حاول ابن وزوجته في الإمارات تضليل القضاء والإفلات من العقاب بعد أن انعدمت لديهما الإنسانية وقاما بتعذيب أم الزوج البالغة من العمر 70 عاما على مدى أشهر طويلة حتى لفظت أنفاسها.
وفي التفاصيل، أثبت الطب الشرعي في شرطة دبي في تقرير أفعال الرجل وزوجته بعد أن حاولا الإفلات من فعلتهما وادعاء أن الأم توفيت في المستشفى نظرا لمعاناتها من أمراض مزمنة وتوقف عن التنفس بسبب قصور عمل الأجهزة.
وأفادت الرائد خبير روضة الشامسي رئيسة قسم الفحوصات الجنائية الخاصة بإدارة الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي لصحيفة “البيان”، بأنه تم استقبال جثة امرأة مسنة تبلغ من العمر 70 عاما من أحد المستشفيات في دبي لإدارة الطب الشرعي لإصدار تقرير الوفاة، وأضافت أن المعلومات الأولية دلت أن السيدة المسنة تم نقلها قبل الوفاة بعدة أيام من منزلها إلى المستشفى، وكانت تعاني من فقدان الوعي وعدم القدرة على التنفس، وحاول الأطباء إنقاذها بوضعها على أجهزة تنفس، إلا أنها فارقت الحياة.
وأقر ابنها وزوجته أنها تعاني من أمراض مزمنة نتيجة تقدمها بالعمر.
وقالت روضة الشامسي: “تم اتخاذ اللازم وفحص الجثة وفقا لما هو متبع ولوحظ وجود علامات حرق وتعذيب وكدمات متفرقة في الجسم، إضافة إلى عدم كفاءة عمل الأجهزة بسبب التجويع أو سوء التغذية الشديد ،مشيرة إلى أنه تم تحويل التقرير إلى الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بعدما تبين فعليا وقوع الوفاة بسبب عمليات التعذيب التي تعرضت لها الأم مما أفشل عمل وظائف الجسم واتضح أن الابن وزوجته متورطان في الأمر.
وأشارت الشامسي إلى أن التحقيقات التي أجرتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية مع المتهمين كشفت عن كل الأدلة التي احتواها التقرير، حيث اعترفا بقيامهما بتعذيب الأم بطريقة وحشية للتخلص منها.
وأكد الخبيرة في السياق أنه يتم فحص كل الوفيات التي ترد إلى الإدارة بغض النظر عن سبب الوفاة الذي يذكر من قبل أهل أو أصدقاء المتوفي أو من قبل بعض المستشفيات التي ليس من اختصاصها تحديد سبب الوفاة، مشيرة إلى أنه تم استقبال العديد من القضايا على أنها وفاة طبيعية وتبين لاحقا وجود شبهة جنائية.
وصرحت بأنه في حال عدم وضوح سبب الوفاة في بعض الحالات يتم عمل لجنة ثلاثية من أطباء الطب الشرعي لبيان السبب بدقة، لافتة إلى أن هذا الأمر يسهم في تقديم الجناة إلى العدالة وعدم الإفلات بفعلتهم.