«التربية» أعلنت نتائج دراسة «ميزة»: الجيل الحالي لا تناسبه الطرق التعليمية القديمة

أعلنت وزارة التربية نتائج دراسة (ميزة) التجريبية التي عقدت في ديسمبر الماضي في 267 مدرسة إبتدائية ومتوسطة بمدارس التعليم الخاص والحكومي، والتي أوصت بضرورة تطوير طرق التعليم، موضحة أن الجيل الحالي لم تعد تناسبه الطرق التعليمية القديمة.

وأكد وكيل وزارة التربية المساعد لقطاع البحوث والمناهج التربوية مدير المركز الوطني لتطوير التعليم بالإنابة صلاح دبشة أن الدراسة تستهدف بناء وتنمية قدرات الطلاب حيث تركز على التدريب وليس القياس.

وأشار دبشة خلال مؤتمر صحافي عقده صباح أمس لتحليل نتائج دراسة ميزة الوطنية عبر برنامج zoom إلى أن الحد الأدنى من كفاءة طلبة الصف الخامس الإبتدائي في كل من مدارس التعليم العام والخاص في المواد الدراسية بلغ 47.1 في المئة، مبيناً أن نتائج كفاءة الطلبة في اللغة العربية بلغت 57.5 في المئة واللغة الإنجليزية 47.2 في المئة، والرياضيات 36.1 في المئة والعلوم 47 في المئة.

وأضاف أن الحد الأدنى من كفاءة الطلبة في الصف التاسع المتوسط في كل من مدارس التعليم العام والخاص في المواد الأربع الدراسية المذكورة آنفاً بلغ 38.7 في المئة، وأن نتائج الطلبة في اللغة العربية بلغت 44.3 في المئة واللغة الإنجليزية 43.7 في المئة، والرياضيات 29، أما العلوم 37.5، مشيراً إلى أن متوسط الحد الأدنى الذي يجب أن يصل إليه الطلاب هو 75 في المئة.

وأكد دبشة أن «نتائج الدراسة التجريبية تشير إلى أننا مازلنا بحاجة للعمل من أجل رفع نتائج الطلبة ومستوى التحصيل العلمي لديهم، خاصة وأن الجيل الحالي يختلف عن الأجيال السابقة ولا تناسبه الطرق القديمة التي كانت تؤتي ثمارها مع الأجيال السابقة»، مشدداً على التعاون والتكاتف من أجل تشخيص مواطن القوة والضعف لوضع الخطط اللازمة، موضحاً أن وزارة التربية والمركز الوطني لتطوير التعليم لديهما العديد من المشاريع لتطوير المنظومة التعليمية لاسيما مع استعداد الجميع للتطوير وتوفير الإمكانيات والخبرات اللازمة.

ولفت دبشة إلى أن نتائج الاستبانات المرافقة لدراسة ميزة الوطنية التجريبية قد أظهرت الاختلاف بين حب الطلبة للمواد الدراسية من مدرسة لأخرى ومن منطقة تعليمية لأخرى ومن معلم لآخر، حيث أظهرت أن حب الطلبة لمادة العلوم بلغت نسبته 91 في المئة، واللغة الإنجليزية 81، واللغة العربية 89، والرياضيات 79.7، مشيراً إلى أن الاستبانات قد أظهرت أن 94 في المئة من الطلاب يحبون تعلم أشياء جديدة ما يستدعي تطوير المعارف بشكل جديد ومختلف، وهذه النتائج بحاجة إلى دراسة مفصلة لترسيخ المعايير والخبرات التي يكتسبها الطلبة خاصة المهارات المتعلقة بالتفكير.

وأشار دبشة إلى أن 93.9 في المئة من الطلبة يحبون المدرسة و46 في المئة يشعرون أن الواجبات المنزلية كثيرة، وبالتالي لابد من إيجاد آلية للتنسيق بين المواد لتقنين حجم الواجبات بما يتناسب مع وقت الطلبة ومتطلبات المادة الدراسية، كما وصل عدد الطلبة الذين يشعرون بأن أعداد الطلبة في مدارسهم كبيرة وصلت إلى 49.9 في المئة ما يستدعي ربط هذا الشعور بتحصيل الطلبة الدراسي ونتائجهم.

فاقد تعليمي كبير… بسبب «الجائحة»

في حوار مع الصحافيين على هامش المؤتمر حول تأثير جائحة كورونا على نتائج دراسة «ميزة» الوطنية التجريبية قال دبشة: أثرت جائحة «كورونا» بالتأكيد على التحصيل العلمي للطلبة واكتسابهم للمعارف والمهارات ما نتج عنه فاقد تعليمي كبير مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يمنع تطبيق الدراسة خصوصاً وأنها تعتبر ضمانة لجهة محايدة لتحديد متطلبات رفع المستوى التحصيلي للطلبة، مؤكداً أهمية وجود دراسة ميزة في الأزمات والاحتياج لها من أجل تعويض الفاقد التعليمي من جهة، وإثراء العملية التعليمية من جهة أخرى وإكساب الطلبة المهارات المطلوبة وفق مراحلهم الدراسية.

إجراء الدراسة بشكل سنوي

قال دبشة «نتطلع إلى تطبيق هذه الدراسة بشكل سنوي لإعطاء نتائج سنوية وتشخيصها بشكل عام إضافة إلى أن نتائجها تعتبر مصدراً للبيانات والجهات المحلية أو الإقليمية أو الدولية المعنية في شأن التعليم خصوصاً وأن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة يتطلب توفير تقييم وطني للطلبة في التعليم العام والخاص في أي دولة من الدول كل 5 سنوات ولكننا نتطلع إلى تطبيقه بشكل سنوي من أجل العمل المستمر والمتواصل لرفع مستوى التعليم وهذا القرار لم يبت فيه حتى الآن».

وأشار دبشة إلى أن دراسة ميزة كانت لها عدة أهداف منها تدريب الطلبة والهيئتين التعليمية والإدارية على أداء الاختبارات الإلكترونية لتجاوز كافة المعوقات التي تتعلق بالاختبار الحقيقي ما نتج عنه توفير 267 مدرسة مدربة على أداء اختبارات ميزة الوطنية، إضافة إلى تدريب فريق (ميزة) والمشرفين على كيفية التعامل مع المواقف والأحداث واكتساب الخبرة من أجل بلورة وتطوير الأدوات لتطبيق الدراسة الأساسية بشكل تقل فيه المعوقات وتطوير البرنامج الخاص ببرنامج «ميزة» من الناحية التقنية.

9 معايير لقياس الجوانب الإدراكية

أوضح دبشة أن «التواجيه الفنية قد وضعت أسئلة الاختبار وفق معايير محددة لقياس الجوانب الإدراكية بـ 9 مستويات والنتائج الحالية ستتيح لنا التعديل على هذه الأسئلة لتطبيقها في الدراسة الأساسية»، مضيفاً أن التطبيق التجريبي يعتبر مؤشراً لتحصيل الطلبة التعليمي الحالي وبالتالي هذه الدراسة تعتبر تغذية راجعة بهدف النهوض بالعملية التعليمية وللوصول إلى الصورة المثلى.

رفع النتائج إلى وزير التربية

أكد دبشة أن تقرير نتائج الدراسة وتحليلها سيتم رفعه إلى وزير التربية الدكتور علي المضف مع إشراك أكاديميين وخبراء فيه من الميدان التربوي وذلك بعد تطبيق الدراسة الأساسية في 13 مارس المقبل لاتخاذ القرارات الخاصة بالنهوض بالعملية التعليمية، مبيناً أن البرنامج سيوزع على كافة المدارس التي ترغب في المشاركة في الدراسة الأساسية ليتدرب عليها الطلبة خلال شهر قبل تطبيقها.

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.