أعادت واقعتا محاولة الانتحار اللتان شهدهما جسر جابر، مساء أول من أمس وصباح أمس إلى الأذهان اتخاذ الجسور وسيلة، إما للحياة أو لكتابة شهادة الوفاة!
فإذا كان للعشاق جسرهم في باريس، فوق نهر السين، والذي اختاره الأحبة ليكون شاهداً على ما يجمعهم من ألفة ومودة، فإنّ للمنتحرين كذلك جسورهم ربما هرباً من ضغوط نفسية أو ظروف اقتصادية أو غير ذلك.
ففي الصين شهد جسر نهر يانغتسي وحده خُمس حالات الانتحار في العالم، يليه جسر البوابة الذهبية (Golden Gate Bridge) بسان فرانسيسكو والذي أطلق عليه جسر الانتحار.
وبالعودة إلى حالات الانتحار التي شهدها جسر جابر، والتي بلغت 4 حالات، 3 منها باءت بالفشل، فإنها لا تنفصل عن مثيلاتها التي حصلت في مناطق أخرى، إلا أن رمزية المكان تدق ناقوس الخطر، قبل أن يتحول الجسر إلى طريق للموت.
ففي أقل من 24 ساعة، باءت بالفشل محاولة انتحار وافدين، أحدهما مصري والآخر هندي، بعدما ألقيا بنفسيهما من أعلى الجسر، إذ حضر الأول إلى المكان على متن سيارة أجرة (تاكسي)، ورمى نفسه من فوق الجسر، فسارع السائق إلى إبلاغ عمليات وزارة الداخلية، ولدى حضور رجال الأمن والمسعفين وعناصر الإنقاذ، تبيّن أن الشخص لا يزال على قيد الحياة وسقط على اليابسة، وأصيب بكسور متفرقة، ونُقل إلى المستشفى بعد عمل إنعاش له.
أما الحالة الثانية، فتعود لهندي أقدم على التصرف ذاته برمي نفسه من على جسر جابر، إلا أن شخصاً يقود طراداً مدنياً شاهده وقام بإنقاذه وأبلغ عمليات وزارة الداخلية، فحضر رجال الأمن والإسعاف، وتم نقله إلى المستشفى.
ولا يقتصر الأمر على الحالتين السابقتين، إذ أقدمت فتاة أسترالية من أصول عربية، وتبلغ من العمر 22 عاماً، على إنهاء حياتها من فوق جسر جابر، فيما أنقذ رجال الأمن في شهر يوليو الماضي مواطنة من الانتحار، بعدما اشتبهوا في تصرفاتها، واتضح أنها كانت تعاني من ظروف نفسية.