تجميل الأظافر… مهنة للرجال في أفريقيا الوسطى

بحركة دقيقة، يصبغ دوبونور كولي أظافر زبونته الشابة في محله الصغير المليء بالغبار، إذ إن تجميل أظافر اليدين والقدمين الذي ينظر إليه في الغرب على أنه اختصاص نسائي، مهنة للرجال أيضاً في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى.

ينكبّ دوبونور (27 عاماً) على الاعتناء بيد مدتها إليه شابة درجت على ارتياد محله في منطقة نغاراغبا، عند سفح تلال المدينة. يركز كل انتباهه، ويضع الصباغ بدقة بالفرشاة، ثم ينظر إلى الأعلى مبتسماً، بعدما أنجز مهمة رسم عقدة على الكيراتين.

تعرف نساء كثيرات هذا الشاب في «بانغي لا كوكيت»، أي «بانغي المغناج»، وهي صفة أطلقت منذ زمن بعيد على عاصمة أفريقيا الوسطى، بسبب حلاوة الحياة التي كانت تتميز بها ذات يوم.

وتقول بينينا (23 عاماً) وهي في كامل تألقها إنه «يضع الرموش والأظافر الاصطناعية ببراعة كبيرة».

وتضيف «في كل مرة، يسألني الجميع عمّن تولى تجميلي.

أحب المجيء إلى محل دوبونور، إذ أشعر بعد ذلك بأنني جميلة!».

لكنّ الأخير لم يختر هذه المهنة بدافع الشغف بها.

ويقول متنهداً «لا يوجد عمل».

ويلاحظ أن «السبب الرئيسي لإقبال الرجال على احتراف تجميل الأظافر مالي».

فمعدل البطالة يبلغ 24.2 في المئة في هذا البلد الذي يعاني حرباً أهلية منذ العام 2013 ويُعتبر وفقاً للأمم المتحدة ثاني أقل البلدان نمواً في العالم، ويضطر كثر من أبنائه تالياً إلى تدبّر أمورهم لكسب لقمة العيش ويصبحون جزءاً من الاقتصاد غير الرسمي.

ويتفاوت مدخول دوبونور يومياً، إذ قد يقتصر على ألفي فرنك في أيام العمل القليل، ويتجاوز 20 ألفاً في أيام الإجازات أو عطل نهاية الأسبوع، أي ما بين 3.5 دولار و35.3 دولار.

شاهد أيضاً

مذا يحدث لجسمك إن نمت أقل من 6 ساعات نوم في اليلة؟

تقول العديد من الدراسات إن البالغين يجب أن يحصلوا على سبع إلى تسع ساعات نوم …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.