دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وضع نظام جديد لأمن أوروبا بالتنسيق مع حلف الناتو وروسيا.
وصرح ماكرون، في كلمة ألقاها أمام المشرعين في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، بمناسبة تولي بلده رئاسة المجلس الأوروبي: “في الأسابيع القليلة القادمة يتعين علينا إتمام المقترحات الأوروبية بشأن وضع نظام جديد للأمن والاستقرار. يجب إعدادها بين الأوروبيين وتبادلها مع حلفائنا ضمن الناتو، ثم طرحها للتفاوض مع روسيا”.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن هذا النظام الأمني الجديد في أوروبا يجب أن يشمل “إعادة التسلح الاستراتيجي” و”التفاوض الصريح والصارم مع روسيا”.
ولفت إلى أن النظام الجديد لأمن أوروبا يجب أن يرفض استخدام القوة والتهديدات ومجالات النفوذ ويعترف بحق الدول في المشاركة بمنظمات وتحالفات وبناء هيكلها الأمني بطريقة خاصة بها.
وأبدى الرئيس قناعته بأن الحوار مع روسيا مطلوب لضمان أمن القارة العجوز، داعيا إلى “بناء أوروبا يعتمد النظام فيها على مبادئ وقواعد لن يتم تحديدها ضد أي أحد بل بالتنسيق مع روسيا”.
وبين هذه القواعد والمبادئ أشار ماكرون إلى مبدأ سيادة الدول، مشددا على ضرورة “تأكيد هذه القيم ومعاقبة من يخالفها بطريقة فعالة” قائلا: “السيادة تعني الحرية، وهي في قلب مشروعنا الأوروبي وتمثل ردا على تقويض الاستقرار في قارتنا”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه والمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل تقدما قبل أشهر بمبادرة العودة إلى الحوار الجاد مع روسيا، غير أن الزملاء الأوروبيين لم يدعموها، مبديا أسفه بهذا الشأن.
وحذر ماكرون من أن النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا لا يزال يشكل بؤرة توتر رئيسة في أوروبا، متعهدا بأن فرنسا بالتعاون مع ألمانيا ستواصل ضمن إطار رباعية النورماندي البحث عن حل سياسي لتسويته.