أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي «لن يقبل أبداً» بحل الدولتين الذي تنادي تركيا بفرضه في قبرص وتضعه شرطاً لاستئناف محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة.
وقالت فون دير لايين خلال زيارة للجزيرة المتوسطية الخميس «أريد أن أكرر بأننا لن نقبل أبداً، وعلى الإطلاق، بحل الدولتين، نحن مصممون على ذلك ومتحدون جداً، وهذا ما يمكن أن تنتظره قبرص».
وأضافت متحدثة إلى جانب الرئيس نيكوس أناستاسيادس «أكثر ما هو ثمين في الاتحاد الأوروبي هي الوحدة، والإدراك بأن جميع الدول ال26 الأعضاء على المستوى الأوروبي يقفون إلى جانبكم».
وقبرص مجزأة منذ 1974 عندما دخل الجيش التركي ثلثها الشمالي رداً على محاولة انقلابية كانت تهدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان.
وأعلن الشطر الشمالي الاستقلال في 1983، لكن لا تعترف به سوى أنقرة. وقد انضمت قبرص إلى الاتحاد الأوروبي في 2004.
وفي أبريل، فشلت قمة برعاية الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق بين القادة القبارصة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ 2017.
ولا تزال مسألة قبرص تمثل نقطة خلاف بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة بعدما أدى مسعى من القادة القبارصة الأتراك لحل يقوم على دولتين يدعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نسف جهود أبريل.
وتسعى الأمم المتحدة للوساطة في التوصل لحل للجزيرة بعد عقود على نشرها رجال حفظ سلام على أراضيها.
ويقول القبارصة اليونانيون إن العقبة تتمثل بإصرار الجانب التركي على أن تصبح قبرص دولتين منفصلتين، فيما تدعم جمهورية قبرص في الجنوب إعادة توحيد الجزيرة على أساس نموذج فيديرالي.
وقالت فون دير لايين إن قمة عقدت أخيراً لقادة الاتحاد الأوروبي وجهت «رسالة واضحة جداً» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت «أريد أن يعرف جيراننا (تركيا) بأنهم إذا تكلموا مع دولة عضو، كقبرص مثلا، بأي نبرة كانت، فهم يتكلمون إلى الاتحاد الأوروبي».
واضافت «نحن متحدون حول ذلك، نقف إلى جانبكم، كنت واضحة في شأن ذلك أيضا في اتصالي الهاتفي مع الرئيس إردوغان».
وجاءت تصريحاتها بعد إعلانها موافقة الاتحاد الأوروبي على خطة الإصلاح القبرصية، والتي تحصل قبرص بموجبها على 1.3 مليار يورو من التكتل لإنعاش اقتصادها بعد الجائحة.
ولن تحتاج قبرص لسداد هذه المساعدة التي تأتي من خطة تبلغ قيمتها 800 مليار يورو يتم تقاسمها بين الدول الأعضاء، في إطار خطة النهوض الأوروبية.
وقالت فون دير لايين عن خطة الإصلاح القبرصية إنها «ستحفز النمو وتساهم في تحديث قبرص وتغييرها».
وتنوي نيقوسيا تخصيص 41 في المئة من الأموال لتحقيق أهداف متعلقة بالحفاظ على البيئة بما في ذلك تحرير قطاع الكهرباء والترويج لتشييد مبان توافر الطاقة.
كما تنوي الترويج لشبكات النطاق العريض والتعليم الرقمي وتحسين الوصول إلى الضمان الاجتماعي العام.
وأعلنت المسؤولة الأوروبية التي زارت الأربعاء موقع أكبر حريق شهدته قبرص منذ نحو نصف قرن أنه سيتم تخصيص مساعدة إضافية بقيمة 18 مليون يورو لمكافحة الكوارث الطبيعية.
وأدى هذا الحريق الذي أتى على غابات جنوب سلسلة جبال ترودوس إلى مقتل أربعة أشخاص.
وتشهد قبرص حالياً موجة وبائية رابعة لا سيما بسبب المتحورة دلتا من فيروس كورونا مع حصيلة إصابات قياسية بلغت 952 إصابة الأربعاء.
وبلغ العدد التراكمي للحالات على الجزيرة 80588 إصابة و380 حالة وفاة. وتلقى أكثر من نصف سكانها جرعتي اللقاح.