فيما تباينت الآراء حيال قرار وزارة الداخلية بمنع ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية وغيرها من الهوايات على جسر الشيخ جابر الأحمد، كشفت مصادر أمنية مطلعة أن القرار مرده إلى الحوادث المستمرة لقائدي الدراجات والتي تسببت بأكثر من وفاة، وضرورة الحفاظ على الأرواح بمواجهة ممارسات بعض المستهترين من قائدي المركبات.
وأشارت المصادر إلى أنه في الآونة الأخيرة قام هواة الدرجات بتنظيم ماراثونات وسباقات للتحدي والتحمل لأعداد تفوق 200 شخص في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن بسبب ممارسات المستهترين من قائدي المركبات اتخذ قرار المنع، موضحة أن الجسر مخصص فقط للمركبات، وهو بثلاث مسارات فقط ولا توجد حارة أمان، يسمح باستقلالها من قبل هواة الدراجات الهوائية.
وإذ لفتت إلى أن من المتوقع مراجعة القرار بعد وضع آلية تنظيمية، أكدت أنه بإمكان هواة الدراجات الهوائية السير في طرقات أخرى مثل شارع الخليج العربي والبلاجات.
وفي الوقت نفسه، كشفت المصادر الأمنية أن الإدارة العامة للمرور تستعد لمواجهة قائدي «البانشيات»، التي يكثر سيرها في الطرق وقت موسم الشتاء، مشيرة إلى أن البعض منهم يقودونها برعونة في الطرق السريعة معرضين حياتهم وحياة قائدي المركبات للخطر، خصوصاً من خلال الحركات البهلاونية التي يقومون بها والاستهتار والسرعة، فضلاً عن إصدار الأصوات المزعجة.
وأوضحت أن «البانشيات» مخصصة للتنزه في المناطق الصحراوية أو بين الشاليهات لكنها محظورة على جميع الطرق، بما فيها السريعة والمناطق الداخلية وبين المنازل، مؤكدة أن رجال المرور سيكونون بالمرصاد لأي مخالفات، وفي حال تم ضبط قائد إحدى «البانشيات» المخالفة فسيتم حجز الدراجة لمدة شهرين وحبس قائدها لمدة 48 ساعة، أما بالنسبة للخليجي والوافد فسيتم إبعاده فوراً من البلاد للمصلحة العامة، في حال تكرار المخالفة.
وكان وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ فيصل النواف، أصدر أول من أمس تعميماً بمنع ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية وغيرها من هوايات على جسر الشيخ جابر الأحمد.
وذكرت «الداخلية»، في بيان، أن التعميم يأتي من منطلق الحرص على سلامة مرتادي الطريق وحماية الأرواح والممتلكات، وفي ظل ارتفاع معدلات الحوادث المرورية في الآونة الأخيرة على الجسر.
ودعت الجميع إلى التعاون مع رجال الأمن والالتزام بقرار المنع واتباع التعليمات والإرشادات والتقيد بالقوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد حفاظاً على سلامة الجميع، مشيرة إلى أنه على امتداد الجسر توجد كاميرات لرصد وضبط السرعة والمراقبة.
وفاة فتاة وإصابة أخرى
صدر التعميم بمنع ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية على جسر الشيخ جابر الأحمد، بعد وفاة فتاة وإصابة أخرى بحادث دهس.
وفي التفاصيل، ضبط رجال النجدة مركبة يقودها مقيم أردني، بعد مطاردة في منطقة الصليبخات، إثر تسببه بحادث دهس على الجسر، لفتاتين كانتا تقودان دراجتين، الأولى أردنية من مواليد 1987 فارقت الحياة قبل وصولها للمستشفى، والأخرى مواطنة من مواليد 1986 أصيبت بكسر في ساقها.
وأوضح مصدر أمني أن قائد السيارة هرب من الموقع، وتبيّن أنه أردني (2003) ومطلوب بقضية إيداع بدار الرعاية في قضية سرقة، ويرافقه شاب (1999) من (البدون)، وأحيلا إلى مخفر الشامية.
اعتراض نيابي
انتقد عدد من النواب قرار منع ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية على جسر حابر، حيث قال النائب أسامة الشاهين: «الحل ليس بالمنع والتضييق على هواة الدراجات الهوائية… بل بمعاقبة المعتدين، وتنفيذ التوصيات النيابية، بمسارات منظمة ومحمية».
بدوره، قال النائب الدكتور عبدالكريم الكندري إن الحكومة تعهدت في جلسة خاصة بحماية قائدي الدراجات الهوائية، وتأمين حارة لهم وتطوير المناطق الجديدة لاستخدام الدراجات، وتحديث قانون المرور لمزيد من الحماية، «لكنها نكثت بتعهداتها».
وفي السياق نفسه، قال النائب الدكتور عبدالعزيز الصقعبي «الحكومة لم تحرك ساكناً لحماية مجتمع الدراجين ومواجهة الفوضى المرورية… أرواح شبابنا أغلى من أن نجامل مسؤولاً».