زيارة ولي العهد السعودي إلى الكويت… ترسيخ التكامل الثنائي وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات

تواكب زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دولة الكويت، قبل أيام من القمة الخليجية الـ42 التي تعقد في المملكة العربية السعودية منتصف ديسمبر الجاري، تطلعات قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما للمرحلة المقبلة المعتمدة على التعاون والتكامل والمصير المشترك.

وتربط دولة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة علاقات تاريخية وثيقة، ذات طابع خاص، تتسم بالنهج الثابت القائم على أسس راسخة صنعتها القواسم المشتركة والمواقف التاريخية منذ عقود.

وتعد زيارة الأمير محمد بن سلمان التي ترسخ عمق العلاقات الوطيدة والمتجذرة بين البلدين، ثالث زيارة رسمية له بعد زيارته الثانية في 30 سبتمبر 2018، والتي سبقتها الزيارة الرسمية الأولى في مايو 2015.

السفير الخالد: ما بين الكويت والسعودية نموذج للعلاقات بين الدول

أكد سفير الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشيخ علي الخالد، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة لدولة الكويت، في ختام جولته الخليجية، تأتي استمراراً للتعاون الأخوي بين البلدين وتحمل ملفات مهمة في مجالات متعددة.

وأضاف السفير الخالد، في تصريح أمس، أن الزيارة تأتي في توقيت مهم قبل انعقاد القمة الخليجية المزمع إقامتها هذا الشهر في الرياض، ما يُشير إلى أنها تأتي لزيادة توحيد المواقف وتقاربها وهو ما يصب في مصالح البلدين ودول الخليج عامة.

وبيّن أنّ من الملفات المهمة التي سيتم التطرق إليها الاستثمار المتبادل بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري وتسهيل إجراءات المستثمرين، مشيراً الى أن الزيارة تحمل أيضاً ملفات الأمن وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وتبادل المعلومات في ما يعزز أمن البلدين والمنطقة واستقرارها.

وقال إنّ التعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، والمبادرات التي أطلقها ولي العهد السعودي أخيراً محل اهتمام، وكذلك بحث تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، وصولاً إلى الأهداف المرجوة منها، والوصول الى انتاج الطاقة المستدامة النظيفة.

وأشار إلى أن الوفد الكبير المرافق لولي العهد السعودي من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال السعوديين، سيعطي فرصة ثمينة للالتقاء بنظرائهم من المسؤولين ورجال الاعمال الكويتيين وبحث مجالات التعاون المتعددة ويفتح آفاقاً للتعاون الاقتصادي المشترك لتحفيز القطاعين الحكومي والخاص، وصولاً إلى تبادلات تجارية واستثمارية نوعية تخدم (رؤية الكويت 2035) و(رؤية المملكة 2030) وتُعزّز فرص الشراكة بين القطاعين الخاصين في البلدين.

وأكد أنّ العلاقات الكويتية – السعودية متينة وقوية وراسخة في تاريخ البلدين، والزيارات المتبادلة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تؤكد وترسخ هذه العلاقة التي تعتبر نموذجاً للعلاقات بين الدول، وتمهد لزيادة التعاون وتوحيد المواقف في جميع المحافل.

معصومة المبارك: تهيئة عوامل نجاح القمة الخليجية

أكدت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتورة معصومة المبارك أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت ضمن جولته الخليجية، ودورها في ترسيخ العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقالت إن هذه الزيارة تأتي في إطار خطوات إنجاح القمة المقبلة ومعالجة الملفات العالقة وتذليل العقبات، لافتة إلى أن مثل هذه الزيارات التي تسبق انعقاد القمة الخليجية تهيئ عوامل نجاحها من خلال التنسيق بين دول الخليج والقيادة السعودية بصفتها البلد المستضيف.

وأضافت أن المملكة قطعت شوطاً طويلاً في إطار تعزيز العلاقات الإقليمية، وهي خطوات إيجابية قامت بها الرياض «وسنشهد ثمارها في المستقبل القريب».

وأبدت تطلعها بأن تشهد القمة الخليجية المقبلة إنجازاً يضع منطقة الخليج ضمن إطار الاستقرار السياسي، في خضم علاقات دولية مضطربة وغير مستقرة.

إبراهيم الهدبان: أعلى درجات التنسيق وسط الظروف الإقليمية الراهنة

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان إنه مع قرب موعد انعقاد القمة الخليجية لابد أن يكون هناك طرح لوجهات النظر المشتركة والمتبادلة بين قيادتي البلدين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تُبيّن قوة الروابط الكويتية – السعودية والتنسيق الدائم بينهما.

وأضاف الهدبان أن الديبلوماسية السعودية تميزت بنشاطها المكثف في المنطقة في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن النشاط الذي يقوم به ولي العهد السعودي في جولته الخليجية يعيد إحياء دور مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أنه وسط الظروف الإقليمية الراهنة والتطورات في الشرق الأوسط، يتحتم على دول المنطقة أن يكون بينها أعلى درجات التنسيق مما يتطلب في مرحلة من المراحل تطابق في المواقف مع احتفاظ كل دولة بخصوصيتها.

عبدالعزيز العويشق: اتفاق بين البلدين في تقييم التحديات والأخطار

رأى الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالعزيز العويشق أن «زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت تجدد التأكيد على مركزية العلاقات السعودية – الكويتية الراسخة في أواصر القربى والأخوة والتاريخ العريق والحاضر المزدهر والمصير المشترك»، لافتاً إلى أن «المملكة هي العمق الاستراتيجي لدولة الكويت وأن الكويت الامتداد الاستراتيجي والحضاري للمملكة».

وأضاف أن «البلدين يتفقان في تقييمهما للتحديات والأخطار التي تحيط بالمنطقة، ويتفقان على ضرورة التصدي لها من خلال التعاون والتنسيق ووحدة الصف والكلمة، وتنسيق العمل السياسي والديبلوماسي وتعزيز التعاون العسكري والأمني لمواجهتها».

وأوضح العويشق أن «البلدين شريكان اقتصاديان وتربطهما علاقات تجارية جيدة، إذ يبلغ التبادل التجاري أكثر من ملياري دولار سنوياً، بالإضافة إلى الاستثمارات المتبادلة وحجم استثمارات الشركات السعودية في الكويت الذي يتجاوز المليار دولار».

وذكر أن «هناك بالمثل استثمارات كويتية كبيرة في السوق السعودية فيما أعلنت (الهيئة العامة للاستثمار الكويتية) عزمها على الاستثمار في مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) اللتين أعلن عنهما ولي العهد السعودي وهما مبادرتان مهمتان جداً لهيئة الاستثمار الكويتية».

وأكد العويشق أن هناك مجالاً واسعاً لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، بالاستفادة من الفرص الضخمة التي توافرها «رؤية السعودية 2030» ورؤية «كويت جديدة 2035»، اللتان تهدفان إلى تحقيق التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وذلك من خلال زيادة الاستثمارات المشتركة في البنى التحتية وتطوير وسائط النقل والمواصلات بينهما، وتعزيز التواصل بين الأشقاء في البلدين.

علي الدبكل: تنسيق الرؤى تجاه القضايا العربية

لفت أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي الدبكل إلى أن «زيارة ولي العهد السعودي للكويت والجولة الخليجية، لهما أهمية خاصة في هذا التوقيت بالذات، لما تشهده المنطقة من أزمات وتدخلات خارجية»، مؤكداً أن التكامل والتنسيق الخليجي وتوحيد المواقف الخليجية مطلوب، خاصة أن هذه الجولة تأتي قبل القمة الخليجية المرتقبة الأسبوع المقبل.

وأضاف أن تنسيق المواقف مهم جداً بين البلدين لما تمتلكانه من علاقات لها امتداد طويل بالتاريخ بين الدولتين والأسرتين الحاكمتين وبين الشعبين، مؤكداً أن التنسيق الدائم بين القيادتين مهم للوصول إلى بلورة سياسة خليجية موحدة تكون نواة لسياسة عربية ولم الشمل العربي.

وأشار الدبكل إلى أن هناك ملفات عدة سيتم طرحها خلال الزيارة تتعلق بالتعاون والتنسيق السعودي – الكويتي كما هي في منظمة «أوبك +» من مواقف موحدة للكويت والسعودية، وأيضاً الاستثمارات والتجارة البينية.

كما أشار إلى أن «الزيارة ستكون أيضاً فرصة لتنسيق الرؤى تجاه القضايا العربية الأخرى، مثل فلسطين ولبنان وليبيا والأزمة اليمنية التي أدت الكويت فيها دوراً مهماً، وحاولت حل الأزمة اليمنية والتوسط لحلها».

وشدد على «أهمية الزيارة لزيادة التنسيق وتوحيد المواقف بين السعودية والكويت تجاه القضايا الإقليمية والدولية ومواجهة التدخلات من جانب إيران في المنطقة، لما نعرفه من أن المملكة والكويت دائماً رؤاهما مشتركة في هذا الجانب».

عبدالله الجحلان: الجانب الاقتصادي على جدول الأعمال

قال الأمين العام لهيئة الصحافيين السعوديين نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب الدكتور عبدالله الجحلان إن زيارة ولي العهد السعودي لدولة الكويت تأتي استكمالاً لجولته الخليجية، وامتداداً لما تم التأسيس له من علاقة متجذرة وطويلة بين البلدين لأكثر من 130 عاماً.

وأضاف أن «الملفات الملحة في المنطقة هي التي ستفرض أجندتها على الزيارة في ما يتعلق بالوضع الأمني في منطقة الخليج والمنطقة العربية ككل، وكذلك الجانب الاقتصادي على أصعدة مختلفة، منها الجانب النفطي والإنتاج المشترك بين البلدين والتبادل التجاري بينهما الذي تعزز في الفترة السابقة كثيراً»، آملاً أن «يكون أكثر في القادم من الأيام».

وأوضح الجحلان أن «هذه الزيارة لها أبعاد مختلفة كونها تسبق القمة الخليجية المزمع عقدها هذا الشهر، وتأتي للتشاور وترتيباً لموضوعات ستطرح في هذه القمة وللمصالح البينية بين البلدين لاستكمال ما اتفق عليه من مشاريع وتعزيز للاتفاقيات التي سبق أن بحثت ونوقشت».

وأعرب عن تطلعه لأن تكلل هذه الزيارة باستكمال الاتفاقيات والمشاريع التي أسس لها مسبقاً، وأن تبرز لشعوب المنطقة الجهود التي يقوم بها قادتهم لتحقيق مصالح شعوبهم.

منيف الملافخ: العلاقة المتينة تجعل البلدين… بمثابة الدولة الواحدة

أكد أستاذ العلوم السياسية السعودي الدكتور منيف الملافخ أن «زيارة ولي العهد السعودي إلى الكويت تعكس العلاقة المتينة بين البلدين التي تجعلهما بمثابة الدولة الواحدة، إذ تحظى الكويت بمكانة خاصة لدى المملكة وقيادتها وشعبها».

وأشار إلى أن الزيارة ستناقش عدداً من الملفات التي تهم المنطقة بشكل عام، وتحديداً منطقة الخليج بشكل خاص، من ضمنها الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، فهي ملفات تمثل محور طبيعة العلاقات السياسية بين دول الخليج ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال إن «الملف السياسي سيكون حاضراً خلال الزيارة، إذ إن المنطقة الخليجية استراتيجية وحيوية وحساسة فهناك أطماع وهناك دول تحاول بسط نفوذها سواء دول إقليمية أو عالمية»، مؤكداً أن أمن المنطقة الخليجية مرهون بوحدة مجلس التعاون الخليجي ومدى التنسيق والتكامل بين دوله في مواجهة الأخطار المحدقة.

وأضاف الملافخ أن «من ضمن التحديات التي من الممكن أن تكون مطروحة للنقاش مسألة تهريب المخدرات إلى دولنا، وهو ما يهدد الأمن الاجتماعي في دول الخليج، وهناك أيضاً الإرهاب والأفكار غير المقبولة».

وأشار إلى أن الملف الاقتصادي ملف مشترك يربط دول مجلس التعاون، إذ تقوم العلاقات الاقتصادية بين المملكة والكويت على التنسيق والتكامل، ما أثمر إنشاء «مجلس التنسيق السعودي – الكويتي» في شهر يوليو من العام 2018.

وأوضح الملافخ أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في 2018 إلى ما يقارب 8.5 مليار ريال (نحو 2.266 مليار دولار)، ما يدل على أن التكامل والتبادل التجاري والاستثمار والعلاقات الاقتصادية بين البلدين آخذة في التطور والنمو.

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.