أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الاثنين 4 أكتوبر، في ستوكهولم، عن أولى جوائز نوبل للعام 2021، والتي كانت في مجال علم وظائف الأعضاء أو الطب.
ومن المنتظر أن يتقاسم الجائزة البالغ قدرها 1.14 مليون دولار، كل من ديفيد جوليوس وأردم باتابوتيان، ومقرهما الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن باتابوتيان، المولود في بيروت بلبنان، عام 1967، هو عالم أحياء جزيئية لبناني-أمريكي من أصل أرمني، وعالم أعصاب متخصص في النقل الحسي.
ودرس باتابوتيان في الجامعة الأمريكية في بيروت لمدة عام قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1986. وتخرج من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1990 وحصل على الدكتوراه من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
وعقب بحث ما بعد الدكتوراه مع الدكتور لو ريتشاردت في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو بارناسوس (UCSF)، انضم إلى هيئة التدريس في معهد أبحاث Scripps عام 2000، حيث يعمل حاليا أستاذا في قسم علم الأعصاب.
كما شغل أيضا منصبا في معهد الجينوم التابع لمؤسسة أبحاث نوفارتيس من 2000-2014. وحصل باتابوتيان على جائزة الباحث الشاب من جمعية علم الأعصاب في عام 2006 وعُيِّن باحثا في معهد هوارد هيوز الطبي في عام 2014. وهو زميل في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (2016) وعضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم (2017).
وتتمحور اهتمامات باتابوتيان العلمية حول كيفية إدراكنا للمنبهات الجسدية مثل درجة الحرارة والضغط.
وقام مختبر باتابوتيان بتحديد وتمييز الجزيئات المسؤولة عن استشعار درجة حرارة البيئة، والتي تبدأ عادة بمستقبلات استشعار التحفيز على الأطراف العصبية.
وحدد فريق باتابوتيان لأول مرة خطا خلويا يعطي إشارة كهربائية قابلة للقياس عندما يتم وخز الخلايا الفردية بممص مجهري (الاداة المخبرية المُستخدمة في التعامل مع الأحجام الصغيرة من سوائل الميكروليترات).
وكان من المفترض أن المستقبل الذي يتم تنشيطه بواسطة القوة الميكانيكية هو قناة أيونية، وفي الخطوة التالية تم تحديد 72 جينا مرشحا يشفر المستقبلات المحتملة.
وتم تعطيل هذه الجينات واحدة تلو الأخرى لاكتشاف الجين المسؤول عن الحساسية الميكانيكية في الخلايا المدروسة. ونجح باتابوتيان وزملاؤه في تحديد جين واحد جعل إسكاته الخلايا غير حساسة للضغط بالممص المجهري.
وتم اكتشاف قناة أيونية جديدة وغير معروفة وحساسة للميكانيكا، وأطلق عليها الفريق اسم Piezo1، المستوحى من كلمة يونانية تعني “ضغط. ومن خلال التشابهه مع Piezo1، وقع اكتشاف جين ثان واسمه Piezo2.
وتوصل الباحثون إلى أن Piezo1 وPiezo2 يلعبان دورا رئيسيا في الحس العميق، وأنهما عبارة عن قنوات أيونية يتم تنشيطها مباشرة عن طريق الضغط على أغشية الخلايا.
وأثبتت الدراسات لاحقا، أن Piezo1 وPiezo2 يشاركان أيضا في تنظيم عمليات فسيولوجية مهمة إضافية بما في ذلك ضغط الدم والتنفس والتحكم في المثانة البولية.
وقالت أكاديمية نوبل إن المعرفة المكتسبة من بحث باتابوتيان تستخدم في تطوير علاجات لأمراض مثل الألم المزمن.