كويت تايمز: حين الحديث عن المشاكل الزوجية يتم توجيه أصابع الاتهام إلى الثلاثي الأزلي: المال والجنس والأطفال، أما في عصرنا الحالي فقد دخلت الهواتف النقالة على الخط، واحتلت بسرعة مخيفة المركز الأول بين مسببات المشاكل الزوجية، وفقاً لدراسة إحصائية أصدرها مركز أبحاث الرأي العام في الولايات المتحدة.
قال القائمون على هذه الدراسة إنهم وجهوا قائمة من عشرة أسئلة أو مواقف مختلفة إلى المشاركين الذين بلغ عددهم مئة وخمسة وسبعين شخصاً من الجنسين.. جميعهم متزوجون أو مرتبطون بعلاقات عاطفية.
أحد المواقف المعروضة على المشاركين جاء على النحو التالي: شريك/ شريكة العمر يصر على وضع هاتفه في مكان يستطيع منه مشاهدته والوصول إليه في أي وقت نكون معاً..
موقف آخر: يصر شريك/ شريكة العمر على استخدام الموبايل حين نكون معاً خارج البيت أو أثناء زيارة الأصدقاء أو الأقارب.
أحد أسئلة الاستبيان جاء على النحو التالي: هل تعتقد/ تعتقدين أن الهاتف الموبايل يلعب دوراً في تأجيج الخلافات مع الشريك؟.
تبين للباحثين أن الموبايل يؤدي دوراً تأجيجياً للخلافات الزوجية والعاطفية ويعتبر البعض استخدام الموبايل في مثل هذه الأحوال ازدراء وتجاهلاً مقصوداً للشريك.
وأعرب أكثر من ثمانين في المئة من المشاركين عن رأي شبه موحد بأن استخدام الشريك للموبايل حين يكونان معاً إهانة مقصودة، وإن حاول البعض تبرير تصرفاته واختراع أسباب واهية لتصرفاته إذا كان هو من يستخدم الموبايل.
خرجت الدراسة بنتيجة مفادها أن الأميركي يستخدم الموبايل مرة كل ست دقائق ونصف الدقيقة، أي بمعدل مئة وخمسين مرة في اليوم، وأن التجاهل المقصود لشريك العمر بهذه الطريقة هو المسؤول الرئيسي عن تدمير العلاقة.
وتساءل الباحثون: إذا كان المرء يستخدم الموبايل مئة وخمسين مرة في اليوم فهل يتبادل مئة وخمسين كلمة مع الشريك أم أن الصمت هو سيد الموقف؟
وقال سبعون في المئة من المشاركين إن استخدام شريك العمر للموبايل حين يكونان معاً يجرح المشاعر ويعطل إمكانية التواصل والتفاهم بينهما.
أضافوا أن انشغال شريك العمر بالهاتف الموبايل حين يكونان معاً يعني أمراً واحدا هو أنه/ أنها مشغول بما هو أكثر أهمية وأن تفكيره في مكان آخر.
وما يسبب الضيق أكثر من غيره أن ينشغل شريك العمر بهاتفه الموبايل ولأسباب ليست ذات أهمية، أو ربما سخيفة، حين يكونان وسط نقاش حول أمور عائلية ذات أهمية، وكأنه يريد أن يقطع الحديث لأنه غير موافق على تفاصيله.
عدد الباحثون الأسباب الواهية، وجاء التلهي بمواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر وغيرهما في المقدمة.
أوضحت الدراسة أن \كثيرين من المرتبطين بعلاقات زوجية أو عاطفية باتوا يشعرون بالغيرة من الهاتف الموبايل الذي يحظى بالأولوية بين اهتمامات شريك العمر، وبالتالي يجدون أنفسهم كما لو كانوا في سباق وتنافس مع الموبايل لجذب اهتمام الشريك.
◗ دراسة نسائية
في دراسة ثانية حول الموضوع، أعربت غالبية النساء عن اعتقادهن بأن الهاتف الموبايل لدى شريك العمر يتدخل في حياتهن وعلاقاتهن مع الشريك ويختصر الوقت الذي يقضينه معه.
القائمون على هذه الدراسة هم من جامعتي بنسلفانيا وبريغمن في ولاية يوتا، وقد اشتقوا عبارة لغوية جديدة تعني حرفياً: تدخل التكنولوجيا.. فقالوا إن هذا التدخل، حتى لو كان متقطعاً، يلقي العديد من التأثيرات السلبية على العلاقات ويخفض معدلات الرضا والقبول بين أطرافها ويزيد مخاطر إصابتهم بالاكتئاب أيضاً.
أشارت غالبية النساء المشاركات إلى أن شريك العمر غالباً ما يركز نظره و 99 في المئة من اهتمامه على الهاتف الموبايل بين يديه حتى حين تبادل الحديث معه.
وقالت ربع المشاركات إن شريك العمر لا يتورع عن قراءة بريده الإلكتروني أو إرسال ما يريد إرساله حين يكونان معاً في غرفة النوم أو على مائدة الطعام أو مع الأطفال.
وما قيل عن البريد الإلكتروني ينطبق أيضاً على الرسائل النصية إرسالاً واستقبالاً، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الباحثون إن استخدام الموبايل من قبل أحد الشريكين حين يكونان معاً يمكن أن يدل على مستوى العلاقة، إذ كلما زاد استخدام الموبايل انخفض مستوى العلاقة، والعكس صحيح.
◗ حملة في أستراليا
تجدر الإشارة إلى انطلاق حملة شعبية في أستراليا للتحذير من مخاطر الانشغال بالموبايل في الأماكن العامة؛ كالمطاعم والملاهي والأسواق وأماكن التجمعات أو أثناء قيادة السيارة أيضاً.
ويدعو منظمو هذه الحملة أفراد الأسر لوضع هواتفهم النقالة مقلوبة على مائدة الطعام، أو حول أقرب طاولة أثناء تبادل الأحاديث العائلية، وفي حال أقدم أحدهم على تفحص هاتفه النقال أو استخدامه يتوجب عليه شراء وجبة عشاء لجميع أفراد الأسرة أو دعوتهم للعشاء في مطعم يختارونه.
خلافات الموبايل
في نظرية جديدة أطلق أصحابها عليها اسم «خلافات الموبايل» قالوا إن الصندوق السحري الذي يربطنا بالعالم غالباً ما يدمر العلاقات مع شريك العمر، ويسبب خلافات قد تصل إلى الطلاق.. أو على الأقل يدفع أحد الشريكين لاتخاذ موقف: إما أنا وإما الموبايل!
نصائح لمدمني الموبايل
إذا كنتم تريدون لعلاقاتكم الزوجية أن تنجح فعليكم حين تكونان معاً وضع الهواتف النقالة في حالة الصمت، أو مقلوبة، أو في حقيبة اليد، أو على الرف، أو في أي مكان بعيد نوعاً ما.
وفي حال الاضطرار للرد على مكالمة أو إجراء مكالمة لأمر مهم يتوجب إعطاء تفسير للشريك والاستئذان قبل استخدام الموبايل.