اختار الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي الذي يسطع نجمه داخل الحزب الديموقراطي، ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في الهند التي توثّق واشنطن علاقاتها معها بصورة متزايدة.
وكان غارسيتي الذي يحكم ثاني أكبر مدينة أميركية منذ 2013، رفض الترشح للانتخابات الرئاسية العام الماضي، لكن يرى مراقبون أنه يسعى إلى تعزيز موقعه في منصب جديد.
قال غارسيتي الذي أمضى 12 عاما في استخبارات احتياطي البحرية الأميركية ويعزف على البيانو موسيقى الجاز، في بيان «كرّست حياتي للخدمة» العامة.
وأضاف «إذا اُقر تعييني، فسأنقل الدرجة نفسها من الطاقة والالتزام والحب لهذه المدينة إلى دوري الجديد وسأقيم شراكات واتصالات من شأنها أن تساعد لوس أنجليس».
وإذا تم تثبيته من قبل مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، وهو أمر مرجح، سيتولى غارسيتي (50 عاما) قيادة سفارة ذات تاريخ طويل.
ومن بين نزلاء “بيت روزفلت (روزفلت هاوس) المقر الرسمي للسفراء الأميركيين في هذا البلد الاقتصادي الشهير جون كينيث غالبريث والمفكر السياسي دانيال موينيهان الذي أصبح عضوا في مجلس الشيوخ.
وسيتولى غارسيتي مهامه في نيودلهي، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تكريس علاقة مزدهرة مع الهند في مواجهة الصين التي تزداد تشددا والدولة الأخرى الوحيدة التي يزيد عدد سكانها عن مليار نسمة.
وعزز بايدن الشراكة «الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا – أربع ديموقراطيات تجمعها قضية مشتركة هي القوة العسكرية والاقتصادية المتزايدة للصين.
لكن غارسيتي، أول يهودي يشغل منصب رئيس بلدية لوس أنجليس، سيتوجه أيضا إلى الهند في أجواء قلق متزايد في الولايات المتحدة، خصوصا بين الديموقراطيين، في شأن معاملة الأقليات في ظل الحكومة الهندوسية القومية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وخلال الحملة الانتخابية، عبر بايدن عن خيبة أمله في شأن قانون الجنسية الذي دفع مودي باتجاهه ويقول معارضوه إنه سيحرم المسلمين من حقوقهم.
وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي في موقف نادر، الهند بسبب حملة قمع واسعة النطاق في كشمير ذات الأغلبية المسلمة.
تواجه الهند تحديات كبيرة تتعلق خصوصا بوباء كوفيد-19 وتلوث الجو وهما مشكلتان واجههما غارسيتي في لوس أنجليس.
وبصفته رئيس بلدية المدينة، وقع غارسيتي قرارا بزيادة الحد الأدنى للأجور ودفع المبادرات المتعلقة بتغير المناخ والنقل الجماعي قدما، وقاد إعداد العرض لاستضافة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس للمرة الثالثة في 2028.
لكنه سيغادر المدينة في وقت يواجه فيه انتقادات متزايدة لعدد من المشاكل من بينها ارتفاع عدد المشردين في «مدينة الملائكة».