طمأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، شباب الكويت إلى أن المشاريع الإنمائية الضخمة قادمة والملاءة المالية ممتازة، ولكن الخلل بالاقتصاد غير المتنوع ذي المصدر الوحيد للدخل، لافتاً إلى أن الكثير قد تحقق لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، لكن التوتر بين السلطتين ربما حجب أشياء كثيرة، مؤكداً أن رؤية الكويت وكل إمكاناتها وموجوداتها أساسها شبان وشابات الوطن.
وزار الشيخ صباح الخالد، مدينة صباح السالم الجامعية أمس، حيث أجرى حواراً مفتوحاً مع أبنائه خريجي جامعة الكويت المتفوقين للعام الجامعي 2020- 2021، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي، ووزير النفط وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس، ووزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ووزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ورئيس ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل، وعدد من كبار المسؤولين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وجامعة الكويت وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء.
واستعرض رئيس الوزراء في مستهل الجلسة المراحل التي وصل إليها عدد من المشاريع الحكومية الكبرى، وما تحتويه من فرص وظيفية للخريجين، بالإضافة إلى الجهود الحكومية لمكافحة انتشار جائحة «كورونا» وأثرها على العملية التعليمية في البلاد.
وأكد الخالد أن الحكومة ستفرض على الشركات المعنية بالمشاريع الحكومية الكبرى مثل مدينة الحرير وميناء مبارك الكبير وجسر الشيخ جابر ومطار الكويت الجديد والمدينة الترفيهية وجزيرة فيلكا والجزر الأخرى، الاستعانة بالطاقات الشبابية الوطنية.
وقال في كلمة خلال الزيارة، إن الشباب هم أساس كل المشاريع التنموية. وأضاف سموه «عندما أنظر إليكم أشعر بالتفاؤل للمستقبل، فأنتم مَنْ يعطينا الأمل لاستمرار العمل على كل ما ينهض ببلادنا ويجعلها كما نريد».
المطار الجديد
وذكر أن 42 مهندساً ومهندسة من الكويتيين يعملون حالياً في مشروع مطار الكويت الجديد مع الشركة العالمية المستثمرة في المطار لاكتساب الخبرة والقيام بإدارة المشروع وصيانته مستقبلاً.
ولفت الى أنه «عندما تعاملنا مع الأزمة الصحية وجدنا أن هناك مشاريع تأخرت، لذلك آن الأوان لإعطائها اهتماماً أكبر وتعويض التأخير والتركيز على متطلبات المستقبل، فهناك تحديات كثيرة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من ناحية الخطط وبرامج التنفيذ».
مشروع مدينة الحرير
وأشار إلى أن «حلم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح رحمه الله، كان مشروع مدينة الحرير، الذي تبلغ مساحته 1800 كيلو متر مربع، أي أكبر تسع مرات من مساحة مدينة الكويت، إلى جانب توفير أكثر من 100 ألف فرصة وظيفية للمواطنين وتنويع مصادر الدخل».
وذكر أن الشباب سيكونون عنصراً رئيسياً في تنفيذ المشروع وإدارته والسكن فيه بعد انجازه، بما يتلاءم مع (رؤية كويت جديدة 2035)، مبيناً أن الحكومة ستقوم بتقديم تعديلات على القانون إلى مجلس الأمة، مع أخذ جميع الملاحظات بعين الاعتبار.
وأعرب عن أمله من مجلس الأمة الإسراع في الخطى لإقرار التعديلات على القانون حتى يتم تنفيذ مدينة الحرير.
ميناء مبارك الكبير
وأشار سموه إلى أن مشروع ميناء مبارك الكبير الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه «تصل طاقته إلى مليون و800 ألف حاوية سنوياً، والمرحلة الأولى منه أكبر من قدرة ميناء الشويخ وميناء الشعيبة»، مؤكدا أهمية المشروع من حيث موقعه وعائده المالي للدولة وتوفيره لفرص عمل كبيرة للمواطنين.
المدينة الترفيهية وجسر جابر
وقال رئيس الوزراء إنه يجري حالياً العمل على تصميم مشروع المدينة الترفيهية عبر القطاع الخاص، الذي وصل إلى مراحل متقدمة لطرحه، حيث «أنجز جزءاً كبيراً مما هو مطلوب».
وذكر أن مشروع جسر الشيخ جابر يحتوي على جزيرتين شمالية وجنوبية، وحرمين شمالي وجنوبي من شأنها توفير فرص استثمارية وأنشطة ترفيهية وثقافية ومنتجعات كبيرة.
وأوضح أن مشاريع كثيرة معروضة أمام الحكومة، مثل الوقود البيئي، وهو مشروع كبير سيكون له مردود في غاية الأهمية للبلاد إضافة إلى مشاريع جزيرة فيلكا والجزر الأخرى.
ولفت الى أن مجلس الوزراء يعقد اجتماعات مستمرة لمتابعة المشاريع وتم تقسيمها إلى قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد.
وأكد «لن نقع أسرى لأزمة صحية، نعطيها ما تستحق من أهمية ونواصل حياتنا بالاحترازات والاشتراطات الصحية، حتى ننتهي من الجائحة تدريجياً مع العالم».
رؤية الكويت
واعتبر رئيس مجلس الوزراء أن رؤية الكويت وكل امكاناتها وموجوداتها، أساسها شبان وشابات الكويت، فدونهم لا يمكن تحقيق أي هدف نسعى له.
وأضاف رداً على سؤال حول فكرة استقطاب الطلبة المتفوقين للعمل في المرافق المهمة في الدولة خلال جلسة الحوار «سنضع آلية مع وزير التعليم العالي ومدير الجامعة لأخذ 10 طلبة متفوقين ليشاركوا معنا في مجلس الوزراء بمركز المبادرين ويعملوا في تنفيذ المشاريع التنموية الجديدة».
وبيّن أن الدول المتقدمة لديها كشافة في الجامعات لاستقطاب المتفوقين من مواطنيها أو من الخارج فهم يرون بهم استثمارا مهما.
وبسؤاله عن كيفية تأهيل واستغلال الشباب الكويتي لتنفيذ (رؤية كويت جديدة 2035)، قال سموه «الشباب لهم حق علينا وسنفرض على الشركات التي تدير المشاريع التنموية نسبة معينة لتعيين الشباب الكويتي بها».
صندوق الأجيال
وأشار إلى أن ما حققه صندوق احتياطي الأجيال القادمة من أرباح أمر «غير مسبوق»، مشيداً بما قامت به هيئة أسواق المال وإدخالها مليارين ونصف مليار دينار (نحو 8.25 مليار دولار ) إلى خزينة الدولة.
وأضاف «بلدكم بلد خير فلدينا الملاءة المالية الممتازة ولكن لدينا خلل بالاقتصاد، فمن غير المعقول أن هناك مورداً واحداً فقط للدخل».
وأوضح «هنالك الكثير قد تحقق لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، لكن ربما بسبب التوتر والتشنج بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، حجبت أشياء كثيرة، ولم يسلط عليها الضوء بالشكل المطلوب».
وبسؤاله حول مدى إمكانية الاستفادة من قانون الدَين العام في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى تسهم في تنويع مصادر الدخل، أجاب سموه «أن ملاءة الدولة المالية ممتازة والخلل بالاقتصاد غير المتنوع والذي يعتمد على مصدر وحيد للدخل».
وذكر أنه في ظل هذه الجائحة لابد من وجود مرونة في وجود آليات وأدوات للتعامل معها، كالدَين العام أو السحب من الاحتياطي، بشروط وضوابط معينة وصارمة.
إصلاح الخلل الاقتصادي
وقال الخالد إن «إصلاح الخلل الاقتصادي سيتم شيئاً فشيئاً، وسنبدأ به في البيت الحكومي كما تعهدنا بذلك» موضحاً أن جميع الدول تتعامل مع الاقتراض وتستفيد من النسب الضئيلة للاقتراض بدلاً من اللجوء لتسييل أصولها لمواجهة الأعباء والمتطلبات لتصحيح اقتصادها.
تصنيف جامعة الكويت
ورداً على سؤال حول تأخر تصنيف جامعة الكويت عالمياً، بيّن سموه «بالرغم من أن صرف الكويت على التعليم يعادل صرف أعلى الدول في هذا المجال، إلّا انه يؤلمنا ككويتيين أن نرى مخرجات التعليم لدينا توازي الدول التي لا تملك امكانات».
ولفت الى أنه «في أول اجتماع لمجلس الوزراء قام وزير التعليم العالي بشرح هذا الامر، وتبيان الخلل الكبير وقمنا بوضع دراسة لمعالجة هذا الأمر فواجبنا هو العمل على تعديل الوضع والنهوض بتصنيف جامعة الكويت».
وعن وجود خطة لإعادة النظر في مخرجات التعليم ومدى حاجتها في سوق العمل، أفاد «أن هذا الأمر يجب الالتفات إليه وقررنا في اجتماع مجلس الوزراء تكليف الجهات الحكومية المعنية لتقديم دراسة بهذا الشأن لانه من الخلل الكبير الاستمرار بهذه الطريقة بعدم ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل وسنتخذ الخطوات بهذا الشأن».
دمج ذوي الإعاقة
ورداً على سؤال في شأن برنامج دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع وتلقيهم التعليم في المدراس العامة أوضح أنه «لدينا قانون متقدم جداً في ما يتعلق بالمعاقين كما أن هناك دوراً كبيراً من الدولة بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع للاستفادة من مهاراتهم».
وأضاف أن «التنفيذ ليس كما هو مطلوب لكن دورنا هو متابعة تطبيق القانون الخاص في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة وستكون أولوية حكومية».
البحث العلمي
وعن أهمية دعم البحوث العلمية وإمكانية أن تكون جزءاً من رؤية (كويت جديدة 2035)، قال سموه إن تقدم الدول يكون عبر اهتمامها بالبحث العلمي، إذ كان لدى جامعة الكويت في فترات سابقة نشاط كبير بهذا الشأن وشهد تراجعاً في السنوات الماضية، متمنياً أن تعود جامعة الكويت مركزاً مهماً في مجال البحث العلمي.
وذكر أن موسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث يقومان بدور كبير في دعم الابحاث والدراسات، مبيناً أنه «وفقاً للتقارير التي اطلع عليها وعلى نتائج العمل في موسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث، وصلنا الى مستويات عالمية».
«وسائل التواصل»
كما أكد أن كل ما قُدّم من مقترحات وكل ما طرح سيحظى بالمتابعة، داعياً إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي وثقافة عالية وعدم الانجراف وراء الإشاعات.
تحيات وتهنئة سمو الأمير وولي العهد في يوم الشباب
أعرب الشيخ صباح الخالد عن تشرفه بنقل تحيات وتهنئة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وتمنيات سموهما لأبنائهما الطلبة بالتوفيق.
وقال «حرصت على التواجد مع الطلبة في لقاء ودي يلتقي فيه الأب بأبنائه بمناسبة اليوم العالمي للشباب، الذي يوافق الثاني عشر من أغسطس من كل عام».
لقاء بين أب وأبنائه
عبّر سموه عن سعادته بلقاء المتفوقين وكل ما طرح من أفكار ومقترحات، مضيفاً «هذه الكويت وهذا ما يميزها من تقارب الجميع مع بعضهم البعض بعيداً عن المسميات والمناصب فلقاؤنا كان لقاء بين أب وأبنائه وأتمنى أن تتميزوا في حياتكم العملية لتتمكنوا من خدمة بلدكم».
تحدي الجائحة
قال سمو رئيس مجلس الوزراء إن «نحو مليار طالب وطالبة في العالم، لم يتمكنوا من مواصلة التعليم خلال جائحة كورونا، لكن لله الحمد انتهى مجلس الوزراء في اجتماعه الأربعاء من خطة عودة المدارس للعام الدراسي الجديد واتخاذ قرارات بهذا الشأن».
وأضاف «كان أمامنا تحد كبير خلال جائحة (كورونا) تمثل بألّا يفقد أبناؤنا الطلبة تحصيلهم العلمي».
متطلبات المستقبل
لفت الخالد الخريجين إلى أنه «آن الأوان لتعرفوا ما ستواجهونه خارج أسوار الجامعة ولا بد لنا أن نرى متطلبات المستقبل وهناك خطط وبرامج لتنفيذها».
الحكومة والمجلس
خاطب سموه الخريجين بالقول «لا يقلقكم التشنج في العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة، وأؤكد أنه بالإمكان معالجة جميع الأمور، وفق قواعد ومرجعيات العمل السياسي».
التحوّل الرقمي
رأى الخالد أن التحوّل الرقمي «تم تعويضه خلال جائحة كورونا عبر إنشاء المنصات والتطبيقات التي سهّلت على المواطنين والمقيمين احتياجاتهم بفضل عمل شبابنا وشاباتنا».
جهود المتطوعين
ثمّن سموه جهود المتطوعين والمتطوعات خلال الجائحة، قائلاً «لو كان هناك عمل تطوعي يتطلب 100 شخص فإننا نرى أن مَنْ يتقدم للعمل 2000 شخص، وهذا يعكس رغبتهم في خدمة بلدهم بالرغم من وجود الخطر وهذا ما أشعرنا بالفخر».
تسهيل إجراءات التقاضي
بسؤاله حول إمكانية توفير نظام قضائي إلكتروني يسهم بتسهيل إجراءات التقاضي، أوضح سمو رئيس مجلس الوزراء أن المادة 50 من الدستور نصت على فصل السلطات مع تعاونها، مضيفاً أن «السلطة القضائية منفصلة عن السلطة التنفيذية، ولا نملك بأي شكل من الأشكال التدخل في عملها فمسؤوليتنا كحكومة أن نوفر لهم الأمور الادارية والمالية كإنشاء المحاكم وتوفير مَنْ يدير المرافق».
وقال سموه «أعانهم الله فلديهم كم هائل من القضايا وزاد من ذلك الحظر الجزئي والحظر الكلي»، موضحاً أن رئيس السلطة القضائية لديه تصور كما هو معلن في تسهيل وتسريع الإجراءات الخاصة بالتقاضي.
رؤية للنهوض بالتعليم
أكد الخالد وجود رؤية حكومية للنهوض بالتعليم في الكويت ومعالجة الخلل بالتعليم، مضيفاً أن «التحدي هو معالجة هذا الامر وان نولي التعليم ما يستحقه من أهمية».
وقال إن المجلس الاعلى للجامعة يرى الاحتياجات ويقدر ما هو مطلوب للمستقبل، مضيفاً «سترون في المسقبل القريب المجلس التأسيسي لجامعة عبدالله السالم وهي الجامعة الحكومية الثانية في دولة الكويت، ومجلس الجامعة سيعلن عنه وسيباشر مهامه قريباً وسيكون من ضوابطها أن تكون بمستوى عالٍ».