يواجه جون الكويت واقعاً مأسوياً، نتيجة الملوثات ومياه الصرف الصحي التي تصب فيه من المناهيل، المخصّصة في الأصل لمياه الأمطار، على مدار الساعة من دون توقف، مما يخلف بقعاً سوداء وروائح كريهة ويتسبب في نفوق للأسماك والاحياء البحرية.
مناهيل الأمطار الملوثة يبلغ عددها 49 منهولاً، يُفترض أن تكون مخصّصة لتصريف السيول والأمطار الغزيرة فقط، حتى لا تغرق المناطق السكنية والشوارع، لكنّها أضحت مكباً للملوثات الخطرة التي تذهب مباشرة إلى الجون.
مصدر رزق الكويت وأكبر حاضنة للأسماك قد يتحول إلى عدو قاتل، بسبب تلك الملوثات التي ستحوّل الجون إلى «أكبر مرحاض في العالم»، على حد وصف بعض النشطاء البيئيين، لا سيما أن بيئة الجون هشة والتيارات المائية تتحرك ببطء شديد، إلى جانب أنها تتعرّض لضغوط بيئية مستمرة على مدار سنوات من مناهيل الأمطار، الأمر الذي زاد بمعدل التلوث، ومن شأنه إلحاق الضرر بمياه الشرب والأسماك، لا سيما أن جون الكويت يُعتبر أضخم مُربٍ في العالم للأسماك والكائنات البحرية.
في رصدحجم الملوثات الخطيرة وكذلك مياه الصرف الصحي الملوثة الصادرة من مناهيل الأمطار، والتي تصب في الجون مباشرة وتتسبب بشكل أساسي في نفوق الأسماك وقتل الأحياء البحرية، كما ينتج التلوث في الجون عن تفريغ كميات كبيرة من المياه الملوثة، ويتسبب ذلك في تهديد صحة الإنسان والبيئة البحرية والثروة السمكية.
وفي هذا السياق، قال الناشط البيئي حمد بورسلي «إن البيئة البحرية في الكويت تعاني من التلوث بسبب مخلفات تُرمى بشكل أسبوعي وبالأطنان في جون الكويت، وقبل أسبوعين تم انتشال سجاد من الجون»!
وأكد بورسلي في تصريح أن هناك 49 مجروراً لمياه الأمطار في الجون، وهناك ممارسات غير حضارية بتفريغ مياه الصرف الصحي (المجاري) في الجون من دون تصفيتها، لافتاً إلى أن كل يوم تأخير في اتخاذ إجراء حازم لمواجهة هذه الظاهره يُكلّفنا تلوثاً كبيراً في جون الكويت.
وتمنى بورسلي تدخلاً سريعاً من الجهات المعنية لمعالجة مشكلة هذه المجارير ووقف الصرف الصحي الذي يصب في جون الكويت بشكل مباشر من غير تصفية، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تنتشر في منطقة الجون الساحلية بسبب هذه الممارسات.
بدوره، قال عضو فريق عدسة البيئة عمر السيد عمر إن الجون يتعرّض إلى انتهاك وتلوث كبير نتيجة مناهيل الصرف الصحي التي تتسبّب في قتل الأحياء البحرية والأسماك.
وأضاف السيد عمر أن ظاهرة المد الأحمر هي نتيجة صرف التلوث من المناهيل، وهذه تؤدي إلى مضاعفة النباتات الصغيرة التي تؤثر على الأسماك وتتسبب في نفوقها.
وناشد جميع الجهات الحكومية ضرورة التدخل سريعاً وإنهاء معاناة تلوث الجون.
شِباك الصيد تقتل الأسماك و«الكرف» يُدمّر قاع البحر
أوضح حمد بورسلي أن «شباك الصيد مدمرة للبيئة البحرية، وتستخدم في جون الكويت بشكل كبير، كما أن الشباك المهجورة مصممة لقتل الأسماك»، مضيفاً «نحن في الفريق ننتشل شباك صيد تُرمى من قبل الصيادين بشكل أسبوعي، ونطمح إلى تنظيم الصيد في الكويت بطريقة تواكب الدول المتقدمة».
ودعا إلى منع طريقة الصيد بـ(الكرف) التي تتسبب بدمار في قاع البحر، مشيراً إلى أن التلوث هو السبب الرئيسي في نفوق الأسماك، كما يتسبب في زيادة المد الأحمر الذي يقلل نسبة الأُكسجين المذاب في ماء البحر، مما يؤدي إلى موت الأسماك.
انتفاضة بيئية لمواجهة التلوث
قال بورسلي «لدينا قانون بيئي مميّز يعتبر من أفضل القوانين على مستوى العالم، ونتمنى تطبيقه على المخالفين بشكل كامل، نحن بحاجة إلى انتفاضة بيئية لمواجهة التلوث، وبكل صراحة الإنسان هو السبب الرئيسي في دمار البيئة البحرية، فإن أصلحنا المجال البيئي سننهض بالمستويين الصحي والاقتصادي».
وجدّد استعداد فريق الغوص الكويتي للقيام بدوره في المحافظة على البيئة البحرية على مدار العام، ومد يد التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة في المجال البيئي، آملاً زيادة الوعي بين كل فئات المجتمع.
منهولا مستشفى الولادة والغزالي… «الأخطر»
يعتبر منهولا مستشفى الولادة وطريق الغزالي أخطر المناهيل على الاطلاق نتيجة ما يحملانه من ملوثات خطيرة وسامة، نابعة من مجرور أمطار الكويت إلى منطقة جليب الشيوخ، مروراً بمنطقة الصباح الطبية.