وصلت الدفعة الأولى من حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة، اليوم السبت، استعدادا للمشاركة فى أداء المناسك وسط إجراءات وقائية واحترازية مشددة.
ويتم استقبال ضيوف الرحمن عبر 4 مراكز، وذلك مع توجه الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم، حسبما أفاد مراسل «سكاي نيوز عربية».
ويقتصر الحج هذا العام على 60 ألفا من المواطنين والمقيمين، الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا بشكل كامل.
وأكد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام سعد المحيميد جاهزية المسجد التامة لاستقبال الحجاج، حيث كُثفت الاستعدادات الميدانية وهُيئت جميع المسارات الخاصة بتنظيم الدخول والخروج والطواف والسعي.
وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنه «جرى التأكد من جاهزية الإمكانات البشرية والآلية كافة لاستقبال الوفود الأولى إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وسط بيئة صحية وآمنة مستوفية لجميع المعايير الصحية العالمية، ومراعية لتطلعات القيادة نحو تقديم أفضل الخدمات».
وأفاد أنه «جرى الاستعداد التام لأروقة المسجد الحرام وصحن المطاف والساحات قبل قدوم الحجيج لتحقيق الأهداف وتسهيل دخول الحجاج إلى المسجد الحرام للطواف».
.. فرح ودموع لدى الحجاج «المحظيين»
تغلب دموع الفرح على أفراد أسرة هندية من خمسة أفراد اختيروا كلهم بين أكثر من نصف مليون طلب للمشاركة في الحج الكبير الذي يخضع للسنة الثانية على التوالي لقيود بسبب تفشي فيروس كورونا.
في العالم، يشعر مئات الألوف من المسلمين الذين لم يتمكنوا من زيارة مكة في موسم الحج منذ سنتين، بحسرة وإحباط. لكن أمين (58 عاما)، المتعاقد الهندي في قطاع النفط أمين الذي يعيش في مدينة الدمام في شرق المملكة، يقول لوكالة فرانس برس بشغف «نحن نشعر بسعادة عارمة».
ويشارك 60 ألفا من المواطنين والمقيمين في السعودية الملقحين بالكامل ضد كوفيد-19 في مناسك هذا العام، بقرار من السلطات السعودية التي تسعى الى منع انتشار الفيروس خلال ما هو عادة أحد أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم. وتم اختيار المشاركين من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.
وكان أمين بين هؤلاء المحظيين مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
ويقول «العديد من أصدقائنا وأقاربنا تم رفضهم».
وتبدأ مناسك الحج الأحد وتستمر خمسة أيام.
وتتراوح أعمار المشاركين، بموجب القيود ذاتها، بين 18 و65 عاما، واختيروا ممن لا يعانون من أمراض مزمنة، وفق ما أعلنت وزارة الحج.
ويتحدر الحجاج من 150 بلدا، لكنهم كلهم من المقيمين في المملكة، مع إعطاء الأولوية لمن يؤدون المناسك لأول مرة، على ما ذكرت الوزارة.
ويقول الصيدلي المصري محمد العتر «أشعر وكأنني فزت باليانصيب».
ويضيف الشاب البالغ 31 عاما «هذه لحظة خاصة لا تنسى في حياتي.. أشكر الله على منحني فرصة أن يتم قبولي بين الكثير من الأشخاص الذين تقدموا» للحج.
وتلقت وزارة الحج استفسارات غاضبة عبر حسابها على تويتر من متقدمين رفضت طلباتهم في نظام التدقيق الإلكتروني الخاضع في شكل صارم لإشراف السلطات.
وكتب أحد مستخدمي «تويتر»، «ما زلنا ننتظر بفارغ الصبر قبولنا وكأننا في اختبار».
العام الماضي، نظمت السلطات السعودية أصغر حج في التاريخ الحديث خشية أن يكون التجمع الذي كان يجمع عادة أكثر من مليوني شخص، مصدرا رئيسيا لتفشي للفيروس القاتل.
وقالت السلطات في البداية إنه سيشهد مشاركة ألف حاج فقط، لكن الإعلام المحلي قال إنه ضمّ ما يصل إلى عشرة آلاف شخص.
ورغم اختيار عدد أكبر في العام الجاري، لكنّه يبقى أقل بكثير من مواسم الحج الاعتيادية.
ففي 2019، شارك نحو 2،5 مليون مسلم من أرجاء العالم في مناسك الحج.