احتفلت السفارة الفرنسية في مقرها بمنطقة الجابرية، مساء أمس، باليوم العالمي لمعلمي اللغة الفرنسية بمشاركة 150 معلماً من المدارس الثانوية والجامعة.
وأكدت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشير أن هذا اليوم موجه لمعلمي اللغة الفرنسية وأيضاً لأولئك الذين يقومون بالتدريس باللغة الفرنسية في دورات تدريبية ثنائية اللغة، في جميع أنحاء العالم، بهدف تعزيز مهنة مدرس اللغة الفرنسية من خلال الأنشطة والفعاليات التي من شأنها تعزيز روابط وتضامن، موضحة أنه يوم يتبادل فيه المعلمون الأفكار، ويجتمعون معاً في لحظات ممتعة، ويشاركون تجاربهم وممارساتهم.
وأضافت، في كلمة لها، «نحتفل هذا العام بمرور 60 عاماً على العلاقات الديبلوماسية والصداقة بين فرنسا والكويت»، لافتة إلى أن «اللغة الفرنسية تُدرّس في الكويت منذ العام 1966، عندما تم إدخالها في النظام المدرسي، أي أنها تكاد تكون متكافئة مع العلاقات التي توحد بلدينا».
وشكرت وزارة التربية والتوجيه الفني لتدريس اللغة الفرنسية اللتين تلتزمان معاً بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية التعاون الثقافي والفني بتاريخ 18 يونيو 1969 وهي السعي إلى التنظيم وتطوير تعليم اللغة الفرنسية في مؤسساتها التعليمية (المادة 2 من الاتفاقية)، مشيرة إلى وجود ما يقرب من 20 موجهاً، وأكثر من 500 مدرس في نظام المدارس الثانوية العامة، وما يقرب من 200 مدرس في المدارس الخاصة بإجمالي 700 معلم لهذه اللغة بالكويت، بالإضافة إلى قسمين فرنسيين منذ العام 2012 في «هيئة التطبيقي»، وفي جامعة الكويت منذ 2014.
وذكرت أن الفرنسية تعتبر اللغة الثالثة التي يتم تدريسها في الكويت، بعد اللغتين العربية والإنكليزية، مما يدل على وجود علاقات قوية ودائمة بين بلدينا، مبينة أن هناك نحو 30000 متعلم كل عام، في الأنظمة العامة والخاصة مجتمعة، وما يقرب من 10000 طالب يدرسون اللغة الفرنسية في الثانوية كل عام.
بدوره، قال مستشار التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية بونوا كاتالا، إن المعهد الفرنسي في الكويت (IFK) تم إنشاؤه منذ ما يقرب من 10 سنوات، في مارس 2012، ويتكون من 10 فصول دراسية، ومكتبة.
وأضاف أن تعلم اللغة الفرنسية يعتبر في صميم نشاط IFK (ضم نحو 1300 طالب سنوياً قبل الوباء)، وتتراوح الدورات المقدمة من مستوى المبتدئين (A1) إلى درجة الماجستير للدراسة في فرنسا (B2)، لافتا إلى أن المركز الثقافي الفرنسي هو المركز الوحيد المعتمد الذي يمنح شهادات الفرنسية في الكويت.
وفي ما يتعلق بالتعاون التربوي بين فرنسا والكويت، أكد كاتالا التوقيع قريباً على مذكرة تفاهم بين فرنسا والكويت لتعزيز التعاون التربوي، إضافة لوجود عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الفرانكوفونية في الكويت، تنفذ من خلال المعهد الثقافي الفرنسي في الكويت منها: دورات لغة فرنسية لهدف محدد (FOS) ضمن برنامج «أطباء الخليج» حيث يذهب 10 ممارسين كويتيين إلى فرنسا كل عام للتدريب، ودورات لغة فرنسية لأغراض محددة (FOS) بموجب اتفاقية مع الحرس الوطني (منذ 2015)،ودورات اللغة الفرنسية ابتداء من المعهد الديبلوماسي (2017 و 2019 و 2021)، ودورات اللغة الفرنسية للمبتدئين القادمة ضمن معهد الدراسات القانونية والقضائية لدعم تدريب القضاة الكويتيين.
من جهته، أعرب الموجه الفني العام لمادة اللغة الفرنسية أنور الكندري عن شكره للسفيرة الفرنسية على دعوة جميع مدرسي الفرنسية في الكويت، لافتا إلى أنهم سيتمكنون من تبادل الأفكار وقضاء لحظات غنية من المناقشات ومشاركة تجاربهم وممارساتهم. يوم المعلم الفرنسي
اليوم العالمي للمعلمين الفرنسيين (JIPF) أو «يوم المعلم الفرنسي»، هو حدث تم إنشاؤه في عام 2019، بمبادرة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون وبدعم من الاتحاد الدولي لمعلمي اللغة الفرنسية (FIPF)، ليكون التاريخ المختار لهذا العام هو الخميس 25 نوفمبر، وسيكون موضوع 2021 من «يوم المعلم الفرنسي» هو (كوفيد 19… ماذا بعد؟).
انضمام الكويت للفرانكوفونية
أشارت السفيرة لوفليشير إلى أن هناك رغبة مشتركة، فرنسية – كويتية، في ضم الكويت إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية، وتم وضع خريطة طريق طموحة نهاية 2020، والتواصل مع المشغلين الفرنسيين مثل الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) وTV5 Monde بهدف إقامة شراكات مع الكويت، إضافة إلى تنفيذ إجراءات لتعزيز ودعم مهنة مدرس الفرنسية بانتظام.
وتابعت «جعلنا دعم تدريس اللغة الفرنسية أولوية، من خلال إجراءات رائدة، مثل التوقيع على إعلان تفاهم لتعزيز التعاون التربوي، والذي سيتم خلال الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى المقبل بين بلدينا، في منتصف ديسمبر في باريس».
بُعد جديد
اليوم الدولي لمعلمي اللغة الفرنسية، اتخذ في نسخته الثالثة بعداً جديداً، حيث اجتمع ما يقرب من 150 مدرساً فرنسياً (من المدارس الثانوية والجامعة) في مقر إقامة السفيرة الفرنسية، خلال حفل استقبال على شرفهم.
تأسيس مجلس الفرانكوفونية
قالت السفيرة الفرنسية إن الفرانكفونية في الكويت، انتقلت حالياً إلى أعلى مستوى من قبل شخصيات مثل وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر. وهذا العام شهد تأسيس مجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت، رئاسته الفخرية لسمو الشيخ ناصر المحمد.
خامس لغة في العالم
قالت السفيرة إن الفرنسية هي خامس لغة في العالم من حيث عدد المتحدثين بها (بعد الماندرين والإنكليزية والإسبانية والعربية)، أي أكثر من 235 مليون شخص يتحدثون الفرنسية يومياً، وما يقرب من 300 مليون شخص قادرين على التعبير عن أنفسهم بالفرنسية، وهي أيضاً اللغة الثانية التي يتم التحدث بها في القارات الخمس (مع اللغة الإنكليزية).