قال وزير النفط وزير التعليم العالي محمد الفارس في لقاء على تلفزيون الكويت، مساء يوم الأحد، «عندما تم فصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي كان الهدف هو التركيز على الوزارتين ولإعطاء الفرصة للوزير المعني أن يركز أعماله في هذه الوزارات».
وأكد أن وزارة التعليم العالي معنية بشكل أساسي بكل ما يتعلق بالدراسة بعد الثانوية العامة، ما عدا الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب التي ضمت لوزير التربية وهذا يعطي تركيز اكثر على مؤسسات التعليم العالي.
وأكد الفارس أن وزارة التعليم العالي اليوم تركز بشكل أساسي على منظومتين، التعليم الداخلي والمتعلق بالجامعات الحكومية والجامعات الخاصة، بالإضافة لما يسمى بالبعثات الخارجية، وسيكون تركيز مسؤولي الوزارة على البعثات الخارجية.
وقال «أنا من جامعة الكويت وأفهم الجامعة وظروفها التي مرت فيها خلال الخمسين سنة الماضية، وتحديث نظمها وإعطاؤها استقلالية نتمنى أن يكون من خلال قانون الجامعات الحكومية أو أي قانون قادم، ونحرص على أن نمكن هذه الجامعة من كل الأوجه الادارية والمالية لوضع القواعد الصحيحة للوصول لمستوى الجامعات المرموقة».
اندماج
واكد الفارس: «لابد أن تكون هناك سياسة على مستوى الدولة فيما يتعلق بالتعليم العالي، فاليوم لدينا مؤسستان، ما يسمى بمجلس الجامعات الحكومية، وهناك مجلس للجامعات الخاصة وهو بانعزال عن هذا المجلس، وأتمنى أن نصل في المستقبل لاندماج لهذين المجلسين بحيث يكون هناك مجلس واحد للتعليم العالي الحكومي والبحث العلمي».
خطة البعثات
وفيما يتعلق بخطة البعثات، قال «لدينا الآن خطتان للبعثات داخلية وخارجية، وسيكون الهدف الرئيسي لي مواءمة التعليم لسوق العمل، فأنا مساءل أمام الحكومة بأن أقدم خطة متكاملة لدعم هذا الأمر، وأنا أؤمن بهذا الأمر لأننا وصلنا لمراحل بأن لدينا قطاع خاص قوي يحتاج لمرونة بالمخرجات».
وحول القطاع الخاص، قال الفارس «سنتعامل مع القطاع الخاص بشكل مهم بالمرحلة القادمة، فنحن نطمح لأن يكبر القطاع الخاص لكي ندعمه خلال فترة العشر سنوات القادمة، ويجب أن نوفر له مخرجات تعليمية متخصصة بحسب احتياجاته، وكذلك القطاع الحكومي اليوم بدأ يتطور يحتاج إلى العديد من التخصصات مثل المبرمجين».
وأكد الفارس أن «سوق العمل هو من يتحكم بالمخرجات، فإذا أنا عملت كادرا للهندسة فمن الطبيعي أن الناس ستتوجه لهذا التخصص، وهذه المنظومة التي تحتاج الدولة لأن ننظر لها، ما يسمى البديل الاستراتيجي، بحيث نخرج بمعادلة صحيحة للمعاشات والرواتب للمخرجات التي يتقدم لها الطالب ليعرف أين التخصصات التي سيكون لها احتياج وكادر مالي جيد».
واضاف: «مشكلتنا في التكدس الهندسي، فعملية التقنين تحتاج وقفه، حيث أوقفنا الابتعاث للهندسة الميكانيكية منذ فترة، واليوم سنبحث في تخصصات هندسية أخرى بحيث يتم تقنينها، مثل تقنين هندسة البترول والتي تعادل 10 في المئة مما كنا نبتعثه بالسابق، واليوم يجب أن نرجع إلى جامعة الكويت والجامعات الخاصة لتقنين بعض التخصصات الهندسية التي نرى فيها تكدسا في ديوان الخدمة المدنية أو عدم الحاجة لها».
التعليم عن بعد
واضح الوزير الفارس أن «التعليم عن بعد مع بدايات كورونا كان مثل الصدمة لنا في جامعة الكويت، فاستغرقت فترة كبيرة حتى استوعبت الظروف، ولكن وضعت اللوائح والنظم الصحيحة التي تم من خلالها البدء بالتعليم عن بعد».
وأكد أن «التعليم عن بعد ليس أداة جديدة، وهي استخدمت في كثير من الجامعات، وكان هناك مركز للتعليم عن بعد في جامعة الكويت قبل جائحة كورونا بفترة، ولكن لم يتم تفعيله لأنه لم يكن هناك حاجة له».
وأوضح أن «التعليم عن بعد هو أداة، وهذه الأداة تستخدمها متى ما تم الاحتياج لها، فعندما ننتقل لمرحلة ما بعد كورونا أتوقع أنه ستكون هناك امتيازات كثيرة لأعضاء هيئة التدريس من نظام التعليم الإلكتروني، فالدكتور إن كان لديه مؤتمر يستطيع أن يدرس طلبته وهو في الخارج، والتعليم الالكتروني سيستمر معنا رغم أن التعليم التقليدي مهم جدا لبعض التخصصات».
الشهادات المزورة
وحول الشهادات المزورة، قال الوزير الفارس «يجب أن نوضح أن هناك تفاوت في المعنى، فهناك شهادات مزورة، وشهادات وهمية، وهناك فرق بين المعنيين، المزورة هي شهادات ثبت أنها مزورة، وهذه تعتبر جناية، ومنها اكتشاف شخص في التعليم العالي قبل سنتين يزور الشهادات وتمت احالته للنيابة، وجميع حالات التزوير التي ظهرت من هذه الحالة تم التعامل معها من قبل الوزارة».
وقال «اليوم في ظل وجود جهاز الاعتماد الاكاديمي وجودة التعليم فهو يقوم بإفراد جامعات بمستوى تعليمي متميز في العالم واعتمادها لتكون رافدا لوزارة التعليم العالي بحيث لا يبتعث أي طالب إلا بالجامعات المرموقة وهو مطبق الآن وخلال الثماني سنوات الماضية جودة الشهادات عالية ومعتمدة».