كويت تايمز 
كويت تايمز: اثبتت عدة دراسات ان معدل الشكوى والاصابة بالاكتئاب يزداد مع قصر ساعات النهار خلال فصل الشتاء، وذلك سواء كان الشخص اصيب بالاكتئاب سابقا او خال من أي مرض نفسي. وفي دراسة جديدة قام الباحثون بتقييم ارتباط ذلك مع عدة عوامل مثل معدل فيتامين د في الجسم، طبيعة التغذية، الوقت الذي يقضيه الشخص في الخارج، الوقت الذي يرى فيه الشمس ومواعيد نومه واستيقاظه. وخلصت نتيجة الدراسة الى أن اكثر العوامل المسببة لزيادة الاصابة بالاكتئاب الموسمي هي نقص فيتامين د حيث وجد ان انخفاض معدل فيتامين دالى اقل من 20 ng/mL يضاعف فرصة الاصابة بالاكتئاب، بالمقارنة مع من لديهم معدل يساوي او اكبر من 30 ng/mL. ومن جهة اخرى، بينت عدة دراسات ان تناول مكملات فيتامين د الغذائية تساعد في تخفيف اعراض الاكتئاب. ففي دراسة اجريت على نساء صحيحات، تبين أن انخفاض معدل فيتامين د في اجسامهن الى أقل من 30 ng/ml، يعتبر من أدق العوامل التي تتنبأ بفرصة اصابتهن بأعراض الاكتئاب الحاد (سواء الموسمي او المرضي). واستمر هذا الخطر ثابتا بغض النظر عن تغير ساعات النهار اثناء الفصول وكتلة الجسم وطبيعة التغذية ومعدل ساعات النوم.
◗ الحبوب ليست كافية
رغم فائدة تناول حبوب مكملات فيتامين د الغذائية، الا ان الخبراء يؤكدون ان تناولها لا يغني عن فائدة تعرض الجسم لأشعة الشمس المباشرة. لاعتقادهم ان ذلك يساهم في زيادة معدل عدة كيميائيات في الجسم وحدوث تغيرات فزيولوجية مفيدة. وأوضح د. اوغستي رولير من جامعة السويد قائلا: لكل من موجات الشمس المختلفة دور مهم في حصول الجسم على فوائد صحية عديدة. فعلى سبيل المثال، يرتبط تعرض الجسم لضوء الشمس مع اتزان عمل الغدد الصماء ونشاط الجهاز السمبثاوي واللاسمبثاوي العصبي وضبط رتم ساعة الجسم ومعدل الايض. كما تكتشف اجسامنا (عبر اشارات الجلد والعين) لون الضوء في البيئة حتى يمكنها ضبط عمل الجهاز الهرموني وتأقلم الجسم على متطلبات الوقت والمكان.
◗ نقص فيتامين د والاكتئاب
ربطت عدة دراسات ما بين معدل فيتامين د والحالة النفسية، مما يفسر الشعور بالحزن واعراض الاكتئاب خلال فصل الشتاء نتيجة لقصر وقت النهار وقلة التعرض لأشعة الشمس المفيدة. لذا، ينصح الخبراء بقياس فيتامين د في الجسم وعلاجه بتناول مكملاته الغذائية ان اكتشف انخفاضه عن 40 ng/ml في الدم. وقد اكدت عدة دراسات ان علاج المصابين بالاكتئاب والامراض النفسية ممن يعانون النقص في فيتامين د يمكن ان يكون علاجا فعالا ورخيصا لتحسين صحتهم النفسية والجسدية على المدى الطويل. لكن ذلك لا يغني عن اهمية التعرض لأشعة الشمس المباشرة يوميا ايضا.
