كشفت بيانات جديدة أمس الأربعاء أن متوسط الأعمار في الولايات المتحدة تراجع بعام ونصف العام في 2020، وهو تراجع حاد مدفوع بتأثير كوفيد على الذكور وأصحاب البشرات الملونة بشكل أكبر.
وبلغ متوسط الأعمار المتوقع عند الولادة لمجموع سكان الولايات المتحدة 77.3 عاما، مقارنة بـ78.8 في 2019، وهو أقل معدّل منذ العام 2003، وفق ما أفاد تقرير صادر عن المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها.
ويشكل التراجع الكبير انتكاسة في الاتجاه السائد منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ سجّل ازدياد مضطرّد باستثناء انخفاض ضئيل في بعض السنوات.
وبلغ الرقم في أوساط الذكور 74.5 عاما، أي ما يعادل تراجعا بـ1.8 عام، فيما بلغ في أوساط الإناث 80.2 عاما (تراجع بـ1.2 عام).
وجاء في التقرير أن «الوفاة جرّاء كوفيد-19 كان لها أكبر تأثير أحادي على تراجع متوسط الأعمار المتوقع عند الولادة بين العامين 2019 و2020».
كما ازدادت الوفيات جرّاء الجروح الناجمة عن إصابات غير متعمدة وحالات القتل (الأكثر شيوعا في أوساط الذكور) ومرض السكر وأمراض الكبد.
وعوّض التراجع في الوفيات جرّاء الإصابة بمرض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة والانتحار، انخفاض المعدّل جزئيا.
كما تراجعت حالات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي والوفيات المرتبطة بالإصابة بآلزهايمر في أوساط الذكور بينما تراجعت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والجلطات.
وتراجع متوسط الأعمار في أوساط المجموعات العرقية بثلاث سنوات بالنسبة للمتحدرين من أصول لاتينية من 81.8 إلى 78.8 وبعامين وتسعة شهور بالنسبة للسود من 74.7 إلى 71.8 عاما.
وكان التراجع ملحوظا بدرجة أقل في أوساط البيض، إذ تراجع متوسط الأعمار من 78.8 إلى 77.6 عاما.
وكان التراجع في متوسط الأعمار الأكبر في أوساط الذكور من أصول لاتينية إذ تراجع بـ3.7 سنوات من 79 عاما إلى 75.3، يليهم الذكور من أصول إفريقية (تراجع بـ3.3 سنوات من 71.3 عاما إلى 68).
وأما في أوساط الإناث من أصول إفريقية، فبلغ التراجع عامين وأربعة شهور من 78.1 عاما إلى 75.7.
وأفاد التقرير أن «من بين المسببات التي تساهم سلبا في التغير في متوسط الأعمار، ساهم كوفيد-19 بنسبة 90 في المئة بالنسبة للسكان من أصول لاتينية و67.9 في المئة للبيض من أصول غير لاتينية و59.3 في المئة بالنسبة للسود من أصول غير لاتينية».
ويأتي التقرير الجديد بعد أيام من صدور بيانات أظهرت أن الوفيات الناجمة عن تناول جرعات مفرطة من المخدرات ارتفعت في الولايات المتحدة إلى عدد قياسي بلغ 93 ألفا في 2020، مدفوعة بدرجة كبيرة بازدياد استخدام الأفيون خلال فترة تفشي الوباء.