نائب الأمير للعرب: إنهاء أي تباعد أو قطيعة

أعرب سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، عن الأمل في أن يكون لقاء وزراء الخارجية العرب في الكويت، نقطة انطلاق جديدة في مسيرة العمل العربي الجماعي، وحض الوزراء على اغتنام فرصة الجمع المبارك، لتدارس التحديات والظروف الدقيقة، والانطلاق بآفاق أرحب للعمل المشترك نترفع فيها عما يطرأ من ملمات، ونسمو لترسيخ وحدتنا العربية، وتحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أي تباعد أو قطيعة.

جاء ذلك خلال استقبال سمو نائب الأمير، في قصر بيان أمس، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ووزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ156 الشيخ الدكتور أحمد الناصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ووزراء خارجية الدول العربية المشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب والمنعقد في الكويت.

واعتبر سموه في كلمة إلى الحضور، أن اللقاء التشاوري فرصة مهمة لتحديد الأولويات وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح العمل المشترك ومنها: تعزيز ممارسات حسن الجوار ونشر السلام، والاهتمام بمشاريع التنمية، وتعزيز النمو الاقتصادي والعيش الكريم.

وقال إن الكويت تدرك أهمية العمل العربي المشترك وضرورة وحدة الصف، فسعت جاهدة لتنقية الأجواء بين الأشقاء وتقريب وجهات النظر، والتوسط لحل النزاعات، ونشر ثقافة التسامح بينهم بما لا يخل بسيادة الدول ولا يمس القرارات الدولية.

وأضاف سموه: «تمكنا بفضل الله وثقة دولنا العربية فينا من بلوغ أهدافنا والمساهمة في عودة التوافق والوئام بين دولنا».

وإذ وصف سمو نائب الأمير، التحديات الإقليمية والدولية الراهنة بالجسام، وجهّ الحشد الوزاري العربي إلى ضرورة حسن التخطيط والتنسيق، باعتباره سبيل المواجهة وباعتبارهم المعنيين بتنفيذ السياسات الخارجية العربية، وعلى عاتقهم مسؤولية تحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أي تباعد أو قطيعة، والانطلاق برؤى مشتركة نحو مستقبل العمل العربي المشترك، وإيجاد السبل لتعزيز فعالية جامعة الدول العربية ومؤسساتها.

نص الكلمة

وفي ما يلي نص كلمة سمو نائب الأمير:

«بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أصحاب المعالي وزراء خارجية الدول العربية

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

أصحاب المعالي والسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني بداية أن أرحب بكم، وأنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وتوجيهات سموه، في مستهل أعمال لقائكم التشاوري في بلدكم الثاني، والتي تأتي استشعاراً بأهمية لقاءاتكم وتكريساً لمبدأ التشاور بين دولنا الشقيقة، بعيداً عن الأجواء الرسمية وفي جو من الحوار التفاعلي.

أصحاب المعالي،

تدرك دولة الكويت أهمية العمل العربي المشترك وضرورة وحدة الصف العربي، فسعت في سياستها الخارجية جاهدة لتنقية الأجواء بين الأشقاء، وتقريب وجهات النظر والتوسط لحل النزاعات، ونشر ثقافة التسامح بينهم، بما لا يخل بسيادة الدول، ولا يمس قرارات الشرعية الدولية. وقد تمكنا بفضل الله علينا وثقة دولنا العربية الشقيقة فينا من بلوغ أهدافنا والمساهمة في عودة التوافق والوئام بين دولنا.

أصحاب المعالي،

يأتي اجتماعكم اليوم في ظل ظروف دقيقة إقليمياً ودولياً. وقد أضاف استمرار جائحة (كوفيد – 19) إليها أبعاداً وتداعيات، تتطلب عملاً جماعياً وتنسيقاً مستمراً وتواصلاً دائماً وتشاوراً صريحاً، ووضع حلول مشتركة لمواجهتها والحد من آثارها.

ولعل ما يبعث على التفاؤل اجتماعكم اليوم في دولة الكويت، قبيل أسابيع من اجتماع دورتكم المقبلة في شهر مارس، الأمر الذي سيمكنكم من تحديد الأولويات وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح عملكم المشترك، ومن هذه الأولويات تعزيز ممارسات حسن الجوار ونشر السلام، والاهتمام بمشاريع التنمية وكل ما يعزز النمو الاقتصادي ويحقق لشعوبنا العربية العيش الكريم والرفاهية.

أصحاب المعالي،

في ظل ما أشرنا إليه من تحديات وظروف دقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، تجعل من العمل العربي المشترك ضرورة ملحة، فلابد من اغتنام هذا الجمع المبارك، باعتبار كل واحد منكم واجهة مشرفة لبلده الشقيق، لتدارس التحديات التي تواجه عملكم المشترك، والسعي إلى تعزيزه والانطلاق به إلى آفاق أرحب، نترفع فيها عما يطرأ علينا من ملمات، ونسمو نحو ترسيخ وحدتنا العربية.

أصحاب المعالي

إن التحديات جسام وحسن التخطيط والتنسيق سبيلنا لمواجهتها، وأنتم المعنيون بتنفيذ السياسات الخارجية لدولنا العربية، وتقع على أعتاقكم مسؤولية تحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أي تباعد أو قطيعة، وتهيئة الأجواء لتحقيق ذلك، والانطلاق برؤى مشتركة نحو مستقبل العمل العربي المشترك وآفاق تعزيزه وتطوير آلياته، وإيجاد السبل لتعزيز فعالية جامعة الدول العربية ومؤسساتها، بما يواكب التطورات السريعة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية.

أصحاب المعالي،

إن مسؤوليتكم كبيرة أمام حجم التحديات التي تواجهها دولنا العربية، وتعاونكم ركيزة تجسيد أداء الأمانة التي تحملونها، ولعل الأجواء التي سيوفرها لقاؤكم التشاوري هذا، بعيداً عن جدول الأعمال المحدد، فرصة لتحديد الأولويات ورسم أبعاد جديدة للعمل المشترك، تمهد الطريق أمامكم، وتحدد أولويات عملكم المقبل، وتمكنكم من المضي نحو تحقيق أهدافكم المشتركة.

أصحاب المعالي،

أدعو الله تعالى أن يحفظ أوطاننا وشعوبنا، وأن يوفقكم في مساعيكم الطيبة، وأن يكون لقاؤكم اليوم في دولة الكويت نقطة انطلاق جديدة في مسيرة عملكم الجماعي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

شاهد أيضاً

«الشؤون»: تأكدوا من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة.. وبالوسائل المصرح بها

أهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالمواطنين والمقيمين التأكد من التبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة والمسجلة لديها. ونوهت …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.