ثمّنت الكويت الخطوات العراقية الإيجابية، في سبيل تحقيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحرب التحرير، ما سيدفع بالمزيد من العلاقات المتينة بين البلدين.
جاء ذلك خلال تسلم وزارة الخارجية، أمس، من نظيرتها العراقية، الدفعة الثالثة من الممتلكات والأرشيف الكويتي، التي تم العثور عليها من خلال عمليات البحث والتحري في المناطق العراقية، وكان قد تم الاستيلاء عليها إبان فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت في العام 1990.
وحضر مراسم التسليم في معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية السفير ناصر الهين، ووكيل وزارة الخارجية العراقية للشؤون القانونية السفير الدكتور قحطان الجنابي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ، ووكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الأخبار والبرامج السياسية سعود الخالدي.
وقال السفير الهين، في تصريح للصحافيين خلال مراسم التسليم، إن هذه «الخطوة الإيجابية» تأتي ضمن التزام العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بتحرير الكويت ومنها القرار رقم 2107.
وأكد أن هذه الخطوة تدفع إلى المزيد من الخطوات في سبيل تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين، معرباً عن ترحيب دولة الكويت بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لاستكمال تسليم كافة الممتلكات والأرشيف الكويتي.
وأوضح أن الدفعة الثالثة تضم ممتلكات وأرشيفاً وبعض الأجهزة الخاصة بوزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجامعة الكويت، مضيفاً أن «الأشقاء يبذلون ما في وسعهم للبحث عن الممتلكات الكويتية وإعادتها».
بدوره، أكد السفير الجنابي حرص حكومة وشعب العراق على تطوير العلاقات الثنائية مع الكويت الشقيقة.
واعتبر أن الخطوة التي تمت أمس بتسليم الدفعة الثالثة من الممتلكات والأرشيف الكويتي، من الخطوات الجادة في تقريب العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن هذه الدفعة سبقها تسليم دفعتين للكويت في العام 2019.
وجدد تأكيد «حرص العراق على تذليل كل الصعاب لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، والانطلاق إلى علاقات جديدة متميزة نطمح من خلالها إلى تفعيل التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية، لا سيما أن الشعبين تربط بينهما علاقات كثيرة».
من جهته، ثمّن الدكتور طارق الشيخ الجهود الكويتية – العراقية التي تعمل من أجل تحقيق السلام وإنهاء كل الملفات العالقة بين البلدين، مؤكداً أن هذه الجهود تعمل على توطيد أواصر التعاون والتنمية للشعبين الشقيقين ولعودة كافة الأمور إلى نصابها الحقيقي بين البلدين.
وقال «نثمن هذه الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة العراق ونثمن أيضاً الروح الطيبة من دولة الكويت والاستقبال الحميم للبعثة العراقية»، مؤكداً أن هذا العمل الإيجابي يعزز جهود التعاون بين البلدين في كل المجالات.
وثائق وكتب وأجهزة وأشرطة سينمائية
أعلن الهين أن الكويت أرسلت في وقت سابق، كشوفات بالأرشيف والمفقودات الكويتية للجانب العراقي، مشيراً إلى أن الدفعة الثالثة من الأرشيف والممتلكات المستعادة ضمت وثائق وكتباً تخص جامعة الكويت، وأجهزة تخص وزارة الإعلام، والعديد من الجهات الأخرى.
بدوره، قال وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الأخبار والبرامج السياسية سعود الخالدي، إن الدفعة الثالثة تحتوي على أجهزة وأشرطة سينمائية تخص تلفزيون دولة الكويت.
وأعرب عن خالص شكره لحكومة العراق لتسليمها الممتلكات والأرشيف الكويتي، متمنياً المزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة لتسليم كافة الممتلكات.
تسليم رفات الجندي العراقي
رداً على سؤال عن عثور السلطات الكويتية على رفات جندي عراقي في جزيرة بوبيان كان منذ الاحتلال العراقي للكويت العام 1990 وتم التعرف عليه أخيراً في البلاد، قال السفير الهين إن الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية اتخذت الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص، وسيتم تسليم رفات الجندي العراقي إلى الوفد العراقي الذي يزور البلاد حالياً برئاسة السفير الجنابي قبل مغادرتهم الكويت غداً الثلاثاء.
وأكد حرص دولة الكويت على بذل كل ما من شأنه إنهاء هذا الملف الإنساني بالتعرف على مصير الأسرى والمفقودين، مؤكداً في هذا الصدد استمرار الجهود الحثيثة التي تبذل في سبيل التعرف على مصير الأسرى والمفقودين الكويتيين في العراق.