كونا – أكدت الكويت دعمها أمن واستقرار ليبيا، ورفض التدخل الخارجي، والدعم الكامل للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في مهامها، وصولاً إلى عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وترأس وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، بالشراكة مع وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة ليبيا الدكتورة نجلاء المنقوش، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، أعمال مؤتمر دعم استقرار ليبيا، أمس، في العاصمة طرابلس.
وأكد الناصر، في كلمة الكويت، على موقفها الثابت والمبدئي في دعم السلطة الليبية الموحدة المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، ودعم كل ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار ليبيا ويحقق تطلعات شعبها.
ودعا الأطراف الليبية كافة إلى تغليب المصالح العليا للبلاد، وإيجاد الحلول السلمية، ونبذ كافة أشكال العنف، وضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات الاجتماعات الدولية، ودعم خطة العمل للجنة العسكرية 5+5 التي أقرت في جنيف إخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية بشكل تدريجي ومتوازن، بما يضمن الترتيبات المطلوبة لعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها 24 ديسمبر 2021، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي بمستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
وأكد حرص الدول العربية على أمن واستقرار ليبيا، وإقرار مجلس الجامعة العربية في دورته العادية 156 في سبتمبر الماضي، خلال ترؤس الكويت له، ما تضمنه من التأكيد على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض كافة أنواع التدخل الخارجي، والدعم الكامل للسلطة الجديدة الموحدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في مهامها المنصوص عليها في خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للوصول إلى عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المتفق عليه في 24 ديسمبر 2021 ودعم مبادرة استقرار ليبيا ولتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2510 و2570 و2571 ومخرجات مؤتمري برلين 1 وبرلين 2.
خريطة طريق وخلال لقاء تلفزيوني مع قناة «ليبيا الأحرار»، أعلن وزير الخارجية أن اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الليبيين، أثمرت اتفاقاً على عقد الجولة الأولى للجنة الكويتية – الليبية المشتركة أواخر العام الجاري، متمنياً إطلاق خريطة طريق لمدة 5 سنوات، بمراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، تعالج كل جوانب العلاقات الثنائية، وترسم مستقبلاً أكثر إشراقاً لروابط البلدين.
القبعة العربية ورداً على سؤال في شأن استعداد الكويت للمساهمة في حل الأزمة الليبية، قال الناصر إن لدى القيادات الليبية من الحصافة والقدرات الريادية للعمل على رؤية أماكن الاختلاف، وأكد دعم الكويت لكل ما يراه الليبيون في صالح بلدهم، وهم يعرفون أكثر في ما يخص مستقبلهم وطريق إدارة أمورهم، لافتاً إلى مشاركة الكويت في المؤتمر بصفتها الوطنية فضلاً عن «القبعة العربية»، في هذا الظرف الخاص الذي تمر به ليبيا.
خروج المرتزقة وفي شأن وحدة الموقف الخليجي تجاه الأزمة الليبية، قال «قد لا أذيع سراً أنه خلال الأزمة الخليجية، كانت هناك استقطابات وتداعيات على الساحة الليبية. لكن هناك (الآن) مرجعيات واضحة في ما يخص خروج المرتزقة والقوات الأجنبية بأوقات متزامنة».
وأضاف: «بعد سنوات عجاف أتت حكومة وحدة وطنية بإجماع وتوافق داخلي ودولي وسط تحديات جسام يلمسها المواطن والشارع الليبي».
واعتبر أن هناك جدية كبيرة في شأن الانتخابات من المجلس الرئاسي والحكومة لإتمام العرس الانتخابي «ونتمنى أن تسير كل الأمور بما يحصن رخاء واستقرار الشعب الليبي».
وأعرب الناصر عن سعادته بزيارته الثانية إلى العاصمة الليبية، ورؤية الحياة مرة أخرى تعود إلى طرابلس الحبيبة، والأعلام ترفرف في شوارعها، ما يؤكد عودة ليبيا إلى الساحة الدولية والإقليمية.
تحيات وتمنيات من سمو الأمير إلى المنفي بالتوفيق والسداد
قبيل المؤتمر نقل وزير الخارجية، أطيب تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، إلى رئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا الدكتور محمد يونس المنفي، وتمنيات سموه الصادقة بالتوفيق والسداد، لما فيه الخير لدولة ليبيا وشعبها.
وجدد الناصر موقف الكويت الداعم لدولة ليبيا وما تتخذه حكومة الوحدة الوطنية، لحفظ سيادة ليبيا وصون أمنها واستقرارها، وتحقيق تطلعات شعبها في السلم والتنمية والازدهار.
والتقى الناصر، رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، حيث نقل تحيات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وتمنياته الصادقة بالتوفيق والسداد لما فيه خير ليبيا وشعبها، مجدداً دعم الكويت الثابت لليبيا وكل ما من شأنه حفظ سيادتها وأمنها واستقرارها.