من شركة المطاحن، إلى مزارع مربي الثروة الحيوانية، تدحرجت كرة زيادة أسعار الأعلاف التي بدأ تفعيل تسعيرتها الجديدة مع بداية ديسمبر الجاري، وسط تباين في وجهات النظر وتفسير القرار بين الجهات المعنية.
ففيما رأت شركة مطاحن الدقيق والمخابز أن الأمر وصل منتهاه في قضية تحمّلها للخسائر وتثبيت الأسعار رغم الزيادة العالمية منذ 6 سنوات وتكاليف المواد الأساسية للأعلاف وما يتعلق بها من شحن وتأمين، انتقد مربو الماشية الزيادة، مؤكدين أنهم تلقوا ضربة قوية، بالقفزة التي قفزتها أسعار الأعلاف المدعومة.
وحذروا من أن الأمر سينعكس ارتفاعاً بأسعار اللحوم والألبان والأجبان، وهو ما حدا باتحاد مربي الثروة الحيوانية لمناشدة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، التدخل وإنهاء أزمة توفير الأعلاف للمربين، لا سيما أن تداعيات القرار انعكست على أسعار الحشائش التي قفزت بنحو 20 في المئة.
ولم يقتصر القرار الجديد برفع أسعار الأعلاف الذي أصدرته الشركة، على الأعلاف غير المدعومة، بل انسحب تلقائياً على أسعار الأعلاف المدعومة، التي أضيفت قيمة الرفع على السعر الأساسي لها، مع بقاء قيمة الدعم ثابتة، وهو أمر أصاب المربين بخيبة أمل كبيرة في ظل قلة الأمطار والانعكاسات السلبية للقرار.
وتفاعلاً مع الموضوع، قال النائب صالح الشلاحي إن «الدول المتقدمة تبذل الأسباب للمحافظة على الأمن الغذائي، ومن ضمنها دعم كل ما له ارتباط به، والارتفاع المفاجئ لأسعار الأعلاف له أثر سلبي على الأمن الغذائي والمستهلك وبالتبعية الأمن الصحي، لذلك نحتاج لقيادي مهمته ليست فقط إصدار القرارات، من دون معرفة آثارها».
بدوره، طالب النائب الدكتور أحمد مطيع وزير التجارة بإصدار قرار بالعودة للأسعار السابقة، مؤكداً أنه من غير المقبول إطلاقاً رفع أسعار أعلاف الماشية، وهذا الأمر يضر مباشرة المواطنين من مربي الماشية وينهكهم. وقال مطيع: «إن الثروة الحيوانية من أهم مصادر أمننا الغذائي وأماننا الإقتصادي، لذا يجب تشجيع أصحابها ودعمهم لا إحباطهم والتضييق عليهم».
دعوا الجهات المسؤولة لدعمهم بدل محاربتهم
مربّون: قرار ظالم انعكاساته ستطول المستهلك
شدد عدد من المربين على أن قرار زيادة أسعار الأعلاف ظالم وغير مبرر ويحملهم أعباء إضافية، وسينعكس سلباً على المستهلك أيضاً من خلال ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية من اللحوم والحليب ومشتقاته. وبيّنوا أن المستفيد في ذلك تجار الحشائش الذين سيسوقون منتجاتهم ويرفعون أسعارها أيضاً.
فقد قال المربي حسين الردنان الذي تسلم أعلافه أمس من شركة المطاحن، إن «القرار سيكون له انعكاس سلبي على السوق المحلي وتحديداً على المربين».
وأضاف أن «قرار رفع أسعار الأعلاف، تسبب في رفع أسعار جميع الحشائش والأعلاف في السوق، وتسبب في إثقال كاهل المربين الذي يعانون أصلاً من مشاكل عدة»، مطالباً بإعادة النظر في الأسعار «ودعم المربين بدلاً من محاربتهم».
من جانبه، أشار المربي محمد الدوسري إلى أن «قرار رفع أسعار الأعلاف قرار مدروس، وهدفه انتفاع بعض المسؤولين الذين يتاجرون في الحشائش، ويستوردونها من الخارج».
وأضاف أنه «بسبب القرار ارتفعت أسعار الحشائش من قبل التجار بنسبة 20 في المئة، مما يخلف أضراراً للمربي والمستهلك والدولة بشكل مباشر… والمطلوب محاسبتهم وليس رجوعهم عن القرار».
بدوره، طالب المربي عبدالله الرشيدي بضرورة خفض أسعار الأعلاف التي ارتفعت فجأة ومن دون سابق إنذار، مما أدى إلى ضرر المربين الذي سيتكبدون خسائر كبيرة نتيجة رفع الأسعار بنسبة 25 في المئة.
وقال إن «رفع الأسعار بهذه الطريقة مبالغ فيه، ولم يكن هناك إنذار وتنبيه للمربين، فأين من يطالبون بدعم الأمن الغذائي ودعم المواطنين ويتشدقون بضرورة الحفاظ على الأمن الغذائي؟».
المصدر: الراي