كويت تايمز: قصة إنسانية غريبة شهدتها المملكة العربية السعودية أخيرا، فلم تكن تتوقع الطفلة بشاير الرشيدي، المصابة بتليف في الكبد، أن رحمة الله سترزقها بالممرضة السعودية عبير العنزي، لتتبرع لها بجزء من كبدها، لتصبح أول ممرضة سعودية تتبرع بجزء من كبدها لطفلة.
الممرضة عبير العنزي في العقد الثاني من عمرها، لا تربطها أي صلة قرابة بالطفلة بشاير، وعلمت عن حاجتها للتبرع عن طريق موقع «تويتر»، فاستجابت لنداءات ومناشدات والد الطفلة، وتواصلت مع عائلتها، وحينما تأكدت من تفاصيل حالة الطفلة الصحية، عقدت العزم على التبرع لبشاير الموجودة في مستشفى الأمير سلطان الطبية بمدينة الرياض.
وقبل أن تصل الممرضة عبير العنزي التي تعمل بإدارة التمريض في «صحة الجوف»، إلى مدينة الرياض، ذهبت برفقة والدتها لأداء العمرة في مكة المكرمة، حيث استخارت في بيت الله الحرام، في أمر التبرع للطفلة، وما إن أنهت عمرتها حتى بلّغت عائلة الطفلة أنها ستحضر إلى الرياض للتبرع.
وفي 28 ديسمبر الماضي، تمت زراعة الكبد للطفلة بشاير، وذلك بعدما أجريت جميع الفحوصات والتحاليل اللازمة، حيث تطابقت تحاليل المريضة والممرضة معاً، وتكللت العملية بالنجاح، وخرجت الممرضة والطفلة من غرفة العمليات، بصحة جيدة.
وحينما عرضت عائلة الطفلة مبلغاً مالياً على عبير مكافأة لها لتبرعها لطفلتهم، رفضت تقاضي ولو هللة واحدة، مؤكدةً أنها أقدمت على ذلك لوجه الله وحده.
وتلقت الممرضة اتصالاً هاتفياً من وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، حيث ثمّن العمل الذي قامت به، مؤكداً أصالة معدنها ورسوخ المفاهيم التمريضية وقيمها الإنسانية الجليلة لديها.