حُكِم في أبيدجان، الأربعاء، بالسجن 12 شهراً مع وقف التنفيذ على مذيع في محطة تلفزيونية أثار سخطاً عارماً لاستضافته في برنامجه مغتصباً سابقاً، متيحاً له الفرصة لشرح كيفية اعتدائه على ضحاياه، وهو ما اعتبره القضاء في ساحل العاج «تبريراً للاغتصاب».
واستجوبت الشرطة المقدّم إيف دو مبيلا والمغتصب السابق قادر تراوريه بعد يومين من عرض البرنامج، ثم أحيلا على محكمة أبيدجان الجنائية.
وغرّمت المحكمة دو مبيلا مليوني فرنك إفريقي (نحو 3550 دولاراً) وفرضت عليه منع سفر من أبيدجان، بالإضافة إلى عقوبة السجن لمدة 12 شهراً مع وقف التنفيذ.
أما قادر تراوريه الذي حُكم عليه في الماضي بتهمة الاغتصاب والاعتداء والضرب، فصدر في حقه الأربعاء حُكم بالسجن لمدة 24 شهراً، ووُقّعت عليه غرامة قدرها 500 ألف فرنك إفريقي (888 دولاراً) للأسباب نفسها. وقرر وكيله الدفاع عنه استئناف الحكم.
وإذ قالت رئيسة جمعية «ستوب أو شا نوار» التي تساعد ضحايا الاغتصاب بينيديكت جوان لوكالة فرانس برس إن القضاء «بذل جهودا جديرة بالثناء وتصرف بسرعة» في ما يتعلق بهذه القضية، أسفت لقرار وقف تنفيذ عقوبة دو مبيلا «الذي لن يدخل السجن»، ولكون قيمة الغرامة المفروضة عليها ضئيلة.
وكانت جوان تفضّل أيضاً لو أن المحكمة أمرت بدفع «تعويضات» لجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة ومساعدة ضحايا العنف الجنسي.
وكانت محطة «نوفيل شين إيفواريين» الخاصة التي أطلقت العام 2019 عرضت عصر الاثنين في وقت الذروة حلقة من برنامجها «لا تيليه إيسي فاكانس» عن موضوع الاغتصاب، وتولى تقديمها إيف دو مبيلا. وكان من المفترض أن يكون الهدف من هذه المبادرة إدانة الاغتصاب، لكنّ دو مبيلا استضاف تراوريه، وطلب منه أن يشرح بالتفصيل، مستعيناً بدمية، كيف كان يغتصب النساء.
حتى أنه ساعده على طرح الدمية أرضاً، وطلب منه القيام بالحركات التي ينفذها خلال الاغتصاب، وكل ذلك وهو يضحك أمام جمهور ساخر ويدلي بتعليقات غير ملائمة، ثم دعاه لإعطاء «نصائحه» للنساء كي لا يتعرضن للاغتصاب.
وما إن انتهى البرنامج حتى أثار ردود فعل غاضبة على الشبكات الاجتماعية من شخصيات في ساحل العاج ومن عامة الشعب ومن ضحايا اغتصاب طالبن بعقوبات في حق المذيع والمحطة التي يعمل فيها.