كويت تايمز: تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيم صباح اليوم حفل توزيع جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعام 2016 وذلك في قصر بيان.
وقد وصل سموه الى مكان الحفل صباح اليوم حيث كان في استقباله مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان أحمد شهاب الدين وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة وقدموا له شرحا حول إنجازات ومشاريع المؤسسة ومعهد دسمان للسكري.
وحضر الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح، الشيخ فيصل السعود المحمد الصباح، سمو الشيخ ناصر المحمد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، والمحافظون وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للإطفاء.
استهل الحفل بالنشيد الوطني، بعدها تم عرض فيلم وثائقي عن أهم إنجازات المؤسسة ومشاريعها المختلفة.
ثم ألقى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كلمة قال فيها: «يتجدد اللقاء هنا كل عام تحت ظل الرعاية السامية والحضور الكريم من حضرة صاحب السمو أمير البلاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتكريم نخبة من العلماء والباحثين الكويتيين والعرب في دلالة واضحة على إيمان سموه رعاه الله بأهمية العلم ودوره الحيوي في إرساء نهضة حضارية ذات اقتصاد مستدام».
وأضاف: «يأتي احتفالنا اليوم لتكريم أولئك العلماء الذين فازوا بجائزة الكويت وجائزة الإنتاج العلمي لعام 2016 وبجائزة أنور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية في العالم العربي التي تقدمها المؤسسة للمرة الأولى بمبادرة وتمويل مقدرين من (مبرة أنور النوري).. فباسم المؤسسة أتقدم لجميع الفائزين بخالص التهنئة داعيا المولى أن يكلل أعمالهم دائما بالنجاح».
وتابع: «قبل نحو شهر في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية وضمن فعاليات القمة الإفريقية العربية الرابعة تفضلتم يا صاحب السمو بتكريم الفائزين بجائزة السميط لعامي 2015 – 2016 تلك الجائزة التي تقدمها دولة الكويت تحقيقا لمبادرة كريمة من سموكم وتنظمها المؤسسة تحت إشراف مجلس أمناء عالمي وتمنح لأفضل البحوث والمشروعات التنموية في مجالات الصحة والغذاء والتعليم بإفريقيا تخليدا لذكرى الدكتور عبدالرحمن السميط. ولعل من يمن الطالع أن يتزامن احتفالنا هذا مع الذكرى الأربعين لتأسيس مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هذا الصرح العلمي الفريد الذي انطلق في ديسمبر عام 1976 ترجمة لرؤية سديدة ورغبة سامية لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه تلاقت مع مبادرة قادتها غرفة تجارة وصناعة الكويت لتواصل بموجبها شركات القطاع الخاص الكويتية المساهمة تمويلها المقدر والمشكور للمؤسسة كجزء من مسؤوليتها المجتمعية».
وقال شهاب الدين: «يتزامن احتفالنا هذا أيضا مع إكمال العام الأخير من الخطة الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة التي حفلت بإنجازات عديدة تضمن الفيلم الذي شهدناه إشارة إلى أهمها، فضلا عن إنجازات كثيرة أخرى فشهد هذا العام بدء العمل في (دسمان للسكري) اتفاقية مع وزارة الصحة لدعم وتمويل ما يقدمه من خدمات طبية وتدريبية للوزارة»، مضيفاً: «أكملت المؤسسة في نوفمبر الماضي إعداد خطتها الاستراتيجية الخمسية الجديدة استنادا إلى تقييم عالمي لأداء برامجها ومراكزها بالعامين الماضيين وإلى استقصاء مستقل لآراء كبار الشركات والمستفيدين لمعرفة أوليات المجالات التي يجب تركيز أنشطة المؤسسة عليها في الاستراتيجية الجديدة والتي جاءت بصيغة برامج منضوية تحت ثلاثة محاور يستهدف أولها رفع مستوى وعي الجماهير بالعلوم وتحسين تعلمها بالتعاون مع وزارة التربية وتعزيز نشر الثقافة العلمية عبر الوسائط الإلكترونية الموجهة للناشئة».
وتابع:«تضمنت الخطة تحولا أعمق في برامج المحور الثاني من بناء القدرات البحثية إلى تسخيرها لإيجاد حلول ناجعة لمعوقات التنمية المستدامة إضافة الى السعي بالتعاون مع المؤسسات العلمية الحكومية لمضاعفة مستوى الإنفاق الحكومي على البحث العلمي في الكويت ليبلغ على الأقل نحو واحد بالمئة بحلول عام 2020. والإسراع في إنشاء مجلس وطني للبحث العلمي لتحديد أهم الأولويات وتأمين تمويلها. كما تتضمن الخطة في محورها الثالث زيادة كبيرة في الإنفاق على دعم أنشطة البرامج الموجهة لتعزيز دور القطاع الخاص واستحداث برنامج لتطوير وتنفيذ المزيد من المشاريع النموذجية الكبرى لتطبيقات التقنيات الحديثة ذات الفائدة الملموسة للمواطنين والسعي للاسراع في التوسع فيما يثبت نجاحه منها».
وأشار الى أنه «في هذا الاطار أثمر التنسيق مع المجلس الأعلى للتخطيط تضمين عدد من تلك المشاريع في خطة التنمية التي ستنفذ بالتعاون مع جهات علمية معنية مثل وزارة التربية ومؤسسة البترول ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وشركة المشاريع التقنية وهو ما سيسهم في تعزيز الموارد المتاحة للمؤسسة ومن تلك المشاريع التوسع في إدخال أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بعشرة أضعاف لتشمل 1500 منزل تمهيدا لتعميمها على جميع المنازل والمرافق العامة مستهدفين المشاركة في تحقيق رؤية سمو أمير البلاد ببلوغ نسبة إنتاج الكهرياء من المصادر المتجددة 15 بالمئة بحلول عام 2030. كما تم تضمين خطة التنمية زيادة عدد أكاديميات الموهوبين إلى خمس موزعة على محافظات الكويت واحتضان إنشاء مختبر أبحاث عالمي لإحدى كبرى شركات التقنيات الحديثة».
وشكر شهاب الدين سمو الأمير «على توجيهاته ورعايته السامية وتشريفه الكريم لهذا الاحتفال الذي تنتظره المؤسسة والمجتمع العلمي في الكويت كل عام، والشكر موصول لسمو ولي العهد وللحضور الكرام»، مكرراً التهنئة لجميع الفائزين مشفوعة بالأمنيات الصادقة بأن يتواصل تميزهم وعطاؤهم ونجاحهم.
ثم ألقى الدكتور جورج طانيوس الحلو كلمة الفائزين بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وقال بداية: “اسمحوا لي أن أتوجه إليكم بكلمة شكر مميزة باسم الفائزين بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعام 2016. عميق هو امتناننا وفائض تقديرنا لجود التكريم ورحابة الاستقبال والاستضافة من الكويت بلد الكرم والأصالة. ويزيد تقديرنا إذ يرعى ويشرف بحضوره هذا الاحتفال حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد”.
وأضاف: “العلم والتعليم مفتاح المستقبل في كل بلد وكل زمان لكن للثقافة العلمية أهمية متزايدة حاليا بسبب تسارع التكنولوجيا لقد أدركت الكويت مبكرا هذه الأهمية فأنشأت ودعمت المؤسسات العلمية والبحثية وأخص بالذكر منها جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، واليوم تمثل جائزة الكويت مقياسا رفيعا وشرفا مرموقا يسعى إليه الباحثون والعلماء الكويتيون والعرب أينما وجدوا”، مشيراً الى أنه “يصادف اليوم تاريخ انقلاب الشمس الشتوي وهو أقصر نهار في السنة الشمسية.. تذكرني هذه المصادفة أن حركة الشمس والنجوم والنهار والليل تعد نقطة انطلاق تاريخية لعلم الفلك والرياضيات ولا يخفى على أحد أهمية دور العلماء العرب والمسلمين في تقدم هذه العلوم وفي تحسين ما توصل إليه الإغريق وإيصال المعرفة إلى النهضة الأوروبية”.
وتابع: “العلم مجهود عالمي ومن بالغ الأهمية إعادة الصلات والاندماج في النشاطات العلمية بين العالم العربي وسائر العالم لخدمة البشرية كلها، هنا تكمن القيمة الفائقة لنشاطات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي تجاوز مداها حدود دولة الكويت لتعم العالم بأكمله علاوة على ذلك رعاية المؤسسة لجائزة عبدالرحمن السميط للتنمية الإفريقية التي اكتسبت سمعة عالمية ويتوقع أن يصل صداها إلى أنحاء العالم المختلفة بحيث تنافس الجوائز العالمية المماثلة”.
وأوضح الحلو “لقد جمعت المؤسسة اليوم كوكبة متألقة من الباحثين والمفكرين وإنني أفتخر أن أكون من ضمنهم ويشرفني أن أتحدث باسمهم وفي هذا السياق أتوجه بالتقدير والشكر إلى القائمين على المؤسسة وعلى رأسهم مجلس إدارتها ومديرها العام وإلى العاملين في مكتب الجوائز والإدارات الأخرى ومراكزها على ما شملونا به من حفاوة وتكريم ولا يفوتني التنويه بالتنظيم المميز لهذا الاحتفال”.
وختم بتوجيه الشكر والتقدير لصاحب السمو أمير دولة الكويت رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
كما توجه بالشكر للكويت دولة وشعبا باسم جميع الفائزين مع الإعراب عن أخلص تمنياتنا أن تنعموا جميعا بالصحة والازدهار والاستقرار.
بعد ذلك، تفضل سمو الأمير بتوزيع الجوائز على الفائزين، كما تم إهداء سموه هدية بهذه المناسبة.