كويت تايمز: أكد مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، ضرورة تكاتف الشعب الكويتي وتعزيز الوحدة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة في مواجهة الظلم ورفع المعاناة عن الشعب السوري، لاسيما وأن الشعب الكويتي شعر بمرارة الظلم، مطالبا بضرورة التدخل الدولي الفوري من قبل مجلس الأمن لوقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري.
وكان مجلس الوزراء عقد اليوم اجتماعه الأسبوعي، في قاعة مجلس الوزراء بقصـر بيان برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، وبعد الاجتماع صرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح بما يلي:
عبر مجلس الوزراء في مستهل اجتماعه عن بالغ ارتياحه واطمئنانه إزاء تقدم وتحسن الوضع الصحي لحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه، وذلك أثر العارض الصحي الذي تعرض له سموه في الأسبوع الماضي ، سائلا المولى العلى القدير أن يمن على سموه حفظه الله ورعاه بدوام الصحة والعافية والعمر المديد لمواصلة عطائه في خدمة البلاد.
ثم طلع مجلس الوزراء على الرسالتين الموجهتين لحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه من معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، جاءت الأولى بمناسبة انتهاء فترة توليه منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإعرابه عن خالص الشكر والتقدير لدولة الكويت في تنمية الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة وتطلعه إلى استمرار تلك الشراكة مع خليفته انطونيو غويتيريس، كما تضمنت الرسالة الثانية تطلعه لزيادة دور دولة الكويت في الأنشطة التكنولوجية للبلدان الأقل نموا.
كما اطلع مجلس الوزراء كذلك على الرسالة الموجهة لحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه من معالي الدكتور رالف غونسالفز ـ رئيس وزراء سانت فينسنت وغرينادين، والتي تعلقت بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين وسبل تنميتها في كافة المجالات والميادين.
ثم اطلع مجلس الوزراء على الرسالة الموجهة لحضر صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه من مالكوم تيرنبول ـ رئيس وزراء استراليا، والمتضمنة الإشادة بعلاقات التعاون الوثيقة بين البلدين، والتطلع إلى تعزيزها نحو أفاق أوسع في كافة المجالات، والترحيب بتبرع حكومة دولة الكويت لبناء مسجد ومركز المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ أحمد الجابر الصباح الإسلامي في العاصمة كابتيرا.
كما اطلع المجلس على الرسالة الموجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ـ ملك المملكة الأردنية الهاشمية، المتضمنة دعوة سمو رئيس مجلس الوزراء للمشاركة في أعمال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي سيعقد في منطقة البحر الميت خلال شهر مايو 2017.
ثم اطلع مجلس الوزراء على الرسالة الموجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء من ايردينبات جارغالثولفا ـ رئيس وزراء منغوليا ، والمتضمنة تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تنميتها في كافة المجالات والميادين.
كما أحاط النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح مجلس الوزراء علما بنتائج المباحثات التي أجراها مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا توباييس ألوود خلال الزيارة التي قام بها للبلاد مؤخراً، والتي استهدفت بحث سبل تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال مجمل القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما تم التوقيع على اتفاقية لتسليم المجرمين بين دولة الكويت والمملكة المتحدة.
من جانب آخر قدم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد للمجلس شرح حول قضية المواطنين الأربعة المفقودين في مدينة الأهواز ـ الجمهورية الإيرانية الإسلامية، كما أحاط الوزير المجلس علما بالاتصالات والإجراءات التي تم اتخاذها مع السلطات الإيرانية حول هذه القضية، مؤكداً بأن هناك وعوداً من السلطات الإيرانية بمتابعة الموضوع والإخطار بأماكن تواجد مواطنينا وبذل الجهود لإطلاق سراحهم.
ثم استعرض مجلس الوزراء برنامج عمل الحكومة للفصل التشريعي الخامس عشر (2016/2017 – 2019/2020) تحت شعار (نحو تنمية مستدامة)، حيث استمع إلى شرح قدمته وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح أوضحت فيه أن هذا البرنامج جاء في ضوء مضامين النطق السامي لحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه في افتتاح مجلس الأمة، كما يعكس برنامج عمل الحكومة خلال السنوات الأربعة القادمة، والتي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للخمس عشر سنة القادمة، وهذه الأولويات تشتمل على (استدامة المالية العامة، برنامج التخصيص ودور القطاع الخاص، تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، تنظيم سوق العمل، شبكة الأمان الاجتماعي، تطوير منظومة التعليم، جودة الرعاية الصحية ، البنية التحتية المعلوماتية والاتصالات، اقتصاد المعرفة، الحوكمة المؤسسية، البيئة والطاقات المتجددة )، وتم الأخذ في الاعتبار الوضع الدولي والإقليمي، كما ستقوم الحكومة بخطط إصلاح شاملة وفق لأولويات تنموية ملحة ضمن إطار الرؤية المستقبلية وخطط التنمية، الأمر الذي يتطلب التعاون مع مجلس الأمة الموقر ، وكافة شركاء التنمية من جهات حكومية وقطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني على تنفيذ هذه الإصلاحات.
كما بحث المجلس الشؤون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة في الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي، وبمناسبة ذكرى العيد الوطني لدولة قطر الشقيقة يتقدم مجلس الوزراء بخالص التهانى والتبريكات لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ـ أمير دولة قطر وللشعب القطري الشقيق ، متمنيا لدولة قطر الشقيقة مزيدا من التقدم والازدهار والرخاء في ظل قيادته الحكيمة.
ومن جانب آخر تابع مجلس الوزراء بقلق شديد الوضع المؤسف في مدينة حلب السورية، حيث عبر عن إدانته واستنكاره للعمليات الوحشية والمجازر التي ارتكبها النظام السوري بحق مدينة حلب وأهاليها العزل والمجازر التي ترتكب اتجاه الأبرياء، والتي لا تمت للدين والأعراف الإسلامية ولا القوانين الدولية بصلة، سائلين المولى عز وجل أن يرفع الظلم عن المستضعفين من الأبرياء وأن يتغمد الأموات بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين منهم بالشفاء العاجل.
وبهذا الصدد يتقدم مجلس الوزراء بالشكر والامتنان إلى الشعب الكويتي الوفي لتجاوبه وتفاعله مع حملات جمع التبرعات التي قام بها كل من وزارة الإعلام وجمعية الهلال الأحمر الكويتي ولجان الإغاثة، وذلك لإيمانه بحق كفالة الحياة الكريمة لأشقائه السوريين، ومساهمته في رفع وتخفيف الظلم الواقع على الشعب السوري الشقيق.
وأكد مجلس الوزراء على ضرورة تكاتف الشعب الكويتي وتعزيز الوحدة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة في مواجهة الظلم ورفع المعاناة عن الشعب السوري، لا سيما بأن الشعب الكويتي شعر بمرارة الظلم، كما طالب المجلس بضرورة التدخل الدولي الفوري من قبل مجلس الأمن لوقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري.
وأدان مجلس الوزراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة الكرك جنوب الأردن يوم أمس، والذي أسفر عن استشهاد عدد من قوات الأمن وإصابة الآخرين منهم، مؤكداً موقف دولة الكويت الرافض للإرهاب بكل أشكاله وصوره، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بسرعة الشفـاء العاجل.
وبمناسبة إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية أعرب المجلس عن خالص تهانيه لدولة الرئيس سعد الحريري ـ رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، متمنيا له كل التوفيق والسداد لتحمل أعباء هذه المسؤولية الوطنية، وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب اللبناني الشقيق، وكل ما من شأنه تحقيق الأمن والأمان والازدهار للجمهورية اللبنانية.
ثم أدان مجلس الوزراء كذلك حادث تفجير حافلة للجنود في مدينة قيصري في وسط الجمهورية التركية الصديقة مؤخرا، والذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين ، مؤكدا إدانته الشديدة لهذا العمل الإرهابي الشنيع الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين، والذي ترفضه كافة الشرائع والقيم الإنسانية والأخلاقية ، والمجلس إذ يتقدم بأحر التعازي إلى الرئيس رجب طيب اوردغان ـ رئيس الجمهورية التركيـة الصديقة وللشعـب التركـي الصديق، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يمـن على المصابين بسرعـة الشفـاء والعافية.