أيقظ تسجيل الحالة الأولى بالسلالة الجديدة لمتحوّر «أوميكرون» من فيروس «كورونا» المستجد جذوة مراكز التطعيم، التي شهدت أمس إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين لأخذ الجرعة التعزيزية الثالثة من التطعيم المضاد لـ«كوفيد 19».
وأعاد «أميكرون» مشاهد الفترة الأولى لوصول اللقاحات إلى البلاد مطلع العام الجاري، إذ تدفق الراغبون بتلقي التطعيم لأخذ الجرعة الثالثة، لاسيما بعد أن أكدت الشركات المصنعة للقاحات، وعلى رأسها شركة «فايزر»، أن الدراسات المختبرية الأولية أظهرت أن 3 جرعات من اللقاح تعمل على تحييد متحور «أوميكرون».
وبحسب «فايزر»، فإن البيانات أظهرت أن الجرعة الثالثة من اللقاح تزيد من الأجسام المضادة المعادلة بمقدار 25 ضعفاً مقارنة بجرعتين ضد «المتحور».
ويبدو أن هذه النتائج وتسجيل أول إصابة بالمتحوّر الجديد في البلاد أول من أمس وتواصل التشجيع من وزارة الصحة وأبطال «الجيش الأبيض» على تلقي «التعزيزية»… كلها عوامل متراكمة شجعت الكثيرين على الإقبال على تلقي اللقاح، حيث بدا مركز التطعيم في أرض المعارض بمشرف ساحة تسابق بين الراغبين بالحصول على الجرعة الثالثة، ومنهم مَن عاد أدراجه بسبب الازدحام الكبير.
وفيما ضاعف المركز عدد الممرضين والمنظمين لتلبية الطلبات الكثيفة من قبل الراغبين في أخذ الجرعة الثالثة، ألمح مصدر طبي لـ«الراي» إلى «إمكانية العودة للعمل وفق التنظيم السابق لأخذ الجرعة الثالثة، بحيث تصل رسالة إلى الشخص المعني تُحدد موعدها، ولا يتم استقبال مَنْ ليس لديه موعد مسبق، بهدف تنظيم العمل ومواجهة التدفق الكبير».
وأشار إلى أن وزارة الصحة كانت قد سمحت لمَنْ يرغب بتلقي الجرعة التعزيزة بالذهاب إلى مركز مشرف من دون موعد، إلّا أن عدم إلزامية هذه الجرعة جعل الكثيرين يتقاعسون عن تلقيها، لكن «المتحوّر» الجديد عاد وغيّر حساباتهم.
تنوي السفر… «خذ الثالثة»
نشر الدكتور فهد النجار نتائج أول دراسة من جنوب أفريقيا، تشمل أول أسبوعين فقط من انتشار «أوميكرون»، وجاءت كالتالي:
دخول المستشفيات
80 في المئة تحت سن الـ50
28 في المئة بين 30 و39 عاماً
19 في المئة أطفال تحت الـ9 أعوام
9 وفيات
5 أكبر من 60 عاماً
4 بين 26 و36 عاماً
وأكدت الدراسة أن الجرعة الثالثة سيطرت على أكثر المتحوّرات خداعاً لنظام المناعة (بيتا)، وفق النجار، الذي ختم بالقول: «تنوي السفر خُذ الثالثة».
امتثال لنصائح الأطباء
قالت المواطنة عائشة محمد إنها جاءت إلى مركز التطعيم لأخذ الجرعة الثالثة، امتثالاً لنصائح الأطباء الذين أكدوا ضرورة أخذها لمواجهة «المتحور» الجديد.
وأضافت ان «التنظيم جيد على الرغم الإزدحام والطوابير التي وصلت إلى خارج صالة المركز».
من جانبه، قال المواطن سالم مجيد إن «الازدحام شديد وشعرت باختناق بسبب الطوابير الطويلة»، متمنياً أن يكون هناك مركز خاص لتطعيم كبار السن بدلاً من حالة الفوضى مع وجود جميع الفئات.
وأضاف وهو يتحدث لـ«الراي» بعيد تلقيه الجرعة، إن «الوقت كان طويلاً للوصول إلى غرفة التطعيم، كما كان متعباً ومرهقاً بالنسبة لي، وأنا حالياً أشعر بالدوخة والإعياء بسبب الوقوف الطويل».
وفي السياق نفسه، قالت المواطنة أم فيصل، التي حضرت مع ابنتها إلى مركز التطعيم، «إنها جاءت لأخذ الجرعة الثالثة بناء على نصائح الأطباء، ونسأل الله أن يحمي الجميع من الأمراض وأن يحمي الكويت من جميع الشرور والأوبئة».
وأضافت «ان عملية التنظيم جيدة وقد وصلت إلى المركز مع ابنتي، وكان هناك استقبال من قبل المنظمين الذين يقفون في الخارج لمساعدة كبار السن في الوصول إلى المركز».
الجارالله: نتفاءل ولا نتهاون
أكد رئيس اللجنة الاستشارية العليا لمواجهة «كورونا» الدكتور خالد الجارالله، أن أخذ اللقاح بجرعاته الثلاث والتفعيل الدائم للاحتراز والتيقظ الوقائي، يسهم في استمرار انحسار الحالة الوبائية وحالة الانفتاح، مضيفاً «نتفاءل ولا نتهاون وندعم جهود الدولة».
وأضاف ان الإفصاح بعد التثبت بالتسلسل الجيني للمتحوّر المستجد، هو التصرف المتوافق مع التوجيه الأممي والأصول المهنية.
فهد النجار: أمر يُنافي العِلم… إيهامنا بأن المطعّم مثل غير المطعّم
رأى استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور فهد النجار، أن «دخول الفيروس مع شخص مطعّم من دون أعراض أمر وارد ومعروف علمياً، لكن أن يُستغل هذا الحدث لإيهامنا أن المطعّمين مثل غير المطعّمين هو أمر يُنافي العِلم».
وأوضح النجار أن فرصة انتقال العدوى من شخص غير مطعّم أكبر، كما أن فرصة إصابة غير المطعّم ودخوله إلى المستشفيات وتشكيل ضغط على النظام الصحي أكبر، بيد أنه أكد في الوقت نفسه أنّ لا داعي للهلع نهائياً، «فنحن مجتمع غالبيته محصن».
ولفت إلى أن الإجراءات الحدودية تؤخر دخول الفيروسات ولا تمنعها 100 في المئة، مشيراً إلى ما حدث في نيوزيلندا التي أغلقت حدودها بشكل صارم، ثم دخل الفيروس إليها.
وتطرّق النجار إلى إحدى الدراسات التي أُجريت على 840 ألف شخص ونشرت في أعرق المجلات الطبية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، مشيراً إلى أنها أظهرت أن نسبة الوفيات من «كوفيد 19» في المجموعة التي تلقت جرعتين من فئة «أكبر من 50 سنة» كانت أكبر منها في مجموعة الجرعة الثالثة، حيث إن جرعة فايزر «الثالثة» قلّلت نسبة الوفاة بـ 90 في المئة.