأكد الناصر أن «الكويت وانطلاقا من إيمانها التام بثوابتها ومبادئها تسعى وبشكل مستمر في دعم دول وشعوب العالم عبر مؤسساتها الوطنية الحكومية والأهلية لرفع المعاناة الإنسانية عن كاهل أبناء العالم والارتقاء بهم إلى مستويات التنمية المطلوبة التي بات ضرورة ملحة تستوجب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة كافة التحديات والعوائق وترسيخ ثقافة الحوار ونبذ الإرهاب والتطرف والعنف وفهم ومعالجة جذور الاختلاف دفعا للوئام والسلام بين البشر على مختلف أجناسهم وثقافاتهم ومعتقداتهم».
وقال «ختاما يسرني أن أؤكد على حرص والتزام الكويت بمواصلة ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة التسامح في المجتمع والمنطقة العربية ككل، كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر كل من شارك معنا في احتفاليتنا اليوم داعيا المولى عز وجل التوفيق والنجاح للقائمين على هذه الفعالية».