الناصر في يومه اللبناني الثاني: إرهاصات لا نريدها… جراء عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية

سلسلة محادثات أجراها وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، في اليوم الثاني لزيارته لبنان، أمس، شملت الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الداخلية بسام مولوي.

الزيارة التي شكلت، بأبعادها الخليجية والعربية والدولية، الحدث في بيروت لليوم الثاني على التوالي، كان قد استهلها الناصر مساء أول من أمس بلقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، حيث نقل إليه مجموعة مقترحات وأفكار لحل الأزمة بين لبنان ودول الخليج، عنوانها ضرورة التزام النأي بالنفس فعلاً لا قولاً، وألا يكون لبنان منصة لأي تهديد لفظي أو فعلي لأي دولة أخرى.

ميشال عون

النهار الطويل بدأ بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي استقبل الناصر في قصر بعبدا، وأبلغه ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقاً من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.

وشكر الرئيس عون للناصر المبادرة التي نقلها، والتي تعكس العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالكويت، لا سيما أن هذه المبادرة تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.

وأكد عون التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة، مشيراً الى أن الأفكار التي وردت في المذكرة ستكون موضع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها.

وجدد الرئيس اللبناني، خلال الاجتماع، التأكيد على متانة العلاقات اللبنانية – الكويتية، محملاً الناصر تحياته إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وشُكر لبنان رئيساً وشعباً على وقوف الكويت دائماً إلى جانب لبنان في مختلف الظروف الصعبة التي مرّ بها، إضافة الى «رعاية اللبنانيين المقيمين في بلدهم الثاني الكويت».

وبحسب بيان للرئاسة اللبنانية، فإن الناصر نقل في مستهل الاجتماع إلى عون تحيات سمو الأمير وسمو ولي العهد والشعب الكويتي، مشيراً إلى تزامن زيارته مع مرور 60 عاماً على قيام العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والكويت، ومرور 30 عاماً على ذكرى تحرير الكويت، مستذكراً موقف لبنان من الغزو العراقي للكويت.

وقدم الناصر إلى عون المذكرة التي تضمنت أفكاراً واقتراحات هدفها «إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج»، مجدداً التأكيد «على عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم الرغبة في أن يتدخل لبنان في شؤون دول أخرى».

وفي تصريح عقب اللقاء، جدد الناصر التأكيد أنه نقل «رسالة كويتية خليجية عربية ودولية، كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان»، موضحاً أن «كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، وأساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية».

وإذ لفت إلى أن المسؤولين اللبنانيين يعكفون على دراسة المقترحات وبصدد الرد عليها قريباً، أكد الناصر «أن الذي طالبنا به هو ألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي.

نحن نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة: عنصراً متألقاً، أيقونة ورمزية مميزة في العالم وفي المشرق العربي.

لبنان واحة وساحة أمل للجميع، ملجأ للمثقفين، للفنانين والأدباء وللعلوم الإنسانية كلّها.

هذا هو لبنان الذي نعرفه.

هو ليس منصة عدوان، ولا مكان آخر لجلب أي حساسية تجاه هذا البلد الشقيق وهذا الشعب الجميل… وأنا أجدد أنه لا يوجد هناك أبداً أي توجه للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.

هذه أفكار ومقترحات كإجراءات لبناء الثقة، نتمنى أن يتم التعامل معها بالشكل المفيد للجميع».

ورداً على سؤال عما إذا كانت الكويت مستعدة لقيادة حوار جديد في لبنان تحت عنوان تطبيق اتفاق الطائف «الذي يتضمن معالجة الهواجس التي تطرحونها»، قال وزير الخارجية: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.

وفي طيَّات السؤال هناك الإجابة: هو فقط تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، ومن بين ذلك اتفاق الطائف.

وإذا كانت هناك بعض الالتزامات التي لم تُنفَّذ لغاية الآن، فإن شاء الله من خلال تطبيقها بشكل ملموس، نصل إلى مبتغى الجميع».

وعن مدى إمكانية لبنان تطبيق القرار 1559 في ظل الانقسام السياسي الحالي، قال: «هذا أمر يعود إلى اللبنانيين أنفسهم، وليس أمراً يعود الى الكويت.

لكن كل قرارات الشرعية الدولية ملزِمة لكل دول العالم، وإن شاء الله لبنان وجميع من هم معنيون بهذا القرار بالذات يصلون إلى أمر يكون متوافقاً مع قرارات الشرعية الدولية».

نبيه بري

وفي ثاني لقاءاته، اجتمع الناصر مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقال عقب اللقاء إنه نقل إليه «رسالة تحية من سمو أمير الكويت ومن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وتبادلت الأحاديث معه حول العلاقات الثنائية وكل التحديات التي نمر بها إقليمياً ودولياً وحول الإجراءات لبناء الثقة بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي».

وأوضح أن ثمة رغبة لدى الجميع ليكون لبنان مستقراً وآمناً، مؤكداً أن تحقيق ذلك يتم من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعربية.

بسام مولوي

كما استقبل وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، في مكتبه، وزير الخارجية، حيث جرى بحث في العلاقات الثنائية.

وأشار الناصر إلى دور «لبنان المميز كأيقونة للحضارة الانسانية في المشرق العربي، لبنان مركز ومنبر للثقافة والأدب والفن والعلم، وهذا لا يكون من خلال أن يكون لبنان مُستغلاً من أي أطراف لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأكد لي معاليه (الوزير اللبناني) في هذا المجال واستعرض لي الاجراءات الفعلية التي قامت بها السلطات اللبنانية ومعاليه شخصياً لوضع حد لهذه الامور وعدم تكرارها بالمستقبل».

وقال: «نحن مقدرون لهذا الأمر وهناك مسؤولية على الدولة اللبنانية، وإن شاء الله نرى أفعالاً أكثر».

وأضاف: «الجانب الآخر يتعلق بتصدير آفة المخدرات الى خارج لبنان، وهناك رغبة بأن تكون منافذ الدولة كلها بأيدي سلطات الدولة، ولاحظنا تحركاً من سلطات وزارة الداخلية مشكورة في إلقاء القبض على شحنة كانت ذاهبة الى الكويت، نتمنى وضع آليات لضمان عدم مرور هذه الشحنات الى الكويت والى المنطقة، وهذه الأفكار مطروحة لدراستها ووضع آلية تكون أكثر نجاعة لمنع آفة المخدرات من المرور والعبور خارج لبنان، ونتمنى من خلال بسط أكثر لنفوذ الدولة في لبنان وأن يكون أكثر أمناً وأماناً وازدهاراً».

وسئل: زرتم الرئيس بري وهو المفاوض بالسياسة باسم «حزب الله» وتتحدثون عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وأساسها سلاح «حزب الله»، فهل سيتولى الرئيس بري البحث بذلك؟ فقال الناصر: «كل الأفكار التي أتيت بها الى لبنان الشقيق هي مستنبطة أساساً مما تم الاعلان والالتزام به من الاطراف اللبنانية كلها، وهي إجراءات لبناء الثقة مع لبنان أساسها وروحها اتفاق الطائف، وكذلك الجوانب الأخرى المتعلقة بقرارات الشرعية الدولية الملزمة للجميع، خصوصاً للدول الأعضاء في الأمم المتحدة والقرارات العربية، وعدم تنفيذ هذه القرارات يترتب عليه إجراءات وإرهاصات لا نريدها لأي كان، وهي مسؤولية للدول جميعاً لايجاد آلية مناسبة لتطبيقها وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية» دول الخليج ترسل حمائم السلام

قال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر: «إن دول الخليج لا ترسل تهديدات بل ترسل حمائم السلام، هناك بعض الأمور يجب التعامل معها بجدية ومسؤولية»، منوهاً بالإجراءات التي قام بها وزير الداخلية اللبناني خصوصاً في الأشهر الأربعة الماضية، في معالجة بعض الثغرات بالمجالات الامنية وإيجاد الحلول لها، وهي محل تقدير من دول الخليج.

لا رسائل إلى أي طرف

رداً على سؤال في شأن تزامن زيارته مع التحضيرات للانتخابات وعزوف رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري عن المشاركة فيها، أكد الناصر عدم وجود أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان وان دول مجلس التعاون الخليجي لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، مضيفاً ان الزيارة لا تخرج عن الرسائل الثلاث التي نقلها أول من أمس.

ونفى أن يكون قد نقل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة لأي طرف لبناني، موضحاً أن «الزيارة فقط لتقديم الافكار نفسها التي قدمتها بالأمس (أول من أمس) للرئيس نجيب ميقاتي وصباحاً (أمس) لرئيس الجمهورية ميشال عون ومن ثم قدمتها لدولة الرئيس بري وهي منطلقة من بعض الافكار والمقترحات لبناء الثقة بين دول المنطقة ولبنان».

غداء عمل رسمي

على شرف وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أقام وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب مأدبة غداء عمل رسمية، جرى خلالها بحث مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وآخر التطورات التي تشهدها المنطقة.

وزير الخارجية اللبناني يزور الكويت

جدد الناصر التأكيد أن العلاقات الديبلوماسية لم تنقطع بين الكويت ولبنان، موضحاً أنه «تم استدعاء السفير للتشاور».

وأعلن أن «دعوة وزير الخارجية اللبناني لزيارة الكويت تأتي من خلال اجتماع تشاوري عربي سيُعقد آخر هذا الشهر في الكويت، بحكم أن الكويت الآن ترأس مجلس وزراء خارجية الدول العربية.

ونحن نستضيف ما يقارب 50000 لبناني، وسعداء بدورهم التنموي، كما نرحب باللبنانيين بكل مستوياتهم في زيارة الكويت. وزيارة وزير الخارجية ثنائية، ولكن في الأساس ضمن التحرك العربي».

لا مرشح لمنصب السفير

قال الناصر، رداً على سؤال عن تسمية سفير جديد للكويت، «لم نرشح أحداً لمنصب السفير في لبنان وهذا الأمر يخضع لقوانين العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وفق اتفاقية فيينا ويجري بشكل طبيعي».

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.