حذرت رئاسة لبنان من “وجود نوايا إسرائيلية عدوانية” بعد أن شهدت الحدود بين الجانبين توترا إثر قصف الجيش الإسرائيلي عددا من المواقع بجنوب لبنان، ردا على إطلاق صواريخ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن أولى ضرباته الجوية على لبنان ضمن ثلاث جولات من القصف المدفعي خلال ساعتين.
ولم تستهدف إسرائيل منذ 2006 معاقل لـ”حزب الله” في الجنوب اللبناني، لكن يشتبه بأنها شنت غارات جوية نفذت في 2019 استهدفت منظمات فلسطينية موالية لسوريا، إلا أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها آنذاك عن القصف رسميا.
وبحسب المعلومات فإن صواريخ الجيش الإسرائيلي الحالية سقطت في سهل مرجعيون، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية سهل الخيام، ومحيط بلدة راشيا الفخار، وشمال الناقورة، وسقطت 4 قذائف إسرائيلية بين بلدتي أبل السقي، وراشيا الفخار.
وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى اندلاع حريق في منطقة السدانة خراج بلدة شبعا، دون أي معلومات عن سقوط خسائر بشرية أو مادية.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد أدت الصواريخ التي أطلقت من لبنان (أحد هذه الصواريخ سقط في أراض لبنانية، فيما سقطت الاثنان الآخران في إسرائيل) إلى اندلاع حرائق في مناطق جبلية حرجية في كريات شمونه، حيث توجد معسكرات للجيش الإسرائيلي، وقد خرجت هذه الحرائق عن السيطرة مما أدى إلى إتلاف آلاف الدونمات من المزارع في منطقة الجليل، بينما لا يزال الحريق، الذي اندلع قرب كيسوتس ميسغاف آم الشمالية الحدودية، خارج السيطرة.
وبعد هدوء الوضع لبضع ساعات، جدد الجيش الإسرائيلي ليلا قصفه على الأراضي اللبنانية، وأعلن أن طائراته الحربية استهدفت منطقة حرجية في الدمشقية بخراج بلدة العيشية بجنوب لبنان، بصواريخ جو أرض.
كما قال إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفذت غارات جوية على “البنية التحتية الإرهابية والمناطق التي أطلقت منها الصواريخ في مرجعيون”.
وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فإن الطيران الحربي الإسرائيلي، نفذ عند الساعة الأولى من بعد منتصف الليل، غارات على نهر الليطاني، كما نفذ غارتين وهميتين في أجواء المنطقة، سمعت أصواتهما في أرجاء الجنوب كافة، وشعر السكان بضربات قوية.
ومن بعد هذه الضربات، حلقت طائرات تجسس إسرائيلية على ارتفاع منخفض جدا فوق بلدات مركبا، العديسة، حولا، كفركلا والبلدات المجاورة.
وحمل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية القصف، معتبرا أنه “بغض النظر عن هوية مطلقي القذائف الصاروخية فالعنوان واضح. تتحمل حكومة لبنان المسؤولية الكاملة عن أي عملية إطلاق نار من لبنان نحو إسرائيل”.
وقال الجيش اللبناني إن إسرائيل أطلقت 92 قذيفة مدفعية سقطت في جنوب لبنان وتسببت بحرائق في الغابات، في ظل موجة الحر التي تشهدها المنطقة.
وفي السياق، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” أنها تبذل مساع عاجلة بغية تفادي تصعيد محتمل جديد بين إسرائيل ولبنان.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن تنديد واشنطن “بالهجمات الصاروخية التي شنتها جماعات مسلحة تتمركز في لبنان على إسرائيل”، مؤكدة أن “واشنطن ستبقى على اتصال مع الشركاء الإسرائيليين واللبنانيين لتهدئة الوضع”.
وقد طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، حسان دياب، اليوم الخميس، من وزيرة الخارجية بالوكالة، زينة عكر، الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.
بدوره، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن “استخدام إسرائيل لسلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ 2006 ويؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية”.
أما على الجانب الإسرائيلي فلم يصدر أي تعليق رسمي أو بيان من رئيس الوزراء نفتالي بينيت، أو وزير الدفاع بيني غانتس.