تعد المبادرات الشبابية أداة استراتيجية فعالة تساهم في التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد الوطني وزيادة إيراداته بتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل شبابية بشكل غير مباشر.وشهدت الكويت أخيرا العديد من تلك المبادرات بهدف دعم وتقديم الخدمات الاستشارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطبيق أفكارها وتأمين البيئة اللازمة لنموها ولعل أبرزها مبادرة (سرداب لاب).
وهذه المبادرة أول تجمع لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من الشباب الكويتي يوفر لهم البيئة المناسبة لدعم تواصلهم ومشاركة تجاربهم وتبادل الخبرات في ما بينهم من خلال الفعاليات المختلفة التي ينظمها لهم لتكون نقطة انطلاق تدعم تحقيق أهدافهم وتساعدهم في تنمية أعمالهم التجارية.
وتسعى (سرداب لاب) إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير المناخ المناسب لخلق الأفكار الإبداعية والابتكارية لدى المبادرين من الشباب الكويتي الطامح إلى إنشاء أعمال تجارية وصناعية تتميز بالإبداع.
وعن أهمية المبادرات الشبابية أجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لقاءات متفرقة مع أعضاء من (سرداب لاب) حيث قال العضو المؤسس حيدر الموسوي إن المبادرة تجمع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفر لهم المساعدات الفكرية والحلقات النقاشية والدورات التدريبية والمتخصصة في مجال التجارة والتقنية لتشجيعهم للانطلاق بمشروعاتهم نحو النجاح.
وأضاف الموسوي أن فكرة تأسيس المبادرة جاءت انطلاقا من افتقار السوق المحلي إلى أماكن يجتمع فيها أصحاب المشاريع لتبادل الخبرات في ما بينهم “وتعتبر من الأفكار الجديدة محليا رغم أنها موجودة على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وأوضح أن المبادرة بدأت نشاطها منذ عام ونصف العام وتوفر للمبتدئين عناصر تدريبية متخصصة في مجال التجارة والتقنية لتطبيق المشروعات الشبابية “ولا تقوم بتطبيق الأفكار المطروحة أو المشروعات بدلا من أصحابها ولا تقدم المساعدات المادية أوالتمويلية لتنفيذها”.
وأكد أنه “رغم الاقبال على هذا النوع من المبادرات الا أنه يقتصر على اصحاب الاختصاص في مجال التطوير والتقنية والتجارة بشكل عام” موضحاان الخدمات التي تقدمها المبادرة تتضمن توفير مكان عمل لاصحاب المشروعات الناشئة لاسيما الذين لا يمتلكون موقعا للعمل جراء صعوبة الحصول على التراخيص التجارية وارتفاع اسعار ايجارات العقارات.
وذكر أن (سرداب لاب) لديها العديد من المتخصصين في كل المجالات التي تخدم اصحاب المشروعات فضلا عن تنظيمها لورش عمل ودورات تدريبية مهنية.
من جهتها اكدت مسؤولة التسويق في (سرداب لاب) سحر عبدالرسول مواجهة صعوبات في اقناع بعض الشباب بأهمية العمل الجماعي.
وأوضحت عبدالرسول أن عملها في التسويق يقتضي جذب أصحاب المشروعات الصغيرة ولفت انظارهم الى تلك المبادرات التي تمثل مساحة للاختصاصات كافة “ومن شأنها المساهمة في استكمال انشطة المشروعات الأخرى المشاركة داخل (سرداب لاب)”.
من جانبها قالت هند الناهض صاحبة أحد المشروعات الصغيرة المشتركة بمبادرة (سرداب لاب) إن فكرة مشروعها (سوشيال لوبي) تقوم على تقديم استشارات توعوية وتدريبية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كيفية ادارة حساباتهم.
وأضافت الناهض أن نشاطها التجاري يرتكز بصورة أساسية على العنصر النسائي لأن المرأة فعالة في استخدام التكنولوجيا “لكنها بسبب عوامل اجتماعية ونفسية كالخجل لا تقوم بتطوير مشروعها او حتى انشاء مشروع خاص بها”.
وأوضحت أن فكرة (سوشيال لوبي) جاءت لمساعدة المرأة في تكوين مشروعها الخاص عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن مدى الاستفادة التي حققتها من الانضمام إلى (سرداب لاب) بينت أن المبادرة تساعد الشباب على تطوير الأفكار وتلبي احتياجات المشروعات الصغيرة كافة فضلا عن أنها تشكل بيئة مناسبة لتحقيق الإبداع والإلهام.