حطت السفينة السلطانية العمانية (شباب عُمان الثانية) رحالها في ميناء الشويخ أمس، في رحلة تحمل اسم (عمان نهج جديد) ضمن رحلتها الأكاديمية على الموانئ الخليجية، حيث تحمل على متنها 28 طالباً من 11 جنسية، وتنتهي رحلتها بالمشاركة في معرض (اكسبو دبي 2020) حاملة معها عبق التاريخ البحري العماني وإنجازات الحاضر المشرق.
وأكد السفير العماني لدى الكويت الدكتور صالح الخروصي، في كلمة بهذه المناسبة، أن الرحلة تحمل أهدافاً ومضامين إنسانية سامية كما تمثل هذه المحطة بداية الرحلة الدولية الخامسة للسفينة في إطار زيارتها لموانئ دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفت الخروصي إلى عمق العلاقات بين سلطنة عمان ودولة الكويت، معربا عن الأمل في تحقيق سفينة (شباب عمان الثانية) النجاح والتوفيق في رحلتها هذه.
وأعرب عن سعادته بحفاوة استقبال الكويت للسفينة التي رست في نقطة ميناء الشويخ وسط استقبال عسكري ومدني حافل حيث كان في مقدمة المستقبلين ممثل آمر القوة البحرية في الجيش الكويتي العميد خالد الراجحي، ومدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية بالوكالة الكابتن بدر العنزي وكبار المسؤولين في المؤسسة ووزارة الداخلية وأمن المواني.
وأشار الخروصي في ردود على أسئلة الصحافيين إلى مكانة الكويت الكبيرة لدى السلطنة مما جعل محطة «سفينة شباب عمان» الأولى الكويت التي هي على رأس الخليج والتي منها يتم الانتشار إلى بقية موانئ مجلس التعاون، حيث ستكون السعودية المحطة الثانية للسفينة.
بدوره، أعرب ممثل آمر القوة البحرية الكويتية العميد خالد الراجحي عن سعادته لاستقبال سفينة شباب عمان الثانية في زيارتها للكويت، لافتاً إلى أنه حدث مهم بعد انقشاع الجائحة على أمل استمرار التعاون بين البلدين في مجال القوات البحرية، مشيرا الى أنه منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي هناك تكامل وتنسيق في التدريبات المشتركة ومنظومة الدفاع بين دوله.
ورداً على سؤال حول خطة تطوير القوات البحرية الكويتية، أكد الراجحي وجود تعليمات عليا بالاستمرار في تطوير القوة البحرية.
من جانبه، رحب مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية بالوكالة الكابتن بدر العنزي بوصول السفينة إلى الكويت، مؤكداً أن طاقمها وكل من على متنها في بلدهم الثاني الكويت مع الاستعداد التام لتقديم كل مايلزم لنجاح رحلة السفينة.
من ناحيته، أشار قائد السفينة الرائد ركن بحري عيسى الجهوري، إلى أن السفينة تنظم برنامجاً أكاديمياً معتمداً بين جامعات السلطنة وجامعات من دول أخرى، حيث تحمل على متنها 28 طالباً من 11 جنسية منهم 26 يبحرون للمرة الأولى وقد استطاعوا التأقلم بعد أيام قليلة من الإبحار، لافتاً إلى أن البرنامج يتكون من قسمين الأول أكاديمي والثاني عملي في البحرية، مشيداً بسرعة تطور مهارات الطلبة والاندماج في فعاليات الرحلة، مشيداً بحفاوة استقبال الجانب الكويتي للسفينة وطاقمها.
رسائل سامية
ربط الخروصي تزامن وصول سفينة شباب عمان الثانية للكويت مع أسبوع الاحتفالات بالذكرى السنوية للعيد الوطني العُماني التي تصادف الثامن عشر من نوفمبر، لافتاً إلى أن السفينة تحمل رسائل سامية في إطار جولتها الدولية، خصوصاً أنها تضم عدداً من الطلبة والأكاديميين بالتنسيق مع جامعتي ميونخ وزغرب في كرواتيا وطلبة من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيقوم الطلبة بزيارة جامعة الكويت وبعض المؤسسات الثقافية بهدف التعريف بالتراث البحري العُماني، كما تضم السفينة فرقة اوركسترا ومعرضاً للصور يعكس التاريخ البحري والحضاري لعمان.
تبادل الخبرات ونشر السلام
أكد عدد من الطلبة القادمين على متن السفينة السلطانية أن الرحلة تستهدف تبادل الخبرات وتعزيز البحث العلمي والثقافي وكذلك نشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة بين الدول.
وعلى صعيد المشتركين والمشاركات من الطلبة على متن السفينة، قالت الطالبة العمانية هاجر كمال البوسعيدي والتي تدرس في الجامعة الألمانية إنه لا وجود لشبكة الانترنت خلال هذه الرحلة وهذا يعتبر تحدياً لهم كطلبة، لكن التدريبات داخل السفينة كانت بمثابة مغامرة لهم وشعروا أنهم عائلة واحدة خلال الأيام الأربعة الأولى من الرحلة.
وأظهرت مدى استمتاعها وزملائها بهذه التجربة الرائعة التي لن تمحى من ذاكرتهم
وأعربت رزان سعد من السعودية عن سرورها للمشاركة في هذه الرحلة التي وصفتها بأنها فرصة لا تتكرر حيث إنه من المتوقع أن نمضي شهراً على متن السفينة نجول بعدة موانئ في دول الخليج، حيث ستكون بلدي السعودية المحطة الثانية للرحلة.
بدورها، أشادت طالبة السياحة والسفر في جامعة زغرب من كرواتيا والمشاركة مع زملائها في هذه الرحلة، بالخبرات الكبيرة التي اكتسبوها من الرحلة، لافتة الى أن هذه الرحلة ستعرفهم على أصول الضيافة في منطقة الخليج.
أما نسيبة المصلي من عمان، فقالت لقد تعلمنا الكثير على متن هذه السفينة وما تحمله من رسائل محبة وسلام فضلا عن المغامرة والعمل بروح الفريق الواحد.
وقالت الطالبة لوريسا كولينزيك من كندا: انها رحلة مدهشة ورحلة لتعلم ثقافة جديدة وتم الترحيب بِنَا، ولكن التدريبات كانت أهم التحديات وعلى الرغم من الصعوبات إلا أنها علمتهم كسر الخوف.