ترأس رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد اليوم وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر الدولي الثالث لدعم شعب لبنان، والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بدعوة مشتركة من رئيس الجمهورية الفرنسية وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وألقى سموه كلمة الكويت، مؤكدا أنه ما لم يوحد اللبنانيون صفوفهم فلن يتمكن المجتمع الدولي من تقديم المساعدات.
وأضاف إن «اجتماعنا وحضورنا اليوم ما هو إلا تأكيد على أن للبنان وشعبه أولوية بالغة لدينا مما يتطلب منا جميعا وقفة جادة لدعم هذا البلد الذي يمر بمنعطف سياسي وأمني واقتصادي فريد من نوعه»، مبينا أن الكويت كانت ولا زالت تدعم كافة الجهود الرامية لاستقرار وازدهار لبنان من خلال تشجيع الحوارات المشتركة بين مختلف الأطراف اللبنانية باعتبارها أفضل السبل للوصول لحلول توافقية تضمن حقوق الجميع في ظل سيادة القانون وصولا لتشكيل حكومة فاعلة ذات مهمة واضحة تستحضر روح المبادرة الوطنية بأخذها بالتوازنات الداخلية الدقيقة كمطلب دستوري وقانوني رئيسي أو المبادرات الدولية لارتباطاتها وثيقة الصلة بالشق التمويلي اللازم لاحتواء سريعٍ لتداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة بتشعباتها غير مأمونة الجوانب المعيشية والاجتماعية والأمنية والسياسية.
وتابع «نجتمع اليوم في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت تلك الحادثة التي آلمتنا جميعا وظلت مشاهدها المؤلمة حاضرة في الذاكرة ولازال لبنان الأرض والشعب يعاني تبعاتها نجتمع لنؤكد وقوفنا مع لبنان وعزمنا على تمكينه من النهوض مجددا ومساعدته»، إذ سارعت الكويت لدعم الأشقاء لمواجهة آثار ذلك الانفجار عبر الإعلان عن إعادة تخصيص مبالغ سابقة بقيمة ثلاثين مليون دولار لإعادة إعمار صوامع الغلال التي أتلفها التفجير إضافة إلى تسيير جسر جوي لنقل مساعداتنا الإغاثية الغذائية والدوائية والمعيشية عبر ثماني عشرة رحلة جوية وبوزن إجمالي بلغ ثمانمائة وثلاثين طنا.
وقال «لقد ساهمت الكويت في تنمية لبنان منذ عقود مضت عبر مشاريع نفذها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية منذ عام 1966 حتى الآن شملت قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات والمياه والصرف الصحي وغيرها كما قدمت منحا لتمويل دراسات الجدوى لمشاريع إنمائية مختلفة إضافة إلى جهود دولة الكويت في مجال إعادة الإعمار ولم ننس واجبنا تجاه لبنان ودعم جهوده في استضافة الأشقاء اللاجئين السوريين فقد خصصت دولة الكويت جزءا من مساعداتها للدول المستضيفة للاجئين السوريين إلى لبنان كما تسعى دولة الكويت إلى استكمال البرنامج الإقراضي الذي سبق لدولة الكويت الالتزام به خلال مؤتمر الأرز الذي عقد في باريس لدعم القطاعات التنموية التي أشار إليها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA كما ساهمت دولة الكويت في تعزيز المنظومة الصحية للبنان لتمكينه من مواجهة وباء كورونا عبر منظمة الصحة العالمية».وأوضح «إننا أمام مفترق طرق في لبنان ولابد من التكاتف والتآزر لدعمه بما يحقق أمنه واستقراره وطموح شعبه الشقيق وذلك لن يتحقق ما لم يوحد الأشقاء صفوفهم ويدركوا خطورة المرحلة وحتمية العمل الجماعي فلن يتمكن المجتمع الدولي من تقديم المساعدات أو دعم برامج تنموية ولن تتحقق الفائدة المرجوة منها دون ذلك التكاتف والتآزر والنأي بوطنهم عن الفرقة والشقاق».
شارك في الاتصال المرئي وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير فهد أحمد العوضي.